انطلق الأسقف الدكتور الأنبا مارتيروس، أسقف عام كنائس شرق السكة الحديد للأقباط الأرثوذكس، ورئيس لجنة المصنفات الكنسية، الى لبنان، مساء أمس؛ للمشاركة بورقة بحثية عن العلاقات الرهبانية بين مصر وسوريا في القرون الوسطي، في مؤتمر الدراسات العربية السريانية، بناء على دعوة من جامعة الروح القدسبلبنان. وقال الأنبا مارتيروس: "إنه عند بدء الكلام عن الكنيسة المارونية، لابد من الإشارة إلى القديس مارون الناسك، الذي هو فخر الموارنة لكنه تنيح قبل وجود الكنيسة المارونية، ولم يترك من خلفه معلومات ومصادر تشير إلى حياته، أو الأعمال التي قام بها في حياته، أما الكنيسة المارونية، والتي هي كما يعرفها المجمع البطريركي الماروني ولا سيما في الفقرة الخامسة من التقرير الذي أصدره عن "هوية الكنيسة المارونية " انها: كنيسة أنطاكية سريانية، ذات طابع ليتورجي خاص، وانها كنيسة خلقيدونية، وذات طابع نسكي ورهباني، وعلى شراكة تامة مع الكرسي الرسولي، وبالاضافة إلى تاقلمها مع البيئة اللبنانية التي انتشرت منها إلى العالم، ومع التاكيد على الارتباط بالتاريخ الوثيق بنهر العاصي الذي عليه كان دير مار مارون، والذي منه نشات نواة الكنيسة المارونية، مؤسس الكنيسة المارونية هو يوحنا مارون، احد رهبان دير مارون والبطريرك الأول تنيح في القرن الثامن في جبل لبنان، هو من أنشأ التنظيم الكنيس الماروني المنفصل عن الكنيسة الأرثوذكسية".
وأضاف الأنبا مارتيروس: "معلوم أن جزء كبير من مسيحي لبنان يتبعون المارونية والتى ترجع إلي القديس مارمارون ومارون أو القديس مارون أو مار مارون كما هو شائع، ناسك وراهب وكاهن عاش في شمال سوريا خلال القرن الرابع، يعتبر واحدًا من أشهر الشخصيات السوريّة السريانية الكنسية، لكونه يرتبط مع الكنيسة السريانية الأنطاكية المارونية التي تعتبره مؤسسًا وشفيعًا وأبًا، ولذلك يقول المطران يوسف الدبس، رئيس أساقفة بيروت المارونية أواخر القرن التاسع عشر في كتابه "الجامع المفصل في تاريخ الموارنة المؤصل:" إن تاريخ الموارنة يبدأ بمناقشة مار مارون الذي يعتبر مؤسس هذه الطائفة وشفيعها"، وكلمة مارون في اللغة السريانية تصغير للفظة "مار" والتي تعني السيّد، والتي بدورها تصغير عن لفظة "موران" والتي تعني "سيد السادة أو السيد الأكبر" وتستخدم في اللغة السريانية كإحدى ألقاب الله، لا يوجد اليوم سيرة مفصلة أو سجل دقيق عن حياته ونشاطاته، وتعتبر شهادة أسقف المنطقة التي تنسك بها مار مارون ثيودوريطس المرجع الأساسي الوحيد عنه؛ أغلب الباحثين الموارنة والغير الموارنة يجعلون مارون رئيسًا للرهبان والنساك في منطقة سوريا الشمالية، وذلك استنادًا إلى ثيودوريطس ذاته حين يقول: إن أكثر النساك في منطقة قورش ساروا على طريق مارون الناسك ملتزمين به، وهناك أيضًا من يشير إلى أن مار مارون كان المسؤول الأول عن نشر المسيحية في شمال سوريا، فمن المعروف أن الوثنية كانت قوية الجذور تلك النواحي بداية القرن الخامس في حين أن ثيودوريطس نفسه يذكر في رسالة بعث بها إلى البابا ليون الكبير (440 -461) أنه يتولى شؤون ثمانمائة كنيسة، أي أن أغلب سكان المنطقة قد اعتنقوا المسيحية".
وتابع: "كانت العلاقات الرهبانية المتبادلة بين الكنيسة السريانية الأرثوذكسية والكنيسة القبطية علي أعلي مستوي منذ القرن الرابع الميلادي وساهمت الرهبنة المصرية القبطية في نشر الفكر الرهبانى في بلاد الرافدين وسوريا وجبال لبنان وكان تلاميذ الأنبا أنطونيوس هم المؤسسين هناك لأديرة علي النظام الأنطونى والنظام الباخومى أمثال مار أوجين ودورثيؤس هيلاريون بل إن كثير من محبي الرهبنة من بلاد سوريا والعراق وفلسطين ولبنان جاءوا إلي مصر للترهب أمثال يونابيوس وإندراوس من اللدا بالعراق وكانوا تلاميذ لأبي مقار وأتي مار ميخا كبريان من بيت ماجوشا بسوريا وتريفيؤوس وكبريان من دمشق وكانوا من ضمن ال49 شهيد شيوخ شيهيت وبطرس الرهاوى ودورثيؤس، ويذكر أن القديس يوحنا كاما المصري تتلمذ علي يد الأب دورثيؤس في القرن ال9 يذكر أن 4 بابوات للأسكندرية كانو من السريان وهم دميانوس ودورثيؤس وإبرام إبن زرعة وغبريال بن تريك وكان هناك هجرة للرهبان السريان أواخر القرن ال12 بل إن هناك 9 أديرة مصرية عاش فيها الرهبان السريان بعضهم مندثر".