تتجه الأنظار إلى القمة المرتقبة بين الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" ونظيره الروسي "فلاديمير بوتين" والتي من المقرر عقدها في القاهرة ليومي 9 و10 فبراير الجاري، والتي سيبحثان خلالها التعاون الاقتصادي والتجاري. صرح مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف، بأنه من المقرر توقيع الطرفين لمذكرة تفاهم في مجال الاستثمار، واتفاق مع الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة، كما ستقترح موسكو على مصر إنشاء "بنية تحتية نووية شاملة روسية الصنع" على غرار محطات الطاقة الكهروذرية في روسيا. وأضاف"أوشاكوف" أن حجم التبادل التجاري بين روسيا ومصر خلال الأشهر 11 الأولى من عام 2014 ارتفع بنحو 80% مقارنة بنفس الفترة الزمنية من عام 2013، وبلغ 4.6 مليارات دولار، وشكلت موارد الطاقة منها نحو 1.1 مليار دولار. تعتبر السوق المصرية إحدى أهم الأسواق للحبوب الروسية، وبلغت الصادرات الروسية من الحبوب إلى مصر نحو 1.1 مليار دولار، خلال الأشهر 11 الأولى من عام 2014. وتقوم روسيا بتزويد مصر بنحو 40% من حاجاتها من القمح، بالمقابل بلغت صادرات مصر من المنتجات الزراعية إلى السوق الروسية خلال نفس الفترة نحو 500 مليون دولار، مقارنة ب 267 مليون دولار خلال الأشهر 11 الأولى من عام 2013. ووقعت مصر وروسيا في عام 2008 اتفاقية حكومية بشأن التعاون في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية، وهو الذي يتيح لشركة "روس اتوم" المتخصصة في بناء المحطات الكهروذرية المشاركة في المناقصة المعلنة من الجانب المصري؛ لبناء أول محطة كهروذرية بطاقة 1000 إلى 1200 ميجا وات للواحد. وأسفر لقاء جمع بين الرئيس الروسي الأسبق "دميتري ميدفيديف" ونظيره المصري في ذلك الحين "محمد حسني مبارك" عن توقيع اتفاقية حول التعاون في ميدان الاستخدام السلمي للطاقة الذرية، أتاحت لروسيا المشاركة في مناقصة متعلقة ببناء أول محطة كهرذرية بمصر. ووقعت شركة "نوفاتيك" الروسية في عام 2007 اتفاقية حول إنشاء مؤسسات مشتركة مع شركة " ثروة"؛ لاستخراج وإنتاج الغاز في حقول بلدة العريش، كما تعمل شركة النفط والغاز الروسية العملاقة "جازبروم" بنشاط في مصر. فيما بلغ العدد الإجمالي للسياح الروس القادمين إلى مصر في عام 2008 إلى 1.8 مليون شخص، بينما لم يتجاوز هذا العدد 750 ألف سائح في عام 2005. وفي فبراير من عام 2006 تم افتتاح معمل تجميع السيارات "لادا" في مصر باستثمارات روسية. وفي أكتوبر عام 2004 أنجزت الشركة مشروع مد خط أنابيب تصدير النفط إلى خارج مصر عن طريق الساحل الغربي للبحر الأحمر والذي يبلغ طوله 100 كيلومتر. ووقعت شركة "كاماز" في مارس عام 2004 مع شركة "تاكو يوروماتيك" المصرية مذكرة تفاهم حول إنشاء معمل تجميع السارات "كاماز". وتساهم شركة "لوكويل" الروسية في استثمار حقول النفط المصرية في الصحراء الغربية، ومنطقة خليج السويس، وتنوي استثمار 400 مليون دولار في هذا المشروع. وفي عام 1958 أمد الاتحاد السوفيتي، مصر بمفاعل ذري، وتم تشغيل هذا المفاعل في عام 1961. تطورت العلاقات بين البلدين عبر التاريخ، ففي عام 1952، قدم الاتحاد السوفيتي لمصر مساعدات في تحديث قدرات قواتها المسلحة وتشييد السد العالي. كانت اتفاقية مقايضة القطن المصري بحبوب وأخشاب من الاتحاد السوفيتي هي النواة الأولى للتعاون "المصري – الروسي" في أغسطس عام 1948. تعود العلاقات بين البلدين إلى أربعينيات القرن الماضي، وتحديدًا في ال 26 من أغسطس عام 1943، ومنذ ذلك الحين تعتبر روسيا شريكًا هامًا وحيويًا لمصر.