ربما تفرقت أصوات المصريين بعد فشل التوحد حول مرشح واحد فى الإنتخابات الرئاسية ، وبعد الحديث عن مرشح توافقى ، خرج المصريون بين مؤيدا لشفيق ، ومعارض لموسي ، وبين داعم لأبوالفتوح ، ومناصر للناصري "صباحى". فاساعات وتبدأ اللجان الإنتخابية فى إستقبال ضيوفها بعد أكثر من 7 ألاف عام من الخضوع للحكام المستبديين ، بما فيهم بعض حكام الحقبة الإسلامية ، وعلى رأسهم الحجاج ابن يوسف الثقافى ، ونهاية بمن إتبع نهجه حسنى مبارك. فإنقسام البيت المصري بين مؤيدا لشفيق إبن النظام ، ومعارضا لموسي ، وداعما لأبوالفتوح ، ومتخوف من مرسي ، ومؤكدا على "على" يدفع المصريون للخروج للإدلاء بأصواتهم فى أول تجربة ديمقراطية. فمرسي ابن جماعة الإخوان المسلمين وصاحب مشروع النهضة يسيطر على محافظات الجمهورية بعيدا عن القاهرة ، ليس لأنه أحد أبرز الشخصيات فى الجماعة ، ولكن بسبب أنه يحمل اسم الجماعة ، فالمحافظات تستقبل مرسي بالطبول والزمر على مشارف القري ، إعتقدا أنه المهد المنتظر ، فربما كيلو السكر والزيت قد يدفع أبناء المحافظات بالسير خلف مرسي ، وليس ببعيدا عنا الإنتخابات البرلمانية ، وكيف فازت الجماعة بأغلبية البرلمان ، وليس ببعيدا عنا الإستفتاء وكيف تم نقل الناس الى أمكان الإقتراع. أما ابن الجماعة المنشق وصاحب مشروع النهضة عبدالمنعم أبوالفتوح ، والناصرى حمدين صباحى لديهم دعما كاملا من النخبة السياسية وخاصة بعد فشل مشروع الرئيس التوافقى لمواجهة الفلول ،فالقوى السياسية التى تعلن من الحين الى الإخر دعمها لأبوالفتوح ، أو حمدين تؤكد على أنهم هم الأفضل بين أقرانهم ، وأخرهم الدكتور محمد البرادعى الذى كشفت مصادر عن دعمها لحمدين فى الرئاسية . ولآن الدور مع أمين عام الدول العربية الأسبق عمرو موسي ، والفريق أحمد شفيق الذين لديهم دعما كاملا بمحافظة القاهرة ، حيث تستقر حملة " أسف ياريس ، وتوفيق عكاشة ، وبقايا الرئيس المخلوع من الوزراء ، ورجال الأعمال ، وأعضاء الحزب الوطنى المنحل ، مع عدد من الشخصيات العامة ، والمواطنين". فربما إعلان عدد كبير من النخبة السياسية دعمهم لأبوالفتوح ، فى الرئاسية يضمن له جولة ثانية فى مواجهة ابن الجماعة الأخر مرسي . فتاريخ الجماعة منذ الإنتخابات النزيهة وهى تحصل على نصيب الأسد، فعلى سبيل المثال حصدت الجماعة 24 مقعدا بنسبة 65% ، فى الوقت الذى حصل فيه حزب الوفد على مقعد واحد في الغربية ، وهو محسوب على التيار الليبرالى ، مما يشير الى أن الجماعة له وزنها الخاصة بالمحافظات. ربما تكون الإنتخابات الرئاسية لها وضعها الخاص ، لكن المبدأ واحد هو أن الوزن السياسي داخل الشارع يحمل نفس ثقل الجماعة أيام إنتخابات البرلمان.