ب دانت الصين الاثنين "الارهاب المعلوماتي" على أثر إعلان الرئيس الاميركي باراك اوباما انه يفكر جدياً في إدراج كوريا الشمالية على لائحة الدول الراعية للارهاب، بعدما اتهمتها واشنطن بقرصنة مجموعة "سوني بيكتشرز" للافلام السينمائية. وجاء بيان وزارة الخارجية الصينية بعد محادثات جرت الاحد بين وزير الخارجية وانغ يي ونظيره الاميركي جون كيري، وبعد دعوات وجهتها واشنطن الى بكين وعواصم اخرى لمساعدتها على وقف اي هجمات مقبلة. وتتهم واشنطنكوريا الشمالية بأنها مسؤولة عن هجوم الكتروني على سوني للافلام حمل الشركة على الغاء عرض فيلم كوميدي بعنوان "المقابلة" كان مقرراً في فترة الميلاد. ويتحدث الفيلم عن مؤامرة وهمية للاستخبارات الاميركية لاغتيال الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون. وبعد أن أكد أن عملية القرصنة هذه ليست "عملاً حريباً"، وعد اوباما بتقديم رد "مكافىء" لم يحدده. وفي كوريا الجنوبية اطلقت تجربة في المحطات النووية في البلاد تستمر يومين لاختبار قدرتها على التصدي لهجوم معلوماتي لكن هذه الخطوة لا تبدو مرتبطة مباشرة بالخلاف الكوري الشمالي الاميركي. وفي بكين قالت الخارجية الصينية في بيان إن الصين "تعارض الهجمات المعلوماتية والارهاب المعلوماتي بكل اشكاله"، بدون ان تذكر حليفتها بيونغ يانغ مباشرة. واضافت ان الصين "تعارض اي دولة او فرد يستخدم تسهيلات في دول اخرى لشن هجمات الكترونية في بلد ثالث". وعلى رغم أن دعوات اطلقها جمهوريون الى الرد بجزم على الهجوم، قال اوباما لشبكة "سي ان ان" في مقابلة "لا اعتقد ان الهجوم كان عملاً حربياً. اعتقد انه كان عملاً تخريبياً باهظ الكلفة ونتعامل معه بأعلى درجات الجدية، وردنا سيكون مماثلاً". واضاف أن الولاياتالمتحدة تفكر فيما اذا كانت ستدرج كوريا الشمالية على قائمة الدول الداعمة للارهاب والتي حذفتها منها في 2008. وقال اوباما "نحن ندرس هذه الخيارات من خلال عملية موجودة بالفعل". واكد "نحن لا نطلق هذه الاحكام فقط استناداً على اخر الاخبار. بل ندرس بشكل منهجي ما تم القيام به وبناء على هذه الوقائع سنتخذ هذه القرارات في المستقبل". وتنفي كوريا الشمالية بإصرار أي صلة لها بالهجوم على "سوني" الذي يعد الاسوأ الذي تتعرض له شركة في الولاياتالمتحدة، واقترحت اجراء "تحقيق مشترك" حول الموضوع، إلا أن واشنطن رفضت الاقتراح. وهددت الاحد برد انتقامي ضد البيت الابيض وغيره من الاهداف الاميركية إذا ما فرضت عليها واشنطن عقوبات. وفي بيان نشرته وكالة الانباء الرسمية، نفت لجنة الدفاع الوطنية، اعلى هيئة عسكرية في بيونغ يانغ، الاحد مجدداً اي صلة لكوريا الشمالية بقرصنة موقع "سوني". وقالت ان الجيش والشعب "مستعدان تماماً للمواجهة مع الولاياتالمتحدة في جميع الحروب بما فيها حرب المعلوماتية لنسف هذه المعاقل". واضافت "سنشن اقسى رد لنا ضد البيت الابيض والبنتاغون وجميع الاراضي الاميركية، بالوعة الارهاب بما يتجاوز الرد المضاد الموازي الذي اعلنه اوباما". وفي سيول بدأ مشغلو محطتي كوريا هايدرو ونوكلير باور النوويتين بدء تدريب للرد على الهجمات الالكترونية بعد سرقة معلومات ونشرها على موقع "تويتر". ويجري التدريب في وقت واحد في المجمعات النووية الاربعة في كوريا الجنوبية التي تؤمن مفاعلاتها البالغ عددها 23 حوالى ثلاثين في المئة من كهرباء البلاد. وكان منفذ الهجمات على انظمة هذه المحطات نشر الاسبوع الماضي خططاً وكتيبات لاثنين من المفاعلات ومعلومات شخصية عن عدد من العاملين في المجموعة المشغلة والبالغ عددهم نحو عشرة آلاف. كما هدد القرصان الذي يطلق على نفسه صفة"رئيس مجموعة مكافحة المفاعلات النووية" في تغريدة على "تويتر" الاحد بشن هجمات جديدة. لكن يبدو ان هذه التدريبات لا علاقة لها بالهجوم على "سوني".