وقعت تركمانستان الجمهورية السوفياتية السابقة في آسيا الوسطى الغنية بالنفط والغاز الاربعاء مع الهند وباكستان اول اتفاقات لبيع الغاز التركماني الذي سيمر عبر خط الانابيب المقبل الذي سيربط بين هذه البلدان الثلاثة مرورا ايضا بافغانستان. وقال نائب رئيس الوزراء التركماني باي مراد خودجا محمدوف اثناء مؤتمر حول الغاز في منتجع اوازا التركماني على ضفاف بحر قزوين، "اليوم نحن شهود على حدث تاريخي، لا يقتصر على المستوى الاقليمي فحسب بل ايضا على المستوى العالمي". وتابع "وقعنا عقودا لشراء-بيع الغاز بين تركمانستان والهند وبين تركمانستان وباكستان". وقد ابرمت الاتفاقات بين شركة تركمانغاز العامة وشركة التوزيع الهندية غايل من جهة، وبين مجموعة انتر ستيت غاز سيستم الباكستانية من جهة اخرى. واوضح بيان لبنك التنمية الاسيوي الذي يدعم المشروع ان الاتفاقات تنص على تسليم شحنات يومية تصل "الى 90 مليون متر مكعب من الغاز". لكن عشق آباد لم توقع في المقابل مع افغانستان سوى بروتوكول اتفاق تعاون فيما يواصل البلدان التفاوض بشأن سعر الغاز وحقوق العبور. ويتوقع وضع اللمسات الاخيرة على عقد في هذا الصدد "في وقت قصير" بحسب بنك التنمية الاسيوي. والعقود المبرمة تشكل تقدما في انجاز مشروع بناء خط الانابيب "تابي" (كلمة مركبة مؤلفة من الحرف الاول بالانكليزية لكل بلد) الذي سينقل الغاز من حقل دولت اباد في جنوب شرق تركمانستان الى باكستان والهند مرورا في افغانستان. وتعود فكرة هذا المشروع الطموح المدعوم من القوى العظمى الغربية الى تسعينات القرن الماضي، ولكن يتعثر تنفيذها منذ ذلك الحين بسبب انعدام استقرار الوضع في افغانستان، وهي مشكلة كبيرة ما زالت تثير الشكوك بشأن امكان تحقيقها. وهذا احد الاسباب التي توضح لماذا لم يبدأ بعد بناء خط الانابيب الذي يبلغ طوله حوالى الفي كيلومتر ويهدف الى نقل 30 مليار متر مكعب من الغاز سنويا رغم توقيع اتفاق بصدده بين البلدان الاربعة المعنية في 2010. وقال بنك التنمية الاسيوي ان "المرحلة المقبلة بالنسبة لبلدان تابي تتمثل بجذب شركاء تجاريين لبناء وتمويل واستثمار خط الانابيب الذي قد يكلف 7,6 مليارات دولار على الاقل بحسب تقديرات في 2008". وفي حال رأى النور فعلا فان خط الانابيب سيسمح بزيادة امدادات الغاز للهند وباكستان البلدين اللذين يعتبران من الاقتصادات الناشئة النهمة للطاقة والتي يتوقع ان تتضاعف حاجاتها منها بحلول 2030، مع مساعدة تركمانستان التي يحوي باطنها احتياطات هائلة من النفط والغاز على تنويع طرق صادراتها وخصوصا انها مرتهنة لروسيا الى حد كبير. كذلك سيكون ايضا عامل استقرار في العلاقات بين نيودلهي واسلام اباد. وفي هذا السياق لفت وزير النفط الباكستاني عاصم حسين الى ان للمشروع "اهدافا سياسية هامة". وقال وزير النفط والغاز الهندي جايبال ريدي من جهته ان "فوائد خط انابيب تابي غير قابلة للنقاش، نظرا الى ان الغاز التركماني سيستهم في ازدهار بلداننا واستقرار منطقتنا المضطربة". وفي الاونة الاخيرة استأنفت الهند وباكستان اللتان خاضتا ثلاث حروب منذ استقلالهما في 1947، حوار السلام الذي جمد بعد اعتداءات بومباي في تشرين الثاني/نوفمبر 2008 والتي نسبت الى جماعة مقرها في باكستان. ويعتبر تعزيز علاقاتهما الاقتصادية عنصرا اساسيا في محادثات السلام.