عبدالرحمن صلاح لماذا تهب النساء أنفسهن لأعضاء تنظيم داعش ؟ ولما يتحول ذلك الكائن الرومانسى الحالم إلى إنسان شرس يحمل السلاح ويقتل، من أجل البقاء، ولماذا تنضم نساء أخريات أوروبيات ويتركن الحياة المنعمة المرفهة، للانضمام لتنظيم إرهابى يهين المرأة ويغتصبها ويهدر أبسط حقوقها الإنسانيية، وهن يدركن ما تعانيه المرأة على أيديهم من اغتصاب وقتل وبيعهن فى سوق النخاسة بعد قتل أزواجهن وأبنائهن ليصبحن فريسة لذكور الدواعش يتناوبون اغتصابهن واحدة، تلو الأخرى، وكيف يتستغل التنظيم المرأة فى التنظيمات الجهادية؟ . أسئلة كثيرة يجيب عليها الكاتب الصحفى عبدالرحيم قناوي، ب كتابه نساء فى فراش داعش الذى صدر عن دار رهف للنشر، وصمم غلافه الفنان أحمد السجينى. يقول الكاتب: لقد زُجت المرأة في التنظيمات المسلحة، بعد أن كانت فتاوى تحرم انخراطها بالعمل الجهادي لتنظيم القاعدة ، وسخرتها التنظيمات الإرهابية في العراقوسوريا ، وما فتوى جهاد النكاح إلا نتيجة التفكير السلفي المشوَّه للمرأة باعتبارها أداة للمتعة ولذة الرجل ويتم غسل أدمغة الفتيات والتأثير عليهن بأساليب تجعلهن ضعيفات ومستسلمات لتنفيذ ما يأمرن به وهذا أسلوب تنظيم القاعدة الذي جند الانتحاريات في العراق واستغلال ظروفهن الحياتية وأغلبهن ينحدرن من عائلات تورطت في القتال مع المجاميع الإرهابية ومنهن أرامل لمقاتلين قتلوا في العمليات الانتحارية والقتالية. كما أن أغلب النساء المشاركات في العمليات ظهر أثرهن بأقارب ينتمون للجماعات الإرهابية.كما أن المشاركات في نشر الفكر المتطرف على مواقع الإنترنت أو في ندوات التثقيف تدفعهن العاطفة، كما أن أكثر النساء المتعاطفات والمنتميات عاطلات عن العمل، وليس لديهن مشاركات اجتماعية إيجابية. وأضاف الكاتب، أن ما يحدث للنساء في تنظيم داعش فاق أبشع أشكال الاستغلال تجاه المرأة فتحولت المرأة من كائن رومانسي إلى قاتل إرهابي مع وعدها بالجنة أو بحثًا عن الجنس تحت غطاء الدين، وادعاء تطبيق الشريعة. فتحوَّلت المرأة من ضحية لجرائم القتل والاغتصاب والزواج القسري، إلى أداة لتوفير المتعة الجسدية لعناصر داعش ، فيما عرف بجهاد النكاح ، فقد ذكرت وزارة حقوق الإنسان العراقية في 2 يوليو أن داعش فرض جهاد النكاح على النساء عبر فتوى لا أساس لها في الدين الإسلامي، وترفضها الأعراف والتقاليد الاجتماعية للعراقيين، إذ يطلب من كل مقاتل ينضم لصفوفه، بأن يجبر أخته أو قريبته على مناكحة أحد عناصر التنظيم .وفي كثير من الأحيان تقع الفتيات الغربيات في سن المراهقة في فخّ نساء أكبر سناً مكلفات بتجنيد الفتيات كثيرات منهن يعشن في أوروبا ويستخدمن وسائل التواصل الاجتماعي والهاتف والتظاهر بالصداقة لاقناعهن بالعمل الخيري في مناطق الحرب.في المقابل، يتمّ اقناع الفتيات المسلمات بالقول لهنّ أنّ هذا العمل هو جهاداً في سبيل الله. وقال: إن زوجة أبو بكر البغدادى نفسها سجى حميد الدليمي، نفسها حصلت على حريتها في إطار صفقة الإفراج عن راهبات معلولا السورية مقابل مجموعة أسماء قدمتها جبهة النصرة للسلطات السورية. وحتى في هذه العملية، يتردد أن قيادات من جبهة النصرة التي توجد على خصام اليوم مع داعش، لا ينفكون يرددون لأمير داعش أنهم حرروا زوجته من قبضة النظام السوري. وتابع الكاتب، أن العنف ضد المرأة لم يكن عشوائيًا ومن الواضح أن تنظيم داعش يوظفها كأداة للحرب النفسية، فالاغتصاب هو السلاح الأكثر شيوعًا لترويع النساء، والسيطرة على المجتمعات أثناء الحروب، عبر استغلال العاطفة الخاصة، التي تبديها المجتمعات العربية لشرف المرأة، وحرصها على حمايتها ورعايتها. ويقول الكاتب، إن تورط النساء في الإرهاب ليس مباشرًا بل في شكل لوجستي، مثل تقديم الطعام والغذاء والسكن وغيرها من الخدمات. ففى الفلوجة، غربي العراق، توظّف جماعة داعش ، النساء لأغراض الحرب النفسية، عبر استغلال العاطفة الخاصة التي يبديها المجتمع العراقي لشرف المرأة، والحرص على حمايتها ورعايتها. يقول قناوي، هناك تقارير إعلامية، مثل ما كتبته الباحثة نيمي غوريناثان، على صفحات مجلة فورين أفيرس: أن الأسباب التى دعت الرجال للانضمام لتنظيم داعش هى نفسها التى دعت المرأة التى ترغب النساء بالانضمام إلى نضال سياسي يضطهدهن بشكل صارخ؟ فالنساء يعتقدن أنهن سيصبحن أكثر أمنا داخل التنظيم عنه حارجه، واعتبرت نساء أخريات من النمور أن الاغتصاب، أو الخوف من الاغتصاب، على يد القوات الحكومية، كان السبب الرئيسي في انضمامهن إلى الحركة. وفي تقرير له، حدد تليفزيون «المستقبل» اللبناني، شروط انضمام الفتاة لتنظيم «داعش»، موضحًا أن التنظيم المسلح الإرهابي يحرص على دفع أجور «الداعشيات» كل شهر بمبلغ لا يتجاوز 200 دولار فقط، وأن تكون الفتاة عزباء، وأن لا يقل عمرها عن 18 عامًا ولا يزيد على 25 عامًا. وتابع: بهذه الطريقة يضمنّ عدم تعرضهن للاعتداء أو العقاب ومواجهة المخاطر السياسية والدينية والإثنية التي تتعرضن لها في مجتمعاتهن، بالإضافة الى الجهد الذي يبذله الجهاديون لاستقطاب النساء، وكيف يحاولون استخدام أساليب الترهيب والترغيب لدفعهن إلى الانضمام إلى صفوفهم. رغم أن رجال داعش بطبيعتهم يؤمنون بأن النساء اللواتي يشاركن في التمرد المسلح هن لسن بأكثر من وقود لمدافع الرجال، وبأنهن يشاركن بحماقة في معارك لن تعود عليهن بأي فائدة . وبعنوان مسسز إكس أخطر سيدات التنظيم ، يقول الكاتب عبد الرحيم قناوي، ظهر في تنظيم داعش بالعراق والشام عدد من النساء اشتهرن ب«جرائمهن الوحشية»، وتسعين إلى إعادة «الخلافة الإسلامية». ففور سيطرة «داعش» على مدينة الرقة، قام التنظيم بتأسيس كتيبتين للنساء الأولى تحمل اسم «الخنساء» (الشاعرة الجاهلية التي اشتهرت برثائها لأخيها صخر) والثانية باسم «أم الريحان»، مهمتهما شرح تعاليم الإسلام للنساء وتوعيتهن بكيفية التقيد بها ومعاقبتهن لدى الإخلال بها والقيام بمهمات تفتيش النساء على الحواجز . ومن النساء الللتى لهن دور كبير فى التنظيم أم المقداد، امرأة سعودية تشغل منصب أميرة النساء في داعش ، تجنّد النساء، في منطقة البو بالي في الأنبار. أم المقداد ليست هى الوحيدة التى تنظم عملية انضمام النساء وإقناعهن بتقديم أنفسهن كجوارٍ ينكحهن الدواعش فهناك أم مهاجر هي المسئولة عن كتيبة الخنساء في الرقة بسوريا، والتي تتكون من 60 امرأة. أما أم مهاجر تونسية فقد انتقلت من العراق إلى سوريا برفقة زوجها، بعد تزويج بناتها لكبار المسئولين بداعش، وتشتهر تلك الكتيبة باللثام الأسود على وجوههن، وحمل الأسلحة الفتاكة دائماً. أما ندى معيض القحطاني أخت جليبيب فلقبت ب ندى القحطاني ، هي أول مقاتلة سعودية تنتمي لداعش، وانضمت مع أخيها أحد المقاتلين في داعش، ولقبت نفسها ب أخت جليبيب ، وأوضحت سبب انضمامها للتنظيم وترك زوجها وأطفالها هو تخاذل أكثر الرجال، كما أعلنت نيتها في القيام بعملية انتحارية، لتكون بذلك أول انتحارية في تنظيم داعش ، وتعد الإرهابية التونسية أم أحمد القيادية في التنظيم الإرهابي دولة العراق والشام المعروفة بداعش من أخطر العناصر الإرهابية الموجودة في مدينة حلب السورية وتثير رعب السوريين. وحسب اعترافات إحدي ضحاياها، أن أم أحمد تعرف بعنفها الشديد وقسوتها، حيث تقوم أحيانا بجلد النساء اللواتي لا يرتدين اللباس الشرعي حسب أحكامهم أو المتهمات بالزنى أو غيرها من التهم مما جعل شخصية أم أحمد تتحول إلى مصدر رعب للسوريين. أما أم حارثة فتمتلك صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، وتكتب بالإنجليزية، كما أنها عضو بكتيبة الخنساء ، وتحرص أم حارثة على نشر صور انتصار داعش واستيلائه على سوريا، منها صور فصل رءوس الجنود عن أجسامهم في عيد الفطر. وهناك كتيبتان للنساء، تحمل الأولى اسم الخنساء ، والثانية باسم أم الريحان ، ومهمتها القيام بمهمات تفتيش النساء على الحواجز، وشرح تعاليم الإسلام للنساء، وتوعيتهن على كيفية التقيد بها.