قوبل السيسيي بحفاوة منذ لحظة وصوله لدولة الإمارات الشقيقة، وتلك الحفاوة تترجم مشاعر التقدير التي يكنها شعب الإمارات وقيادته لدور السيسي في إنقاذ مصر ومعها الأمة العربية من السقوط في هاوية الفوضي ودوامة التطرف. وتعبيرا عن تلك الحفاوة صدرت صحف الإمارات أمس، ترحب في صدر صفحاتها بالزيارة، وخصصت صحيفة "الاتحاد" كبري صحف الامارات ملحقاً خاصاً بعنوان "الدار دارك". أكد الرئيس السيسي في أحد الحوارات التليفزيونية مع قناة أبو ظبي أن الدولة المصرية تعمل على القضاء على البطالة وأوضح أن الاستثمارات الإماراتية توفر 100 ألف فرصة عمل، مشيراً الي أنه عقب لقائه بالمستثمرين الإماراتيين أكد أنه سيكون أمام كل منهم ملف كامل عن فرص الاستثمار والمشروعات الجديدة بالتفاصيل الخاصة بها، أما المستثمرين المصريين بالإمارات طالبهم بالرجوع لمصر قائلا "مصر تحتاج إليكم، وهناك أشياء كثيرة تغيرت.. وأتمني أن تعودوا إليها وأن تستثمروا فيها لتوفير فرص عمل للشباب المصري". وعقب ذلك قال دكتور أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشئون الخارجية، علي حسابه عبر "تويتر": "مصر هي مصنع الثقافة العربية، إذا أنتجت ثقافة وسطية، ساد تأثيرها علي ثقافة العرب". وأضاف قرقاش، بعد لقاء خاص مع رؤساء تحرير الصحف المصرية، أن المحيط العربي يمتلئ بسلسلة من الحرائق، موضحا إنه يوجد دول مهددة بالتفتت، ودول مقسمة طائفياً، ودول فاشلة، مشيرا إلى أن مصلحة الإمارات أن تكون البيئة من حولها مستقرة، مشيرا إلى دور مصر لتفعيل ذلك الإستقرار قائلا إنها دولة فريدة. كما أشار إلى دور الأزهر الشريف كمنارة للدين الصحيح والمعتدل في الرد علي الخطاب المتطرف بخطاب ديني وسطي، والتصدي للمتطرفين الذين اختطفوا الدين لحسابهم وكأنهم أقاموا شركة مقفلة عليه يمتلكونها ويتصرفون فيها. وأضاف ياسر رزق رئيس مجلس إدارة وتحرير الأخبار إن تصريحات الرئيس عن دولة الإمارات عكست عمق العلاقات بين قيادة البلدين، موضحا أن الرئيس السيسي أعرب عن التقدير الشديد لدولة الإمارات حكومة وشعبا لدعم مصر وأكد أن هناك خصوصية في العلاقات بين مصر والإمارات.
وأشاد عبر صفحته الخاصة على موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك" بالمباحثات موضحاً إنها فرصة للحديث المستفيض عن الأوضاع العربية وتحليل الموقف الإقليمي وقضية الإرهاب، وأشاد أيضا بوعد الرئيس في لقائه مع رجال الأعمال الإماراتيين بتذليل كل العقبات أمامهم لتشجيع تدفق الاستثمارات الإماراتية إلى مصر، موضحا أن تلك الإستثمارات ستعود بكثير من الخير لمصر إقتصاديا وسياسيا. وقد أوضح محمد العبار أحد كبار المستثمرين الإماراتيين في مصر إن لديه استثمارات في 20 دولة، وأنه لاتوجد دولة تخلو من مشاكل وعقبات الاستثمار، وقال إن مايجدونه في مصر في بعض الأحيان هو أمر طبيعي، داعيا الي تفهم الظروف التي تمر بها مصر، والي الاستفادة مما تتيحه السوق المصرية، مشيراً الي أن مصر من أكثر الدول ذات العائد الكبير للاستثمار. ومن الناحية الأمنية قال مجدي الجوهري الخبير القانوني، أن زيارة السيسي في ذلك التوقيت لمحاربة الارهاب تعد خطوة اقليمية ذات أبعاد بعيدة المدى تعكس مدى التقارب المصري والدور الحقيقي الذى تلعبة مصر في سبيل أن يعود دورها بين الدول العربية مرة أخرى واوضح الجوهري؛ ان السيسي ناقش في الإمارات الاستراتيجيات التي تحول مصر إلى محور مركزي فى الشرق الأوسط وهي خطوة ضرورية ف الوقت الحالي، لافتا إلى أن ما يفعله السيسي لم يفعله رئيس دولة غيرة. ومن الجانب السياسي قال محمود سلمان أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن زيارة السيسي تعميق لمفهوم العلاقة بين مصر والإمارات، مشيرا إلى أن الرئيس السيسي رمز لأي دولة يذهبها مشرف لمصر. وأوضح سلمان أن اقتراحات السيسي لتعزيز دور مصر داخل الامارات هي اقترحات مدروسة بشكل جديد ومصر سوف تشهد نقدم واضح خلال الايام المقبلة على خلفية تلك الزبارة.