قال مسؤول يمني الثلاثاء إن الجيش صعد هجومه لطرد المسلحين المتحصنين في محافظة أبين (جنوب) وقتل ما لا يقل عن عشرة منهم ليل الاثنين، في حين يستمر آلاف اليمنيين بالتظاهر في محافظات عدة للمطالبة بتشكيل مجلس انتقالي يدير شؤون البلاد. وفي الأثناء اتهمت أحزاب اللقاء المشترك المعارض النظام اليمني بممارسة العقاب الجماعي للشعب، وذلك بالتزامن مع جهود دبلوماسية أميركية لإجراء حوارات بين اللقاء المشترك وحزب المؤتمر الشعبي الحاكم لتشكيل حكومة وحدة وطنية تضم ممثلين من الجانبين بمعزل عن الثوار.
وقال مسؤول محلي شارك في عملية عسكرية للقوات اليمنية بمحافظة أبين إن الجيش قتل ما بين عشرة و15 مقاتلا من أفراد الجماعة المسلحة في مواجهات مباشرة ببلدة الكود ومناطق أخرى حول زنجبار، وإن القوات الجوية اليمنية شاركت في الهجمات.
من جانبه قال محافظ أبين صالح حسين الزوعري في تصريحات نشرت بموقع حكومي على الإنترنت "إن قوات الأمن تحرز تقدما ضد المتشددين".
وفي مدينة تعز، ذكرت مصادر للجزيرة أن الاشتباكات تجددت بين القوات الموالية للرئيس علي عبد الله صالح ومسلحين من أنصار الثورة بعد فترة هدوء استمرت يومين فقط.
وأوضحت المصادر أن قوات الرئيس صالح أطلقت النار بكثافة باتجاه ساحة الحرية وبعض الأحياء المجاورة لها.
وفشلت وساطة محلية في احتواء الموقف بين الجانبين وإنهاء المظاهر المسلحة وإلزام قوات صالح بالعودة إلى ثكناتها خارج المدينة، في مقابل تسليم المسلحين من أنصار الثورة للمقار الحكومية التي يقومون بحمايتها كما قالوا.
وأفاد مراسل الجزيرة في تعز حمدي البكاري بأن قوات صالح تتمركز بالمدينة كما ينتشر مسلحون بملابس مدنية في أنحاء متفرقة، مما ينبئ باحتمال تجدد الاشتباكات.
وكانت محافظات عدة في اليمن شهدت خروج الآلاف من أنصار الثورة للمطالبة بتحقيق مطالبهم وتشكيل مجلس انتقالي.
ودعا المحتجون في ساحة التغيير بالعاصمة صنعاء اللقاء المشترك إلى ترك مقاعد المفاوضات والالتحاق بركب الثورة، كما دعوا الولاياتالمتحدة والمملكة العربية السعودية إلى وقف التدخل في شؤونهم، مؤكدين مواصلة اعتصامهم السلمي حتى رحيل النظام وبناء يمن جديد، حسب قولهم.
وشهدت مدينة عدن الجنوبية مسيرة حاشدة في حي الشيخ عثمان للمطالبة بالحسم ورفض عودة صالح.
وعلى صعيد آخر، ذكرت مصادر يمنية للجزيرة أن جهودا دبلوماسية أميركية تبذل لإجراء حوارات بين اللقاء المشترك والحزب الحاكم برئاسة الرئيس صالح، لتشكيل حكومة وحدة وطنية تضم ممثلين من الجانبين بمعزل عن الثوار.
وتجري جهود الحوار دون تحديد إطار زمني أو توصيف دستوري لوضع الرئيس صالح سواء قبل تشكيل الحكومة أو بعدها.
وتضيف المصادر أن المساعي الأميركية ستعمل على ضمان بقاء نجل الرئيس (أحمد) وأقاربه في الحكومة، دون أن تحسم بعد موقفها حول مواقعهم العسكرية وتهم قمع المتظاهرين.
من جانبها، قالت أحزاب اللقاء المشترك في بيان صحفي مساء الثلاثاء إن النظام اليمني يستمر في العقاب الجماعي للشعب من خلال اصطناع الأزمات الاقتصادية وقطع الطرقات وحصار المدن وإخفاء المشتقات النفطية ومضاعفة الانقطاع في الكهرباء.
وأضاف البيان أن تلك الأزمات المتعمدة أدت إلى التسبب بالحرمان من مياه الشرب ووفاة المرضى بالعديد من مستشفيات مدينتي الحديدة ومعبر، وتهديد حياة عشرات آخرين.
من جهة أخرى، طالبت منظمة هيومان رايتس ووتش الثلاثاء السلطات اليمنية بالكشف عن مكان زعيم الحركة الجنوبية الانفصالية حسين باعوم وابنه اللذين اختفيا في فبراير/شباط الماضي.
وقالت المنظمة المعنية بحقوق الإنسان إنه من المحتمل أن يكون باعوم ونجله محتجزين في اليمن بسبب آرائهما السياسية.
وكان رجال ملثمون يرتدون الزي الرسمي لقوات أمن الدولة قد اقتادوا باعوم ونجله من مستشفى النقيب في مدينة عدن (جنوب)، وذلك حسبما قاله عدد من المرضى وطاقم المستشفى.
وتسعى الحركة الجنوبية بقيادة باعوم منذ العام 2007 إلى الحصول على حكم ذاتي أكبر لجنوب اليمن، احتجاجا على ما تراه تمييزا اقتصاديا وسياسيا من جانب الحكومة ضد اليمنيين الجنوبيين.