18 ألف محاولة .. وانتحار 79 حالة منهم 25 في شهر أكتوبر تصاعد موجة الانتحار في سبتمبر بعد سقوط 15 حالة المنيا تفوز بنصيب الأسد .. و الغربية الأقل عدداً
شهد عالم الانتحار في مصر نقلة نوعية من حيث أعداد المنتحرين والأدوات المستخدمة في الانتحار، والذي تغير منذ يناير 2011 وحتى عام 2014، حيث رصد جهاز التعبئة والإحصاء 18 ألف محاولة انتحار، منها 3 آلاف لمن هم أقل من 40 عامًا، وبلغ المعدل السنوي خمس محاولات من أصل ألف شخص، وذلك بزيادة 12% عما كانت عليه عام 2010 .
وكشف تقرير منظمة الصحة العالمية في سبتمبر الماضي، بذكرى حلول اليوم العالمي لمنع الانتحار، أنه على الرغم من تقلص حالات الانتحار فى العالم العربي مقارنة بدول أجنبية أخرى، إلا أن الشباب العربي في إقليم شرق المتوسط الذي تتبعه مصر تزيد حالات الانتحار بينهم بسبب الأوضاع الإقتصادية والبطالة.
وقد أرجع الخبراء والسياسيون إرتفاع أعداد المنتحرين في مصر، إلى أزمات نفسية يعاني منها المنتحرون وتتصل بتفاقم الأزمات المعيشية، خاصة الفقر والبطالة، لافتين إلى أن الشباب فقدوا الأمل في تغيير مستوياتهم الإقتصادية والسياسية.
إحصائيات المنتحرين
وتؤكد إحصائيات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء وصول عدد المنتحرين بنهاية عام 2014 إلى 79 حالة، كان النصيب الأكبر منهم في شهر أكتوبر الذي شهد انتحار 25 شخصًا، والغريب أن القائمة لم تخلُ من الأطفال، حيث انتحرت فتاة لم تتجاوز (13عامًا )بسبب خلافات مع زوجة والدها، بينما شهد يومي 8 و9 من شهر ديسمبر، انتحار 4 حالات، الأولى لشاب شنق نفسه ب"ملاية السرير" في الدقي، وفتاة قفزت من كوبري قصر النيل، وروسي ونمساوي في محافظة البحر الأحمر، لأسباب مادية ونفسية.
شهر الانتحارات
وتوضح دفاتر المستشفيات، أن موجة الانتحار تصاعدت حدتها بدءً من شهر سبتمر الماضي، بعد استيقاظ المصريين على مشهد للمواطن (فرج رزق فرج) 48 عاماً، سائق، قام بشنق نفسه أسفل لوحة إعلانية بالطريق الدائري عند مدينة السلام، وكشفت تحقيقات النيابة العامة أن خلافات زوجية شديدة بسبب مصروفات المدرسة، كانت وراء إقدامه على الانتحار.
فيما وصل عدد المنتحرين في شهر سبتمبر إلى 15 حالة، لأسباب متعلقة بسوء الأوضاع المعيشية ومشاكل إجتماعية، كان من بينهم 3 سيدات وطفلة، وشهد الأسبوع الأخير من الشهر نفسه 6 حالات انتحار، فازت بنصيب الأسد فيها محافظة المنيا ب 6 حالات انتحار، عندما أطلق شاب (17 عامًا) بمركز مطاي، الرصاص على نفسه، لتكرار رسوبه في امتحانات الثانوية العامة، وبعد هذه الحادثة بيومين، انتحرت طفلة (13 عاما)، بمركز المنيا، شنقًا بحبل يتدلى من شجرة أمام منزلها، بسبب مشكلات مع زوجة أبيها، بينما شهد الشهر نفسه، 11 حالة انتحار (بينهم 3 سيدات وطفلة) لأسباب متعلقة بسوء الأوضاع المعيشية ومشاكل اجتماعية أخرى، وفي 18 من نفس الشهر، أقدمت ربة منزل على الانتحار شنقا ، لقيام زوجها بحرمانها من رؤية أولادها وخلافاتها المتكررة مع الزوج.
وفي 20 من الشهر نفسه، انتحرت سيدة (25 عاما )، بتناولها جرعة كبيرة من مبيد زراعي لتنهي حياتها بسبب مشاجرة وقعت بينها وبين والدها لتأخرها في العودة للمنزل، أثناء زيارتها لإحدى صديقاتها، ولم تمر 4 أيام، حتى تكرر الأمر بانتحار سيدة أخرى(32 عاما )، ربه منزل ، القت نفسها أمام القطار، بعد مشاجرة مع زوجها بسبب الفقر، وسوء الظروف المعيشية، وفي المنوفية قام شاب يعانى من مرض نفسى بقطع شرايين يده اليمنى بشفرة حلاقة داخل حجرة منزله، وفي 17 سبتمبر،انتحر شاب (32 عاما) من محافظة السويس، عن طريق إلقاء نفسه من الدور الخامس لمسكنه، بسبب ظروفه المالية والبطالة وعدم قدرته على إطعام أطفاله، ويوم 22 سبتمبر، في الدقهلية، انتحر شاب أخر(40 عامًا)، عامل مسجد بمركز دكرنس، محافظة الدقلية، دون معرفة أسباب للواقعة، ويوم 25 سبتمبر أنهي شاب (27 عاما)، حياته بطلق ناري بالفم ليلقي مصرعه منتحرا حزنا على فراق والده الذي توفي قبل أسبوع من انتحاره .
بينما كانت محافظة الغربية الأقل عدداً في المنتحرين، فقد انتحر مدرس لغة عربية ( 42 عاما) كان يعاني من مرض نفسي شديد وحالة نفسية مضطربة، و في كفر الشيخ أقدم شاب (30 عاما) على الانتحار بإشعال النيران في نفسه ليلفظ أنفاسه الأخيرة قبل وصوله للمستشفى، وفي أسيوط انتحر أمين شرطة قام بإطلاق الرصاص على نفسه من سلاحه الميرى.
بينما كانت حالة الإنتحار الصادمة للغاية هي إنتحار الناشطة السياسية "زينب المهدى" شنقاُ، والتى كانت عضوة في حملة الإنتخابات الرئاسية ل "عبد المنعم أبو الفتوح" بإنتخابات 2012، وعضو حزب "مصر القوية"، وكان ذلك بسبب سوء حالتها النفسية وشعورها بتلاعب القادة السياسين بالشباب، حسب ما أعلن أصدقائها، وجاء حادث إنتحار شاب "مسيحي" شنقاً، أشرف صابر صليب (38 عاما)، يعمل بشركة آلاسكا للأجهزة المنزلية بالعاشر من رمضان، ليصنع ضجة وجدل داخل أروقة الكنيسة الأرثوذكسية..