أجرى الرئيس السوداني عمر البشير اليوم الأربعاء محادثات مع الرئيس الصيني هو جينتاو في اليوم التالي لوصوله إلى العاصمة الصينية بكين، وسط انتقادات من الولاياتالمتحدة لاستقبال البشير المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في إقليم دارفور غربي السودان. وبعد مراسم الاستقبال الرسمية، رحب جينتاو بضيفه في كلمة الافتتاح قائلا "السيد البشير، أيها الضيف القادم من بعيد، نحن نرحب بكم"، وأضاف أنه يأمل أن تساعد المحادثات في تعزيز "العلاقات الودية" بين البلدين.
ومن جانبه، شكر الرئيس السوداني مضيفه واصفا إياه بالصديق والشقيق، وشكره على ترحيبه الحار، فيما يندرج على جدول أعمال المحادثات بحث عملية السلام بين شمال السودان وجنوبه، والوضع في دارفور التي مزقتها الحرب، فضلا عن الاستثمارات الصينية في السودان.
وتعد بكين المورد الرئيسي للجيش السوداني وأكبر مستورد لصادراته النفطية، غير أن معظم حقول النفط السودانية تقع في الجنوب الذي سيصبح دولة مستقلة في التاسع من يوليو/تموز المقبل.
ومن جهتها، قالت شركة الصين الدولية للنفط إن الصين والسودان وقعا أمس الثلاثاء اتفاقا لتطوير التعاون النفطي بحضور البشير ووزراء آخرين، بدون أن تقدم المزيد من التفاصيل.
وفي حديث مع وكالة الأنباء الصينية (شينخوا) الاثنين كان البشير قد صرح بأن الانفصال الوشيك لجنوب السودان يؤذن بتفجير ما وصفها بقنابل موقوتة، وأشاد بدور الصين كمستثمر في مشروعات نفطية تجنبتها شركات غربية لقيام حكوماتها بفرض عقوبات على الخرطوم.
وفي كلمة أمام الجالية السودانية بمقر السفارة السودانية في بكين قال البشير أمس الثلاثاء إن بعض القيادات في الجنوب تنفذ أجندة معادية للسودان وليست في مصلحة الجنوب رغم تنفيذ كل مطالبهم في اتفاق السلام الشامل لتعزيز الوحدة.
وأضاف أن السودان الشمالي غني بالموارد وسيحتفل في الثلاثين من الشهر الحالي بتدشين بئر جديدة، مؤكدا أنه يحتوي على موارد أخرى كالذهب.
وأكد البشير أن السودان يتمتع بعلاقات ممتازة وثابتة مع الصين كشريك وصديق إستراتيجي في جميع المجالات السياسية والاقتصادية، مضيفا أن "الصين لا تتعامل بأجندة خفية، عكس الدول الغربية التي تتعامل بمكيالين".
وأوضح أن السودان وجد في التعاون مع الصين دعما حقيقيا لتنفيذ وتمويل معظم المشروعات، وأن العروض الصينية هي أفضل وأجود وأقل تكلفة من غيرها، مما جعل نجاح النموذج السوداني الصيني محط أنظار العالم الأفريقي والعربي.
وكانت واشنطن قد أعربت عن استيائها من استقبال بكين للرئيس السوداني المطلوب من الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في دارفور.
لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي صرح الثلاثاء بأن السودان دولة صديقة للصين مما يجعل زيارة البشير أمرا مقبولا للغاية، كما رفضت الصين هذه الانتقادات سابقا بذريعة أنها ليست عضوا في المحكمة الدولية.
ووصفت منظمة هيومن رايتس ووتش التابعة للأمم المتحدة زيارة البشير بأنها "إهانة لضحايا الجرائم البشعة التي ارتكبت في دارفور"، وحثت بكين على اعتقال البشير فور وصوله.
وقالت منظمة العفو الدولية في وقت سابق هذا الشهر إن الصين يمكن أن تصبح "ملاذا آمنا لمرتكبي جرائم الإبادة الجماعية المزعومة" إذا استضافت البشير.
ويذكر أن البشير متهم بارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية في دارفور، حيث تشير تقارير إلى أن حوالي ثلاثمائة ألف شخص لقوا مصرعهم في الاضطرابات التي اندلعت عام 2003.