زاد الصخب حول السلفيين أثناء ثورة 25 يناير الماضى و ذلك لأن كثيرا من شيوخها فى ذلك الوقت العصيب كانوا ضد الثوار و ما فتئوا يكيلون لهم كل الاتهامات خاصة من على منابر المساجد فى خطبة الجمعة و التى كانت كلمات الخطبة واحدة فى جميع المساجد التى يخطبون فيها ! . حين بدأت استفسر عن هؤلاء أجابنى أحد العارفين بأن بعض الجماعات السلفية مخترقة من الأجهزة الأمنية و فى بعض الأحيان يفعلون ما تأمرهم به هذه الاجهزة . و قد تكتب لهم الخطب التى تلقى على المصلين يوم الجمعة . الذى جعلنى أصدق هذه المعلومة أننى قد تركت المسجد أثناء خطبة لأحدهم و ذلك بسبب السب و الشتم و الغمز و اللمز على المتظاهرين بميدان التحرير من عينة اختلاط الأولاد بالبنات و اللباس الضيق و كشف الرأس بدون غطاء . انتهاء بفتوى نهى الخروج عن الحاكم المسلم حتى و لو جلد ظهرك !!.. الخ من اتهامات و فتاوى تخدم النظام الحاكم آنذاك و حين تركت المسجد و قررت الذهاب إلى مسجد أخر كى استمع فيه لخطبة أخرى وجدت نفس كلمات الخطبة التى القاها من قبل صاحبنا السلفى فى المسجد السابق هى هى نفس الكلمات التى يقولها الشيخ فى المسجد الاخر . بعد نجاح الثورة انقلب إخواننا السلفيون إلى الضد و أصبحوا مع الثورة و الثوار و هذا شأن كل من وقف ضد الثورة أثناء قيامها من جانب العديد من الكتاب و المثقفين ...الخ . لذلك وجدت أنه لا تثريب عليهم بعد الثورة و أن الصلح خير و الكل ندم على موقفه المضاد للثورة قبل نجاحها . إلا أننى أفاجأ من حين لآخر بعد نجاح الثورة على تصريحات لشيوخ كبار من السلفيين تودى بالثورة و تعمل على انشقاق الأمة بعد التأم جروحها و فتح ملفات شائكة ليس وقت فتحها الآن او الحديث عنها منها على سبيل المثال قصة كاميليا شحاته و التى يقال أنها اعتنقت الاسلام و هربت و أعادتها الداخلية إلى الدير مرة أخرى فى عهد النظام السابق . و قد هدد الشيخ محمد عبد الملك الزغبى فى فيديو مصور أنه قد فتح موضوعها مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة و وعده المجلس بالنظر فى هذا الموضوع ثم هدد الشيخ زغبى فى الفيديو المصور أمام مريديه إن لم يتم اخراج كاميليا شحاته من الدير فى خلال أيام سيقوم هو بنفسه و معه المسلمين باقتحام أديرة مصر لتحريرها !! . لقد تناسى الشيخ الزغبى أن الثورة قد قامت لأرساء قواعد العدل و تنفيذه من جانب الأجهزة المختصة و أنه بتهديده هذا يعتبر داعيا للفتنة بل و خارج عن القانون و من الممكن محاسبته قانونيا . لقد شاهدت منذ ثلاثة شهور تقريبا قبل قيام الثورة الدكتور محمد سليم العوا فى برنامج على قناة الجزيرة القطرية ينفى فيه قصة اسلام كاميليا شحاته من الأصل . الذى يدعونى إلى الدهشة و الاستغراب هى القوة التى يتحدث بها الزغبى و أمثاله و الحماس الشديد الذى يظهره فى موضوع كاميليا شحاته هذه القوة و الغيرة التى جعلته يهدد باقتحام و تفتيش الأديرة كلها بحثا عن كاميليا و رغم هذه القوة و الغيرة التى يمتلكهما ظل صامتا على وطن انتهك عرضه من النظام السابق عن طريق الفساد و اغتصاب أراضيه و تزوير الانتخابات و غلاء فى الأسعار فلماذا لم يخرج حتى للتظاهر فقط فى ذلك الوقت ضد كل هذا ؟ لماذا لم يقف على المنبر من أجل الوقوف ضد مشروع التوريث ؟ و لماذا لم يحاول و لو مرة واحدة ليس اقتحام المعتقلات و لكن التهديد فقط باقتحامها لاخراج المعتقلين بداخلها دون ذنب أو جريرة قبل اندلاع الثورة ؟! ألم يعتدوا على مسجد النور و أعتلاء منبره بالقوة و أخذه من الأوقاف و الاعتداء على خطيب المسجد ؟! بل اننى قرأت فى احدى الصحف منذ فترة انهم أى السلفيون يجهزون لمليونية تطالب بمحاكمة البابا شنودة و عمر سليمان و رئيس جهاز امن الدولة السابق بسبب كاميليا شحاته و اخواتها !! إننى أدعوهم الكف عن التصريحات الصاخبة و التى و الله تخيف الكثير من المسلمين فما بالكم بغير المسلمين؟! . ألا يعلم السلفيون أنهم بأفعالهم هذه يضرون بالثورة و التى لولا تلقى صدور الثائرين الرصاص ما كتب لها النجاح و أسألهم أين كنتم حينذاك؟ المشكلة هنا أن هؤلاء الشيوخ أصواتهم عالية و مسموعة و يزداد فكرهم انتشارا بين الشباب و إننى أزعم أنهم بتصريحاتهم هذه يسيئون للاسلام و المسلمين فأصبحوا كالدبة التى قتلت صاحبها حين همت بالدفاع عنه أنهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا . . اننى احذر المسلمين من الاستماع الى من يدعون أنفسهم بأهل العلم لقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إن الله لا ينتزع العلم انتزاعا من الناس و لكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى اذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا و أضلوا ) صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم إننى أناشد مشيخة الأزهر و وزارة الأوقاف الوقوف ضد فكر هؤلاء الشيوخ الذين يعتبرون أنفسهم يمثلون الإسلام الصحيح و مجادلتهم بالتى هى أحسن و التعقيب على تصريحاتهم الصاخبة و تعقب أراءهم الفقهية فكريا و دينيا زنقة زنقة زاوية زاوية مسجد مسجد .