نظمت مؤسسة الحياة الافضل للتنمية الشاملة بالمنيا منتدى العمل الاهلى تحت عنوان "ختان الآناث جريمة ضد الانسانية" بمشاركة مؤسسات وجمعيات المجتمع المدني بالمنيا وأكثر من 300 فتاة من قرى ومراكز المحافظة . حيث بدأ المنتدى اعماله بجلسة افتتاحية ناقش خلالها مسؤولو المؤسسات والجمعيات تصوراتهم حول عادة ختان الآناث والاضرار التي تقع على الفتاة جراء ممارسة هذه العادة واستعرض الحضور أسباب اعادة طرح الموضوع في هذا التوقيت. من جانبه أكد ماهر بشرى مدير مؤسسة الحياة الافضل ان دعوة المؤسسة لعقد المنتدى ياتي في اطار اعادة تسليط الضوء مرة اخرى على المخاطر والانتهاكات التي تحدث جراء ممارسة عادة "ختان الاناث" والتي جرمها القانون من قبل وخاصة بعد ان قام احد الاحزاب الدينية في البرلمان بتقديم مشروع قانون بمجلس الشعب لمنع ممارسة ختان الاناث الا في المستشفيات الحكومية ولتقليل مدة العقوبة او الغاء العقوبة في حالة مخالفة القانون فيما يخص الختان وهذا الامر في غاية الخطورة لانه يعد عودة للخلف مرة اخرى بعد ان بذلت مؤسسات المجتمع المدني جهود كثيرة طوال سنوات عديدة لمحاربة هذه العادة واستطعنا تغيير العديد من المفاهيم الخاطئة فضلا عن توعية المجتمعات الريفية بخطورة هذه الممارسة . وأضاف بشرى ان هذا المنتدى هو رسالة رفض لكافة الاجراءات المتعلقة بسن قوانين تدعم العنف ضد الاطفال وتنتهك حقوق المراة. من جانبها اكدت ماجدة نجيب مسئول مشروع حماية حقوق الفتيات من الانتهاك البدنى بمؤسسة الحياة الافضل أن اثارة قضية ختان الاناث فى الوقت الحالى ردة إلى الوراء وعودة للخلف بعدما قطعت مؤسسات المجتمع المدنى والجمعيات الاهلية والعديد من المؤسسات الحكومية شوطاً كبيراً فى تغيير المفاهيم وزيادة الوعى لدى المواطنين،'معتبرة أن هذه المطالبات عودة الى العنف والانتهاك الذى يمارس ضد الفتاة. وتابعت مجدى اننا مستمرون فى العمل بالقضية ورفع مستوى الوعى فى 12 قرىة بشرق النيل بالمنيا من 2007-2010 وتم تنظيم العديد من الندوات لرفع الوعى بالقضية مع الفتيات والشباب ورجال الدين الاسلامى والمسيحى. وفي نهاية الجلسة الافتتاحية قام المشاركون فيها بالتوقيع على الوثيقة الخاصة برفض ختان الاناث على اعتبار انه جريمة ضد الانسانية وعلى جانب آخر من المنتدى قامت الفتيات المشاركات بتقديم عدة فعاليات وانشطة عبرن خلالها عن رفضهن الصريح لممارسة هذه العادة التي جرمها القانون وحرمتها الديانات السماوية .فقدمت مجموعة من الفتيات عرضا مسرحيا حول مخاطر الختان وما يسببه من اذى نفسي وبدني على الفتاة كما قدمت مجموعة اخرى كورال حول الختان ثم قامت مجموعة ثالثة من الفتيات بالتعبير عن رفضهن للختان عبر رسومات فنية تناولن فيها القضية ومخاطرها الصحية والنفسية ،وفي نهاية الفعاليات قامت جميع المشاركات بالتوقيع على وثيقة رفض الختان وكتبن بعض التعليقات مثل طانا ارفض الختان لاني انسانة ولي حقوق"،أنا ضد العنف ، أنا ضد الختان،لا للختان ،الختان مرفوض في الاديان السماوية. وفى نفس السياق وقعت مؤسسات وجمعيات المجتمع المدني بمحافظة المنيا على بيان اكدت فيه أن عادة "ختان الآناث"تعد جريمة ضد الانسانية بسبب الاضرار البالغة التي تقع على الفتيات جراء هذه الممارسة وخاصة الاضرار الصحية والنفسية،كما انها تمثل انتهاكا شديدا لكرامة المرأة . كما تؤكد على ان إعادة اثارة مثل هذه القضية مرة اخرى يعد اهدارا للجهود التي قامت بها مؤسسات المجتمع المدني في تغيير المفاهيم و زيادة وعي المجتمعات الريفية والحضرية تجاه هذه الممارسات كما يعد عودة مرة اخرى إلى عهود التخلف والجهل . واشار البيان الى رفض مؤسسات المجتمع المدنى بالمنيا لكل الاجراءات ومشروعات القوانين التي تطالب "بتقنين الختان"جملة وتفصيلا سواء كان داخل المستشفيات أو خارجها ورفض تقليل مدة العقوبة او الغائها في حالة مخالفة القانون فيما يخص من يقوم باجراء هذه الممارسة احتراما لسيادة القانون الذي جرم هذه "العادة". وتطالب مؤسسات المجتمع المدني في المنيا كافة الجهات المعنية بهذا الشان ضرورة تضافر الجهود والتصدي لمثل هذه الافكار والممارسات حفاظا على حقوق المراة التي ناضلت من اجلها على مدار سنوات عديدة .
