دعا المبعوث الدولي العربي المشترك الى سوريا كوفي عنان الرئيس السوري بشار الأسد إلى “التحرك الآن” واتخاذ “خطوات جريئة” لوقف العنف في البلاد، مشيراً إلى أن سوريا وصلت إلى “نقطة اللاعودة” مع استمرار أعمال القتل والانتهاكات، في حين ألقت مجزرة الحولة بثقلها على الساحة الدبلوماسية عبر لجوء عدد غير مسبوق من الدول الغربية إلى طرد الدبلوماسيين السوريين من أراضيها. ومع تواصل أعمال العنف في سوريا حاصدة 46 قتيلاً، أعلن مساعد الأمين العام للامم المتحدة المكلف عمليات حفظ السلام ايرفيه لادسو أن “هناك شبهات قوية تفيد بأن عناصر من الشبيحة متورطون في مجزرة الحولة حيث قاموا بإعدام وقتل الضحايا”. وأعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن “التدخل المسلح في سوريا ليس مستبعداً” بعد “مجزرة” الحولة، شرط أن يتم “بعد مناقشته في مجلس الأمن وأن يتم في إطار احترام القانون الدولي”. في المقابل، قال البيت الابيض إنه لا يعتقد ان التدخل العسكري في سوريا امر صائب في الوقت الحالي لانه سيؤدي الى مزيد من الفوضى والمذابح. وأعلن وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد الصباح أن اجتماعاً وزارياً عربياً سيعقد السبت المقبل لمناقشة تطورات الوضع في سوريا بحضور كوفي عنان. كما أعلن الوزير الكويتي أنه سيلتقي وزيري خارجية روسيا والصين في إطار المشاورات حول الملف السوري. وقال الوزير إن الكويت “حريصة على التحرك على كل المستويات لوقف نزيف الدم في سوريا وإلزام الحكومة السورية بتنفيذ تعهداتها تجاه خطة أنان”. وأفادت مصادر دبلوماسية أن اللجنة الوزارية العربية حول سوريا ستعقد اجتماعاً السبت المقبل في الدوحة. وقال عنان في مؤتمر صحافي عقده في دمشق عقب لقائه الأسد “ناشدته اتخاذ خطوات جريئة الآن لخلق قوة دفع لتنفيذ الخطة” التي وضعها لحل الأزمة في سوريا. وأضاف “اسمحوا لي أن أؤكد مرة أخرى، يجب أن يتوقف العنف ويجب أن تنفذ النقاط الست للخطة” متابعاً “أريد من الرئيس أن يتحرك الآن”. ودعا عنان الحكومة وجميع القوات الداعمة لها “إلى وقف جميع العمليات العسكرية وإظهار أقصى درجات ضبط النفس”، مضيفاً “أناشد أيضاً المعارضة المسلحة وقف أعمال العنف”. وذكر عنان الأسد أن المجتمع الدولي سيقوم قريباً “بمراجعة الوضع”. وقبيل عقد عنان مؤتمره الصحافي نقل التلفزيون السوري أن الرئيس السوري بشار الأسد قال إن “نجاح خطته يعتمد على وقف الأعمال الإرهابية ومن يدعمها ووقف تهريب السلاح”. وعبرت واشنطن عن أملها في أن تشكل مجزرة الحولة “منعطفاً” يدفع روسيا إلى التخلي عن ترددها في اتخاذ موقف أكثر حزماً ضد الرئيس السوري بشار الأسد. وطالبت روسياالأممالمتحدة بإجراء تحقيق “موضوعي ومحايد” بشأن مجزرة الحولة. وفي الإطار نفسه قال مساعد الأمين العام للامم المتحدة المكلف عمليات حفظ السلام ايرفيه لادسو إن “هناك شبهات قوية تفيد بأن عناصر من الشبيحة متورطون في هذه المجزرة في الحولة وشائعات بأنهم ضالعون في أعمال عنف أخرى” في سوريا. وخلص إلى القول “لا أرى أي سبب يدفع إلى الاعتقاد بأن طرفاً ثالثاً ضالع” في المجزرة. دبلوماسياً، تسارعت وتيرة قطع العلاقات الدبلوماسية مع سوريا بشكل غير مسبوق مع إعلان الدول الأوروبية الكبرى والولاياتالمتحدة وكندا وأستراليا طرد دبلوماسيين سوريين في عواصمها رداً على مجزرة الحولة التي خلفت 108 قتلى بوسط سوريا. فقد قررت واشنطن والعواصم الأوروبية الكبرى، باريس ولندنوبرلينوبلجيكا وسويسرا واسبانيا وإيطاليا وألمانيا، التي تسعى منذ أشهر للضغط على نظام بشار الأسد لوقف سياسة القمع، قطع العلاقة الدبلوماسية مع النظام. وبعد قرار مماثل من قبل أستراليا وكندا، أمهلت الولاياتالمتحدة التي تعتبر دمشق “مسؤولة” عن مجزرة الحولة 72 ساعة القائم بالأعمال السوري في واشنطن زهير جبور لمغادرة البلاد. وهو أرفع دبلوماسي سوري. وفي أوروبا أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند طرد سفيرة سوريا في باريس لمياء شكور، واكد ان اجتماعا لمجموعة “اصدقاء سوريا” سيعقد مطلع يوليو المقبل في العاصمة الفرنسية. وبعيد ذلك أعلنت برلين استدعاء سفير سوريا في المانيا لإبلاغه بقرار طرده في مهلة 72 ساعة. كذلك تبلغ القائم بالأعمال السوري في لندن الذي استدعته وزارة الخارجية البريطانية قرار طرده. وبدورها أبلغت روما ومدريد السفيرين السوريين لديهما بالتدبير نفسه. وأعلنت وزارة الخارجية البلغارية أنها ستطرد السفير السوري بالوكالة في صوفيا صلاح سكر وكذلك دبلوماسيين اثنين اخرين احتجاجاً على مجزرة الحولة. وأعلن وزير الخارجية الهولندي يوري روزنتال سفير سوريا الذي يتولى من بروكسل تمثيل بلاده في هولندا وفي بلجيكا “شخصاً غير مرغوب فيه” في هولندا بسبب مجزرة الحولة وعدم احترام سوريا قرارات مجلس الأمن الدولي. وقال “يجب عدم التعاون مع بلد على رأسه مثل هذا الرئيس” في إشارة إلى الأسد. وأعلنت وزارة الخارجية السويسرية ان سفيرة سوريا لدى سويسرا لمياء شكور التي تقيم في باريس وهي ايضا سفيرة بلادها لدى فرنسا باتت “شخصاً غير مرغوب فيه”. ورحب المجلس الوطني السوري المعارض بقرار الدول طرد دبلوماسيين سوريين ردا على مجزرة الحولة.