حذر رئيس هيئة أركان الجيش الليبي اللواء عبدالرزاق الناظوري من “تكالب” الغرب على نفط بلاده، واتهم جماعة الإخوان وتركيا بالسعي إلى مُحاولة السيطرة على حقول النفط لاستخدامها كورقة ضغط على أوروبا، وأن تحرير طرابلس بات قريبا. وأكد الناظوري في حديث ل”العرب اللندنية” على هامش زيارة قصيرة لتونس، أن قوات الجيش الوطني الليبي تواصل معركتها مع الميليشيات التكفيرية، وهي معركة شارفت على الانتهاء بعد تحرير بنغازي وعدد من المدن والقرى الليبية الأخرى التي كانت تحت سيطرة قوى الظلام.
وقال إن الجيش الوطني الليبي يخوض بكل بسالة وشجاعة ما اصطلح على تسميته ب”معركة الهلال النفطي”، ولن يسمح أبدا للميليشيات الإرهابية باستنساخ ما تم في العراق وبلاد الشام، عندما سعت المجاميع المُتطرفة إلى السيطرة على آبار النفط”.
وتشهد ليبيا معارك عنيفة بين وحدات من الجيش الوطني الليبي، وعناصر إرهابية تُحاول السيطرة على حقول النفط في عدد من الآماكن فيما عُرف ب”الهلال النفطي”.
وتطورت المعارك في تلك المنطقة، حيث استخدمت الميليشيات المُتطرفة طائرة حربية ما دفع بعض المراقبين إلى توقع مستجدات خطيرة على الميدان، ولكن اللواء الناظوري قلل في حديثه ل”العرب” من تداعيات ذلك على تقدم وحدات الجيش الوطني الليبي.
وقال إن الحديث عن طائرات حربية لدى الميليشيات الإرهابية هو أمر مُبالغ فيه، لأن ما جرى هو أن تلك الميليشيات استخدمت طائرة تدريب يوغسلافية لإسقاط بعض القنابل وبالتالي لا يمكن القول إن بحوزتها طائرات مُقاتلة.
ولم يستبعد اللواء الناظوري أن تكون مُحاولة السيطرة على حقول النفط في بلاده لها صلة بما كشفته “العرب” في وقت سابق حول تلقي جماعة الإخوان لوعود غربية بالاعتراف بها ودعمها مُقابل تأمين النفط لها.
ولكنه اعتبر أن القراءة الموضوعية لهذا التحرك تستدعي التوقف أمام أكثر من هدف منها مُحاولة تخفيف الضغط على أنصار الشريعة في مدينة بنغازي التي تتلقى منذ مدة ضربات قوية من الجيش، بالإضافة إلى الضغط على أوروبا لجهة الاعتراف بجماعة الإخوان والميليشيات المُتطرفة الموالية لها كطرف في الحوار الليبي-الليبي.
وتابع أن هذا التحرك في اتجاه محاولة السيطرة على حقول النفط، قد يكون الهدف منه أيضا تقوية موقف جماعة الإخوان في الحوار المرتقب، إلى جانب مُحاولة استباق أي تحرك للجيش الليبي في اتجاه تحرير مدينة مصراتة من الميليشيات المتطرفة، معتبرا أن هذا المشروع الخطير تقف خلفه قطر وتركيا، وذلك من خلال دعم الإخوان،.
وفيما يطغى الهاجس الأمني على الأحداث في ليبيا، ويُلقي بثقله هذه الأيام بشكل لافت، سعى رئيس هيئة أركان الجيش الليبي إلى طمأنة الليبيين بالقول إن المعركة مع التكفيريين والظلاميين شارفت على نهايتها.
وقال “لقد بدأت قوات الجيش الوطني الليبي عمليات التطهير ما يعني أن هذه المعركة في مرحلتها الأخيرة، ذلك أن مدينة بنغازي التي كانت تخضع لسيطرة الجماعات التكفيرية بشكل كامل، أصبحت اليوم مُحررة، وستشهد خلال الأيام القليلة القادمة عرضا عسكريا لقوات الجيش الوطني الليبي”.
أما بالنسبة للعاصمة طرابلس، فإن وحدات الجيش الوطني أصبحت على تخومها وهي تستعد لتحريرها بالكامل، مؤكدا أن “معركة تحرير العاصمة طرابلس ستكون قريبة جدا، ولن تتجاوز مدة الشهر”.