نوادر جحا وحماره ، تلك الحواديت الممتعة التى كنا نستمع إليها من أجدادنا خلال مرحلة الطفولة، ومن شدة تعلقنا بتلك الشخصية المرحة ل جحا أصبحنا نغفر له أخطاءه حتى ولو كان هو المخطئ، بهدف الضحك والخروج فى النهائية بعظة أو حكمة بسيطة حتى لا نقع فى تلك الأخطاء مرة أخرى، وحتى لو وقعنا فى تلك الأخطاء نكون قد تعلمنا أن نخرج منها ولكن بطريقة كوميدية للتغلب على قسوة ما حدث لنا. * فضيحة نيويورك منذ أيام فاجئنا المحامى خالد أبوبكر، والذى يعمل حالياً كمقدم برامج على أحد الشاشات الفضائية بجوار عمرو أديب، بصدمة كبيرة أصابت الكثير من المصريين بالغضب بعدما فضح الحوار الذى دار بينه وبين الإعلامي باسم يوسف فى مطار نيويورك للعودة من جولة السيسي هناك بعد حضور مؤتمر الأممالمتحدة، ونشره على تويتر ، وقال أن الإعلامي الساخر الذى كان يصطحب أسرته معه سب وشتم السيسي بعدما أوقف له مؤخراً الترخيص بركوب الدراجات مع 500 فرد أخر على طريق العين السخنة، وسب الإعلاميين التى تنافق الرئيس على حساب المصريين ووصفهم بال معر... ، وذلك بعد شهور قليلة من خسارته الفادحة التى تعرض لها من جراء وقف برنامجه البرنامج عقب سخريته من السيسي بطرق غير مباشرة، اعتراضاً على توليه الحكم عقب الإطاحة بالإخوانى محمد مرسي بعدما لجأ له الشعب، ووصفه بأن ثورة 30 يونيو مجرد انقلاب عسكرى. * القصة وما فيها عندما تابعت تلك الواقعة تذكرت على الفور حدوتة جحا وحماره والتى كانت تحاك لنا ونحن صغار، فذات يوم وفقا للحدوتة ضاع حمار جحا فأخذ يصيح وهو يسأل الناس عنه: ضاع الحمار . والحمد لله. قيل له: فهل تحمد الله على ضياعه؟! قال: نعم، لو أنني كنت أركبه لضعت معه، ولم أجد نفسي..! * ضاع الحمار ضاع الحمار هو ملخص الحدوتة السابقة، ورغم ضياعه إلا أن جحا ظل يحمد الله على عدم ضياع نفسه هو الأخر، وهذا ما لم يفعله باسم يوسف و لبس نفسه فى الحيط السد – كما يقال فى المثل الدارج – بعدما هاجم شخصية محبوبة لدى الجميع مثل السيسي ، وبعد أيام من السوكسية – التسقيف الحار – الذى حصل عليه بعد إلقاء كلمته داخل مقر الأممالمتحدة، وشتان بين الاثنين فعندما ضاع حمار جحا حمد الله، وعندما ضاع برنامج باسم فسب الناس ولم يحمد الله على أنه خرج من أزمته بدون أضرار. نعترف أن باسم يوسف، هو من صنع نفسه بنفسه فى مجال الميديا، وأصبح رائد الإعلام الساخر فى مصر والعالم العربي، بعدما نقل السخرية من مجرد نكتة سياسية تقال فى السر خوفا أن يستمع لها مخبرين مبارك إلى برنامج ساخر ينتقد الأوضاع السياسية على الملأ على الطريقة الأمريكية، وعلى الرغم من ضياع البرنامج - الفرخة التى رزق منها باسم على البيضة الذهب وشهرته الكبيرة - كسب جولة كبيرة لدى جمهوره، ولكن بسبه مؤخراً للسيسي وللإعلاميين قد يفقد البقية القليلة من جمهوره التى مازالت تتابع أخباره وتبحث عنه حتى الآن . * باسم بتاع قلة الأدب باسم يوسف بتاع قلة الأدب .. كان هذا هو عنوان لأحد المقالات التى كتبتها عن باسم يوسف فى منتصف عام 2013 لانتقاد ما يقوله فى برنامجه من ألفاظ خارجة وإشارات بذيئة رغم أن غالبية جمهوره من الأطفال والسيدات ولا يصح أن يستمعوا لذلك على الرغم من أن برنامجه للكبار فقط، ورغم أنه والد لطفلة لا تتعدى ال3 أعوام ولا يصح أن تتربي على هذه الألفاظ، ووقتها لم يعجب باسم بهذا المقال فقام بحذفى من قائمة أصدقاءه على الفيس بوك عن طريق البلوك كرد فعل طبيعي لتحسين صورته المزيفة أمام الجميع، فى وقت كانت تهاجمه فيه الفنانة غادة عبدالرازق والملحن عمرو مصطفى والمذيع أسامة منير والمستشار مرتضى منصور وغيرهم، وبهذا يكون قيامه بسب السيسي وسب الإعلاميين ووصفهم ب المعر... ليس بالجديد عليه. * حرامي المقالات أبرز التعليقات التى لفتت نظرى خلال الفترة الماضية تعليقاً على غزوة نيويورك - كما وصفها البعض بين باسم يوسف وخالد أبو بكر، هى : أوعى شتيمة باسم فى السيسي تنسيك أنه حرامي مقالات ، على طريقة الكابتن مجدى عبدالغني الذى أحرز الهدف الوحيد للمنتخب المصري فى كأس العالم عام 1990، وهى الواقعة التى قام فيها باسم باقتباس نص مقال للكاتب اليهودى بن جودة والتى بسببها تم منعه من الكتابة داخل مؤسسة الشروق حتى الآن. * العصفورة على الرغم من أنها طائر جميل لا يعرف الكسل ولا الكذب والتزييف، إلا أنها أصبحت فى العصر الحديث تطلق على ناقل الكلام؛ بمعنى أنك توصل كل أسرار أصدقاءك فى العمل لمديرك بالتفصيل الممل مع زيادة بعض التحابيش لزيادة الإثارة فى الموضوع، هذا أدق توصيف يطلق على ما فعله خالد أبو بكر مع باسم يوسف، ونعترف أنه أخطأ عندما نقل ما دار بينه وبين باسم وبين الزميل عماد الدين حسين، رئيس تحرير الشروق، من خلافات على تويتر ليجعله من أمر فردى لأمر عام على المشاع لإثارة الرأي العام على الرغم أننا فينا ما يكفينا من مشاحنات بين جميع الأطراف. * الهبلة والمجنونة ماحدث بين باسم وخالد أبو بكر، كارثة بكل المقاييس، فالأول دكتور والثاني محامى وكلاهما يمتهن الإعلام كمصدر دخل أضافي لمهنته الأصلية، وإذا كان هذا يحدث مع أشخاص مثقفين نشهد لهم بالنجاح فما بالكم بعامة الشعب. نحن لا يهمنا خالد أبو بكر، ولا يشغلنا باسم يوسف، نحن كل ما نريده أن نعيش فى سلام داخلى ونتحد مع اختلاف مذاهبنا وأديانا، نحن فى مرحلة سياسية واقتصادية خطيرة، فى ظل انحدار القيم والأخلاق، ماحدث سينتهي إلى زوال، فهو مجرد بروباجندا كما يقول المثل الدارج طبلت الطبولة .. فبانت الهبلة من المجنونة ولكن النتيجة ستكون فى العواقب التى ستظهر بعد ذلك . * خد بالنصيحة وأسكت نعترف جميعاً أن باسم يوسف، أصبح يمثل لنا وجهة النظر الأخرى، لا يجب النقصان فيما يقوم به، نشكره على ذلك ونشيد بما كان يقوم به، ولكن الذى لا يمكن أن نقبله منه هو الإساءة لأي شخص، وعليه إذا كان يريد البقاء فى مواصلة مسيرته التى لا تتعدى 4 سنوات فى تاريخ الإعلام المصري أن يأخذ الهضبة عمرو دياب، كقدوة ويتعلم منه أن يلتزم الصمت خاصة فى آراءه السياسية، فيحسب لنجم كبير بحجم عمرو دياب، ابتعاده عن الساحة السياسية الفترة الماضية والتزامه الصمت خوفا من المساس بتاريخه فى تصريح صحفي سياسي قد يخطئ التعبير عنه ويصبح له أعداء أكثر من محبيه . * جرجرة المحاكم حُرقة باسم يوسف، فى انتقاد السيسي والإعلاميين داخل أمريكا جاءت بعد ضياع نفسه؛ بعدما أصبح طبيب سابق لا يزاول نشاطه المهني، وإعلامي سابق أيضا بعد وقف برنامجه الساخر، وحالياً يعمل معلق رياضى على مباريات كرة الشواطئ الساحلية حتى يظل موجود فى المشهد الإعلامي بأخباره، وقريباً سيجرجر لساحات القضاء وسيمثل أمام النائب العام فى قضايا عديدة سيكون أهمها سب وقذف رئيس وإعلام الدولة، وهذا ما سيكشف عن ستاره خلال الأيام القلية المقبلة.