محافظ كفر الشيخ يتابع تقديم مصالحات البناء في المركز التكنولوجى ببيلا    "الرقابة الصحية" تشارك في ختام "تحسين جودة المستشفيات" بالتعاون مع "الجايكا"    بوتين: بيلاروس ستنضم إلى روسيا في المرحلة الثانية من تدريبات اختبار الأسلحة النووية    حماس تؤكد تمسكها بالموافقة على الورقة التي قدمها الوسطاء للتهدئة في غزة    رئيس وزراء الأردن: اللجنة العليا المشتركة مع مصر نموذج للتعاون العربي الناجح    استبعاد صلاح من قائمة المرشحين لجائزة لاعب الموسم في الدوري الإنجليزي    القبض على عنصر إجرامي شديد الخطورة بالدقهلية    لجنة برلمانية تتفقد عددا من المستشفيات ووحدات الإسعاف بمحافظة الأقصر    الشعب الجمهوري يعقد اجتماعًا تنظيميًا لأمناء المرأة على مستوى محافظات الجمهورية    تعرف على جدول امتحانات الصف السادس الابتدائي 2024..وضوابط دخول امتحانات التيرم الثاني    "العمل": تحرير عقود توظيف لذوي الهمم بأحد أكبر مستشفيات الإسكندرية - صور    الأونروا: 80 ألف فلسطيني فروا من رفح خلال 3 أيام بحثًا عن ملاذ آمن    بنك ناصر الاجتماعي يرعي المؤتمر العلمي الدولي لكلية الإعلام جامعة القاهرة    حقيقة انتقال نجم بايرن ميونيخ إلى ريال مدريد    هل يقترب مدافع الوداد السابق من الانتقال للأهلي؟    وزيرة التضامن تشهد انطلاق الدورة الثانية في الجوانب القانونية لأعمال الضبطية القضائية    تأجيل محاكمة المتهمين في قضية فساد التموين ل 8 يوليو    محامي الشيبي يطالب بتعديل تهمة حسين الشحات: "من إهانة إلى ضرب"    أحمد عز وماجد الكدواني وريهام عبد الغفور أبرز الحاضرين لجنازة والدة كريم عبد العزيز    «ثورة الفلاحين» تستقبل الجمهور على مسرح المحلة الكبرى (صور)    دعاء الامتحان لتثبيت ما حفظت.. يسهّل الاستذكار | متصدر    محافظ الغربية يترأس الاجتماع الأسبوعي لمتابعة نسب تنفيذ مشروعات المحافظة    بالتعاون مع المستشفى الجامعى.. قافلة طبية جديدة لدعم المرضى بمركزي الفيوم وسنورس    تجنبًا لإلغاء التخصيص|«الإسكان الاجتماعي» يطالب المُتعاقدين على وحدات متوسطي الدخل بضرورة دفع الأقساط المتأخرة    السياحة والآثار: لجان تفتيش بالمحافظات لرصد الكيانات غير الشرعية المزاولة لنشاط العمرة والحج    مستشفى العباسية.. قرار عاجل بشأن المتهم بإنهاء حياة جانيت مدينة نصر    21 مليون جنيه.. حصيلة قضايا الإتجار بالعملة خلال 24 ساعة    القبض على المتهمين بغسيل أموال ب 20 مليون جنيه    لليوم الرابع على التوالي.. إغلاق معبر كرم أبو سالم أمام المساعدات لغزة    برلماني: توجيهات الرئيس بشأن مشروعات التوسع الزراعى تحقق الأمن الغذائي للبلاد    إيرادات فيلم "فاصل من اللحظات اللذيذة" بعد 4 أسابيع من طرحه بالسينمات    حسين فهمي ضيف شرف اليوبيل الذهبي لمهرجان جمعية الفيلم    رجعوا لبعض.. ابنة سامي العدل تفجر مفاجأة عن عودة العوضي وياسمين عبد العزيز    البيتي بيتي 2 .. طرد كريم محمود عبد العزيز وزوجته من الفيلا    قرار جمهوري بإنشاء التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي.. تعرف على أعماله    ما حكم قطع صلة الرحم بسبب الأذى؟.. «الإفتاء» تُجيب    هل تصح الصلاة على النبي أثناء أداء الصلاة؟.. الإفتاء توضح    إنشاء المركز المصري الإيطالي للوظائف والهجرة لتأهيل الشباب على العمل بالخارج    موعد بدء أعمال مكتب تنسيق الجامعات 2024 لطلاب الثانوية العامة والشهادات المعادلة    اكتشفوه في الصرف الصحي.. FLiRT متحور جديد من كورونا يثير مخاوف العالم| هذه أعراضه    أحمد عيد: سأعمل على تواجد غزل المحلة بالمربع الذهبي في الدوري الممتاز    إمام وخطيب مسجد عمرو بن العاص يوضح حكم حج الرجل عن أخته المريضة    مفاجآت سارة ل5 أبراج خلال شهر مايو.. فرص لتحقيق مكاسب مالية    عاجل| مصدر أمنى رفيع المستوى يكشف تطورات جديدة في مفاوضات غزة    دفاع حسين الشحات يطالب بوقف دعوى اتهامه بالتعدي على الشيبي    السكري- ما أعراض مرحلة ما قبل الإصابة؟    12 صورة بالمواعيد.. تشغيل قطارات المصيف إلى الإسكندرية ومرسى مطروح    جهاد جريشة يطمئن الزمالك بشأن حكام نهائي الكونفدرالية أمام نهضة بركان    البورصة تخسر 5 مليارات جنيه في مستهل أخر جلسات الأسبوع    مصدر عسكري: يجب على إسرائيل أن تعيد النظر في خططها العسكرية برفح بعد تصريحات بايدن    دعاء الامتحانات مستجاب ومستحب.. «رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري»    بوتين يحيي ذكرى انتصار الاتحاد السوفيتي على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية    طلب إحاطة بتعديل مكافآت طلاب الامتياز ورفع مستوى تدريبهم    عبدالملك: تكاتف ودعم الإدارة والجماهير وراء صعود غزل المحلة للممتاز    اليوم.. وزير الشباب والرياضة يحل ضيفًا على «بوابة أخبار اليوم»    بعد العاصفة الأخيرة.. تحذير شديد من الأرصاد السعودية بشأن طقس اليوم    تامر حسني يقدم العزاء ل كريم عبدالعزيز في وفاة والدته    «أسترازينيكا» تبدأ سحب لقاح كورونا عالميًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ماذا يدور في "ليبيا"؟..الخريطة الكاملة للمليشيات "نشأتها وأماكن سيطرتها" وتأثيرها على الجوار
نشر في الفجر يوم 14 - 01 - 2015

عقد المركز الإقليمي للدراسات الإستراتيجية بالقاهرة، ندوة حول عودة الدولة الليبية، وخريطة المليشيات المسلحة في ليبيا، واستضاف المركز خلال الندوة كلاً من: جميل أحمد محمود، الباحث المتخصص في الشأن الليبي، والدكتور خالد حنفي الباحث بمجلة السياسة الدولية، والدكتور محمد مجاهد الزيات، مستشار أكاديمي للشئون الإقليمية بالمركز، وعماد حمدي الباحث السياسي المتخصص في شئون ساحل الصحراء".

وأدار الجلسة كلاً من: الدكتور قدري سعيد، كبير مستشاري المركز، والدكتور صفي الدين خربوش، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، و أحمد كامل البحيري القائم بأعمال وحدة دراسات المركز.

وقدم الباحث جميل أحمد محمود، خريطة كاملة بعدد المليشيات وأماكن تواجدها داخل الأراضي الليبية، بالإضافة إلي خارطة أطراف الصراع، مشيرًا إلي أن أكبر التحديات التي واجهت الدولة الليبية، ولا تزال هي التحديات التي تولدت من رحم الثورة، وتمثلت في إشكالية العلاقة والتفاعل بين الأطراف المؤثرة التي شاركت في الثورة، وقد جمعتها أهداف الثورة، وفرقت بين بعضها وجهات نظر ومصالح مختلفة.

ووفقًا للباحث، فإن المليشيات الليبية، لها ولاءات شخصية لقياداتها، ويظهر جليا من خلال السياسات الخاصة التي تتبعها كل مليشيا على حدي وبعيدة عن سياسيات المليشيات الأخرى، مشيرًا إلي أن المشهد أكثر تعقيدًا في غياب الجيش والشرطة بالمعني المؤسسي، والانتشار الواسع والغير المنضبط للسلاح، والفصائل المسلحة الغير المنظمة، مؤكدًا أن عملية الصراع تدور بين كتلتين رئاستين هما :"المليشيات التكفيرية المتطرفة، والقوات الحكومية والقوى، الموالية لحفتر من الجهة الأخرى".

أولا: المليشيات التكفيرية المتطرفة بشقيها الجهادي والإخواني:
1. كتيبة شهداء 17 فبراير: من أهمها وأخطرها ومعروفة بانتمائها لجماعة الإخوان المسلمين الليبية، وتتخذ من أحد معسكرات الجيش الليبي مقرًا لها في منطقة القوارش في المدينة، وتعتبر أكبر وأقوى المليشيات المسلحة في شرق ليبيا، وتحصل الكتيبة على تمويلها من وزارة الدفاع الليبية سابقًا، وتمتلك مجموعة كبيرة من الأسلحة الخفيفة والثقيلة علاوة على منشآت تدريبية في أهم المواقع داخل المدينة، ونفذت العديد من المهام الأمنية، ومهام إرساء النظام شرقي ليبيا وفي الكفرة وفي الجنوب، وجل أعضائها من أبناء المدينة.
2. كتيبة الشهيد راف الله السحاتي: سميت بذلك نسبة إلي شخص قتل أثناء قتاله قوات القذافي في 19 مارس 2011، في بنغازي، وبدأت الجماعة ككتيبة، ضمن لواء 17 فبراير قبل أن تتوسع وتصبح، جماعة مستقلة بذاتها وينتشرون في شرق ليبيا وفي الكفرة، وشاركت في تأمين الانتخابات الوطنية وغيرها من عمليات وزارة الدفاع في شرق ليبيا في السابق.

3. كتيبة شهداء أبوسليم: متواجدة في مدينة درنة الليبية، وهي جماعة جهادية سابقة، من بين أوائل الجماعات التي ثارت ضد نظام القذافي في فبراير 2011، وسميت بهذا الاسم نسبة إلي شهداء سجن أبوسليم، وهي تحت قيادة سالم دربي، الذي أعلن في الأيام الماضية تكوين الجيش الإسلامي، وجيش تحكيم الدين، وهي مليشيات مرتبطة بتنظيم القاعدة، ومن أهم تفكيرها، أنها لن تخضع إلي سيطرة الدولة التي تصفها بالكافرة.
4. جماعة أنصار الشريعة: نشأت أنصار الشريعة في بنغازي بهدف تحكيم الشريعة الإسلامية في الدولة الليبية، وهي جماعة ترفض العملية الديمقراطية، والانتخابات، ولا تعترف بالدولة، وتدعو إلي إقامة الخلافة، وتري أن كل من لا يحكم بالشريعة فهو كافر، وكان المسئول عنها في بنغازي محمد الزهاوي، وهو من السجناء السابقين الذي قيل عنهم أنه قتل ودفن في مصراتة، ومن الملاحظ أن الجماعة عادت إلي عدد من المدن والبلدات بعد انحصارها، وكانت مسئولة عن اغتيال الضباط والعسكريين، ورجال القضاء والنشطاء السياسيين، ورجال القضاء والنيابة.
5. درع ليبيا: والتي تعد من أكبر الجماعات المسلحة، شرق ليبيا، وتحصل على الدعم المادي من وزارة الدفاع سابقًا، ومليشيات الدروع التابعة لجماعة الإخوان، وهي من الأذرع الرئيسية لمدينة مصراته، وكانت تتمركز في شرق ووسط وغرب ليبيا، وتمتلك مئات الدبابات والصواريخ والأسلحة الحديثة، منها صواريخ سكود بعيدة المدى، والمضادة للطائرات والآليات العسكرية، والتي حصلت عليها من مخازن الجيش الليبي والتي كانت متواجدة في منطقة الجفرة، وبعضها حصلت عليه الجماعة من الخارج عبر الموانئ البحرية والبرية.
6. مليشيات مرتزقة: تضم جزء من أصحاب السوابق الجنائية المستفيدين من العفو الذي أصدره المجلس الانتقالي، وتضم مجموعة من الجنسيات الإفريقية المختلفة، حيث بدأت في خطف وابتزاز المواطنين، ثم جندتهم جماعة الإخوان المسلمين وأنصار الشريعة لتنفيذ عمليات الخطف والقتل والتفجير، مقابل دفع الأموال لهم.
7. كتبيتي القعقاع والصواعق: وهما كتبتين مناهضتين لفجر ليبيا، وتابعتين لمقاتلين سابقين من بلدة الزنتان الغربية، التي انضمت إلي عمليات الكرامة من جهة، ومن أخري كتائب تميل إلي التكفيريين المتطرفين والكيانات السياسية الإسلامية الأخرى.
8. كتيبة الفاروق: أسسها أبو على، وهي أحد أبرز التشكيلات المنضوية تحت أنصار الشريعة، والتي تعد أحد أبرز الجماعات الداعمة لفجر ليبيا وهي المسئولة عن قتل طبيب مصري، واختطاف 13 قبطيًا مصريًا، حيث فرضت أفكارها على الأسواق والمحال التجارية، والطرق.

وكل هذه الجماعات تنطوي تحت مظلة واحدة وتم تسميتها بفجر ليبيا، وهى المسئولة عن الصراع في المنطقة الغربية، وسيطرت على مدينة طرابلس ومطاراتها وموانئها وكذلك حاولت السيطرة على الهلال النفطي.
ثانيًا.القوات الحكومية والموالية لحفتر:
1. قوات الصاعقة: يقودها العقيد ونيس بوخماد، وهي قوات الجيش الشرعية والمتبقية من الجيش الليبي، وكتيبة 21، وكتيبة 204 دبابات التي يقودها العقيد البرغثي.
2. قوات الكرامة: وهي قوات يترأسها العقيد خليفة حفتر، تكونت بعد أن مارست المليشيات المسلحة، المتطرفة عمليات اغتيال على مدار 3 سنوات، حيث قتل حوالي سبعمائة ضابط في عمليات اغتيال يومية، وتقوم فكرتها "المليشيات" في الأساس، على إنكار الجيش الوطني، ويعتبرون أي جندي في المؤسسة هدفًا مشروعًا.

وتحدث الدكتور خالد حنفي، عن التركيبة القبلية في ليبيا والمليشيات العسكرية، مشيرًا إلي التحالفات والمليشيات الليبية، متحركة، ولا يمكن رصدها، مؤكدًا أن العامل القبلي مكون أساسي في الدولة الليبية، وأن مستقبل الدولة في يد القبائل لا في يد غيرها، لافتًا إلي أن المحاور الرئيسية للحديث تتمثل في 1. عسكرة القبيلة، 2. أنماط المليشيات القبلية، 3. السيناريوهات المحتملة للتعامل مع المليشيات.

وتابع خلال الندوة: أن القبيلة في ليبيا تعرضت لعملية تغير حاد في الدولة الليبية، ما أثر عليها بشكل مباشر، حيث طرأ عليها عمليات تحديث، وتحرر، وبالتالي القبيلة لم تعد هي الوحدة المتمسكة التي لم يعد هناك إمكانية للتعويل عليها في الصراع، مشيرًا إلي أن جغرافيا القبائل في ليبيا ينقسم إلي 3 أنواع: "في الجنوب، والغرب، والشرق"، لافتًا إلي أن ليبيا دولة قبلية متناثرة، وبالتالي فالمجتمع الليبي يتكون من بنية غير أساسية، ومن هنا ظهرت فكرة المليشيات، موضحًا أن هناك مشكلة في العلاقة بين القبيلة الليبية، والموارد، مؤكدًا أن الصراع متمركز في مساحة الهلال النفطي.

واستكمل الباحث: أن الصراع متواجد في مناطق سرت وطرابلس وأجدابية، ومناطق الجنوب، حيث حقل شرارة، مؤكدًا أن القبيلة على مدار التاريخ الليبي، تم استخدامها بشكل سياسي، وخير دليل على ذلك ما قام به القذافي، مشيرًا إلي أن الجيش الليبي كان قائما على القبائل، وبالتالي أثر الاستخدام على طريقة تكوين المجتمع، فمنذ عام 69، والجيش قائم على الطبيعة القبلية.

وقال الباحث، إن الصراع الذي يدور في ليبيا، يكمن في ثلاث قوى أساسية :" القبائل العربية، وقبائل التبو، وقبائل الطوارق"، حيث يسعى كل منهم للسيطرة على النفط، وطرق التجارة، مشيرًا إلي أن فجر ليبيا عندما شعرت بسحب البساط من تحت قدميها أقدمت على العمليات الإرهابية، موضحًا أن المليشيات القبلية لم تعد وحدة عضوية، وأصبحت تتعرض لتأثيرات من التيار السلفي، فالمليشيات الجهادية مكونة من الأساس من عامل قبلي.

وأوضح الباحث، أن الصراعات القبلية، تكمن في ثلاث مناطق مختلفة، هم :"الحدود المصرية الليبية، والليبية التشادية، والليبية الجزائرية"، مؤكدًا أن الصراع المتواجد في الحدود المصرية، يكمن في ممرات التهريب بالمنطقة الثلاثية بين مصر وليبيا والسودان، مشيرًا إلي أن هذا المثلث يتم تهريب السلاح من خلاله إلي الداخل الليبي والمصري، وعن لماذا توجد كمية كبيرة من السلاح في مناطق مصراتة، أوضح الباحث أن ذلك يعود إلي تواجد عدد كبير من رجال الأعمال ذات الميول الإسلامي، والذين يربطهم علاقة وثيقة بتركيا ذات الأجندة.

من جانبه أوضح الدكتور محمد مجاهد الزيات، تعليقًا على الدور الإقليمي والأزمة الليبية، أن الموقف المصري، قام على مجموعة من العوامل، أهمها التأثير الأمني لما يجري في ليبيا، على الأمن القومي المصري بصورة أساسية، ووجود امتدادات للتنظيمات الإرهابية التي تعمل في مصر وخاصة في سيناء، مشيرًا إلي أن بعض المنظمات الإرهابية تجري تدريبًا داخل الأراضي الليبي، وتدفع بعناصرها إلي مصر، بالإضافة إلي العامل الاقتصادي وغيره من العوامل.

وتابع الزيات: أن التحالف المصري فيما يخص الأزمة الليبية، تمثل في دعم الشرعية، والبرلمان المنتخب، وإعادة بناء المؤسسات الليبية، ورغم ذلك لم ينخرط في عمليات عسكرية، وأن القاهرة حاولت دعم الحل السياسي بكل أشكاله، مؤكدًا أن المبادرة المصرية اصطدمت بعدد من الأمور، أهمها الصدام مع مجموعات على خلاف مع النظام المصري، مشيرًا إلي أن الموقف الجزائري يكمن في التركيز على عدم وجود حل عسكري في ليبيا، وتركز العمل على مستويين:
1.محاولة جمع الفرقاء المختلفين بغض النظر عن انتمائهم.
2. العامل الأمني بالتعاون مع الموقف المصري".
موضحًا أن الاختلاف بين مصر والجزائر فيما يخص الأزمة الليبية، هو أن الجزائر تخاف من حدوث مواجهة مع التنظيمات الإرهابية، وبالتالي تتحرك إلي داخل البلاد وخاصة الجنوب الذي يعاني من الضعف الأمني.

وعن الموقف التونسي، قال الزيات، إن تونس تمر بمرحلة انتقالية، وتتحفظ تجاه التطورات في ليبيا، وتعاني هي الأخرى من تمركز أنصار الشريعة ببعض المناطق، وهو ما يقود الأمن التونسي، موضحًا أن هناك 3 مواقف إقليمية متميزة وهم:" السودان، وقطر، وتركيا"، فالسودان شاركت في سقوط نظام القذافي، وفقًا ما أعلن عنه الرئيس البشير، بأن ما أسقط نظام القذافي هو السلاح السوداني، بينما قطر مولت عمليات قوات حلف الأطلنطي، خلال الثورة الليبية، بشهادة رئيس الأركان القطري، وعن التركي، أوضح أن أنقرة تقيم علاقة جيدة مع البرلمان المنتهي ولايته، وعلى صلة بجماعة الإخوان المسلمين، رغم الاتهامات بدعم الإرهابيين المتواجدين.

وعن الموقف الدولي، أوضح أن الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة، غير كافية، فالمؤتمر الذي كان مقرر انعقاده غدًا فشل، فلازالت الحكومة تري أنها لايمكن أن تجلس مع مجلس منتهى ولايته، مشيرًا إلي أن أطراف النزاع غير مدعوين للمؤتمر الدولي، وبالتالي فمع من ستجلس؟.

وعن الموقف الفرنسي، أوضح الزيات، أنه متميز حتى الآن، فباريس تطالب منذ أكثر من شهر بتدخل دولي في ليبيا لمواجهة التطرف، لما يمثله من تهديد لمصالحها بشكل كبير، فعمليات التهريب تزيد من قدرات تنظيم القاعدة في الساحل ودول المغرب العربي، ما يهدد مستقبل الأوضاع في مالي، ودفعها إلي إقامة قاعدة في تلك المنطقة، وعن بريطانيا، أوضح أنها تأخذ موقف مماثل للمواقف السابقة عن الإسلام السياسي، فهي تريد حل كل هذه التنظيمات بطريقة سياسية، متجاهلة بذلك أنهم تنظيمات إرهابية، متوقعًا تغير الموقف البريطاني بصورة أساسية، أما عن أمريكا فيري الزيات أنه لا يزال على حدوده المرتبكة في المنطقة العربية، وغير دليل على ذلك ما يدور في سوريا، ويتعامل في ليبيا بهذا الشكل.

وعن ملاحظته على الموقف الإقليمي والدولي، أوضح أن الدور الإقليمي حتى الآن غير فاعلا نهائيًا، وبعضها مساند بشكل كبير لبعض الأطراف، وليست موحدة، وبالتالي تصعب عملية الضغط للوصول إلي حل، ولا يوجد اتفاق بين الأطراف على مدى تهديد الأزمة الليبية لها، فالبعض يرى أن هناك تصنيف بين الأطراف الفاعلة، مشيرًا إلي أن الدولي متكاسل للغاية، ولكن التغير قد يحدث بعد انتقال التهديد إلي فرنسا، فمؤتمر 18 يناير عن الإرهاب لن يتضمن جديدًا.

وقال الباحث عمار حمدي، إن التشكيلات المسلحة في ليبيا، تربطها ارتباطات وثيقة بعدد من الأطراف الإقليمية، مشيرًا إلي أن هناك 4 أنواع من التشكيلات المسلحة في ليبيا ظهرت بعد سقوط القذافي وهم:
1.اللواءات الثورية،
2.اللواءات غير المنظمة،
3.اللواءات ما بعد الثورة،
4. المليشيات المسلحة".
حيث يقدر عددها ب1700 مليشية مسلحة، أبرزها "درع ليبيا، كتائب مصراته، الزنتان"، ومؤيدو إقامة نظام فدرالي في برقة، موضحًا أن هذا التشكيلات تنقسم إلي ثلاث كتل رئاسية وهم:
1. كتل تشكلت من بقايا الجيش الليبي، ومؤيدو مؤسسات الدولة الليبية، وهم متمثلين الآن في عملية الكرامة تحت قيادة اللواء خليفة حفتر،
2.كتل لا تعترف بعملية الكرامة، وتنسق مع عملية فجر ليبيا،
3.كتل ذات طابع إسلامي".

وأشار إلي أن الصراع في ليبيا، يكمن في 4 مناطق مختلفة كالتالي:"1.المنطقة الشرقية، 2.المنطقة الغربية، 3. المنطقة الجنوبية، المنطقة الشمالية"، موضحًا أن المليشيات لها الكلمة العليا في تلك المناطق، ومن الصعب أن تتخلى عن الامتيازات التي حصلت عليها خلال فترة سيطرتها على المناطق المختلفة، متوقعًا بقاء الوضع على ما هو عليه، مؤكدًا أن ليبيا أصبحت تمثل خطر حقيقي على كل دول الجوار، مشيرًا إلي أن التشكيلات المسلحة تغذي الصراعات في دول الجوار، وأن أكبر خطر يتمثل على الوضع الليبي، هو التدخل العسكري الدولي، خاصة بعد مطالب بعض الدول من مجلس الأمن الدولي السماح لها بالتدخل، مؤكدًا أنه يحمل أيضا مخاطر على دول الإقليم.

وأشار إلي أن انتقال السلاح من ليبيا إلي مصر، يمثل تهديدا حقيقيًا على الوضع في البلاد، وأن التخفيف من ذلك الأثر يكمن في ضرورة تجاوب الفرقاء السياسيين للخروج من الأزمة الحالية، وتأسيس جيش وطني يستطيع دمج هذه المليشيات، ونزع الشرعية الثورية من تلك الجماعات المسلحة، وإعادة فرز قوات الجيش والشرطة، بما يضمن ولائها للدولة الليبية، بالإضافة إلي انخراط دول الجوار في الأزمة الليبية، بالتعاون مع الاتحاد الأفريقي، عن طريق تشكيل آلية لضبط الحدود الليبية المنهارة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.