يشهد شهر فبراير من كل عام ذكرى أسوأ كارثتين في تاريخ كرة القدم أولهما حدثت في مصر في الأول من فبراير عام 2012 وهي أحداث بورسعيد و التي راح ضحيتها 72 من مشجعي النادي الأهلي عقب فوز المصري على الأهلي في مبارتهما بالدوري، وثانيهما حدثت في ألمانيا و التي مرّ عليها 56 عاماً وهي كارثة ميونخ الجوية، والتي حدثت لفريق مانشستر يونايتد الإنجليزي حين تحطمت به الطائرة في السادس من فبراير 1958 و راح ضحيتها 23 شخصاً من بينهم ثمانية لاعبين من الفريق الإنجليزي وثلاثة مسئولين بالنادي من أصل 44 شخصاً كانوا على متنها . و سنلقي الضوء خلال هذا التقرير على فريقي مانشستر يونايتد والاهلي و كيف تغلب كلاً منهما على الفاجعة التي تم التعرض لها. أولاً : فريق مانشستر يونايتد عام 1958:- فاز فريق مانشستر يونايتد بالدوري الإنجليزي موسم 1957 / 1958 ليشارك في بطولة كأس أوروبا للأندية ( دوري أبطال أوروبا حالياً ) . إستطاع الفريق الإنجليزي الوصول لدور الثمانية من البطولة ليقابل فريق رد ستار بلجراد اليوغوسلافي حيث تغلب عليه بإنجلترا في مباراة الذهاب بهدفين لهدف ، و في مباراة العودة ببلجراد تعادل الفريقين بثلاثة أهداف لكل فريق ليتأهل الفريق الإنجليزي للدور قبل النهائي من البطولة ليقابل فريق إي سي ميلان الإيطالي . و في أثناء عودة الفريق لإنجلترا بالطائرة حدثت الكارثة . * كارثة ميونخ : أثناء عودة فريق المان يونايتد بالطائرة من يوغوسلافيا لإنجلترا توقفت الطائرة فى مطار ميونخ بألمانيا من أجل التزود بالوقود، وتأخر الاقلاع مرتين بسب عطل وتم ضبطه وإصلاحه من قبل عمال مطار ميونخ،و تمكن الطيارين من أن يُقلعوا هذه المرة و فجأة تعطلت الماكينة وإنحرفت الطائرة عن طريق الاقلاع و إصطدمت بخزان الوقود فإنفجروراح ضحية الحادث 23 شخصاً من بينهم ثمانية لاعبين في فريق مانشيستر يونايتد وثلاثة مسئولين بالنادي من أصل 44 شخصاً كانوا على متن الطائرة ،وتم اكتشاف ان سبب الحادثة هو الثلج الذى على طريق الاقلاع الذي تسبب فى إنحراف الطائرة ومن ثم الانفجار . * ضحايا كارثة ميونخ : لاعبو مانشستر يونايتد مارك جونز و ديفيد بيغ و روجر بيرن و جوف بنت و ايدى كولمان و ليام ويلان وتومى تايلور جميعهم توفوا بالحال . و توفي كلأ من سكرتير النادى والتر كريكمر والمدربين توم كيرى وبرت والي فيما بعد. السير باسبى المدير الفني للفريق و دونكان إدواردز وجونى بيرى أُصيبوا بإصابات خطيرة ومميتة وتوفى إدواردز بعد ثلاثة أسابيع من الحادث. * تجاوز المحنة : على الرغم من هذه الكارثة لعب الفريق في الدور قبل النهائي للبطولة أمام ميلان الإيطالي بعد 93 يوماً في الثامن من مايو 1958و لكنهم خرجوا من البطولة . بعد عشرة سنوات على هذه الكارثة و بالتحديد في عام 1968 تمكن مانشستر يونايتد الإنجليزي من إحراز أول بطولة أوروبية للنادي و هي بطولة كأس أوروبا للأندية ( دوري أبطال أوروبا حالياً ) بقيادة السير باسبي الذي شهد كارثة ميونخ . ثانياُ : فريق الأهلي المصري عام 2012 :- شهد الأول من فبراير أحداث بورسعيد الشهيرة و التي راح ضحيتها 72 من مشجعي النادي الأهلي في 2012 عقب فوز المصري على الأهلي في مبارتهما بالدوري ليستقيل مانويل جوزيه المدير الفني للأهلي إعتراضاً على هذه الحادثة . * تجاوز المحنة : تولى حسام البدري المدير الفني للمنتخب الأوليمبي حالياً زمام الفريق الذي كان محطماً نفسياً بسبب هذه الحادثة المؤلمة وكاد معظم لاعبيه ونجومه أن يعتزلوا كرة القدم بسبب هذه الفاجعة وعلى رأسهم أبو تريكة وبركات ولكنه أقنعهم بالعدول عن هذا القرار ليعود الاهلي مرة أخرى إلى ذاكرة الانتصارات ليفوز ببطولة دوري أبطال أفريقيا أغلى بطولة في نفوس جماهير الاهلي أمام الترجي الذي أخرجه من نفس البطولة في 2011 وسط دهشة الجميع بسبب توقف النشاط الكروي في مصر بسبب حادثة بورسعيد . خلاصة القول نستطيع القول بأن حسام البدري المصري إستطاع التفوق على السير مات باسبى الإسكتلندي البريطاني في فبراير الإسود لأنه إستطاع العودة بفريقه الأهلي لعرش البطولات الإفريقية في نفس العام الذي حدثت فيه كارثة بورسعيد ، بينما مات باسبي قاد فريقه مانشستر يونايتد لتتويج بأول بطولة أوروبية للفريق بعد عشر سنوات على كارثة ميونخ .