بسام عبدالحميد يعانى قصر البرنس يوسف كمال، المطل على نهر النيل، بمركز نجع حمادي، شمال محافظة قنا، على مدار عشرات السنين، من الإهمال الواضح، من قبل الدولة، والمسؤولين القائمين عليه، بعد أن سقط من حساباتهم، وأصبح مزارا سياحيا للكثير من الفئران والزواحف.
ويمثل هذا القصر، تحفة معمارية أثرية من الطراز العثماني الأصيل، والذي يعد من أهم المعالم السياحية، بمحافظة قنا، التي من شأنها وضع مدينة نجع حمادي على الخارطة السياحية، ولكن "الأهمال والسرقة" هما الملاذ الوحيد لتلك المقتنيات الأثرية. القصر التاريخي أصبح مرتعاً للكلاب الضالة والفئران والزواحف ويقول يحيى سعد، أحد المقيمين بجانب القصر، إن هذا القصر يعاني العديد من المشكلات، في غياب تام عن القائمين على رعاية القصر، والمسؤولين عن خدمته، حيث أصبحت تلك التحفة المعمارية، مرتعا للكلاب الضالة والحيوانات، والحشرات والزواحف، خصوصا وانه لا توجد رعاية كافية من وزارة الآثار المصرية، بعد صدور قرار في عام 1977 من هيئة الآثار، بتحويل القصر إلى متحف إسلامي، وقرار آخر بضمه إلى الآثار الإسلامية، الا ان مصير كل تلك القرارات أصبح في "طي النسيان". وتابع سعد، أن قرار الدولة بشأن فتح القصر، وتحويله إلى متحف إسلامي، بشأنه تغيير طبيعة مدينة نجع حمادي تماما، والذي سيعود بالنفع على الدولة، نظرا لتميزه بالموقع الجغرافي الجيد، ووقوعه على ضفة نهر النيل، فعلى المسؤولين البدء في ذلك القرار وانتشاله من دائرة الاهمال. وأوضح محمد عبداللاه، طالب بكلية الاثار، أن المقتنيات الموجودة بالقصر، كانت بالسابق أكثر مما هي عليه الان، ولكن الإهمال أدى الي سرقة بعض تلك المقتنيات، وسط تجاهل تام من القائمين على القصر. أثري يدشن حملة "افتحوا متحف الأمير يوسف كمال في نجع حمادي" فيما دشن الباحث الأثري، أمير الصراف، حملة بعنوان "افتحوا متحف الأمير يوسف كمال في نجع حمادي"، من أجل فتح المتحف، والذي أشار إلى أنه في أقل من يومين بلغ عدد المتابعين لهم في الحملة أكثر من 520 متابعًا، والي أظهرت أن هناك كثيرين لديهم رغبة حقيقة في المساهمة في تنمية البلد وفتح المتحف الإقليمي. وأشار الصراف إلى أنه تبرع ب 3 أشهر من راتبه من اجل فتح ذلك المتحف، خصوصا وأن التباطؤ في فتحه هو المتسبب في سرقة تلك المقتنيات النادرة، موضحا ان الحملة انضم لها العديد من الرموز والشخصيات الهامة، بقنا ومحافظات أخرى. "الرقابة على الآثار": هناك إهمال واضح بالقصر وتم تحذير المسؤولين تفقد وفد من الرقابة الإدارية على هيئة الآثار بقنا، ومديرية أثار جنوب الصعيد، قصر البرنس يوسف كمال، بمدينة نجع حمادي، شمالي محافظة قنا، للوقوف على حالته، من الترميمات ومتابعة اعمال النظافة، ولرصد حالات الإهمال. قال المقدم مصطفى عبد الهادي، من الرقابة الإدارية على الآثار، إنه تم التنويه على المسؤولين بمنطقة آثار نجع حمادي، لمتابعة إعمال النظافة، وللاهتمام بتلك المناطق الأثرية، والتي تعتبر من أهم مصادر الدخل القومي للدولة، محذرا حال رصد اي إهمال سيتم اتخاذ إجراءات حاسمة تجاه المتخاذلين. الاهمال ب"قصر البرنس" هو المتسبب في سرقته وأوضح اللواء هشام عبدالجواد، نائب مدير الامن بقنا، أنه خلال زيارة الدكتور ممدوح الدماطي، وزير الاثار، منذ أشهر قلائل، فى حادث احتراق المسجد العمري بقرية هو بنجع حمادي، رصد العديد من حالات الاهمال الشديد، والتي تنذر بخطر داهم ينبئ عن سرقة المقتنيات الأثرية والتحف المعمارية التي يحويها هذا القصر، مشيرا إلى أن هناك تقصير من الاثار في عملية تأمينه. وأورد عبدالجواد، أننا نقف الان أمام مشكلة كبيرة، بعد تقاعس المسؤولين عن عملية تامين القصر، والذي سبب خسائر فادحة على الدولة، وأدت إلى فقدان بعض التراث المصري، الذي لا يقدر بثمن.
"وزير الاثار" إهمال المسؤولين عن القصر هو المتسبب الأول في سرقته
وصرح الدكتور ممدوح الدماطي، وزير الآثار، خلال زيارته إلى قصر البرنس يوسف كمال، للوقوف على أسباب السرقة، أن السبب الأول في سرقة تلك المقتنيات هو "إهمال المسؤولين"، مشيرا إلى أنه سيتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية الرادعة للمتهمين والمتسببين في حادث السرقة. فيما أمر الدماطي، بنقل باقي المقتنيات إلى مخازن متحفية آمنة بقفط، والانتظار حتى صدور اخر المستجدات في تحقيقات النيابة العامة لمعرفة المتسبب في واقعة السرقة.
قصر البرنس "تاريخ دثرة الإهمال وطوته السرقة"
يعد البرنس يوسف كمال، أحد احفاد محمد على باشا، اول من أسس مدرسة الفنون الجميلة عام 1905، والذي كان وريثا فى حكم مصر، والذي اتخذ من قصره بنجع حمادي "مشتى" لقضاء فترة الشتاء في تلك المنطقة. ولقد بني قصر البرنس يوسف كمال، في عام 1907، على مساحة 9 أفدنة، على الضفة الغربية من نهر النيل، والذي يضم عدد من الوحدات المعمارية، والمكون من مبنى الحرملك، السلاملك، وقاعة الطعام، ومنزل الخادم، والمطبخ، والإسطبل، والتي لم يتبقى منها الان الا "الحرملك والسلاملك". واحتوت تلك المباني على عدد من التحف المعمارية الاثرية المتميزة، من التراث الاسلامي القديم، والذي ادى الاهمال إلى قيام مجهولين بسرقة أكثر من 310 قطعة أثرية من القصر، واختفاء أكثر من 257 قطعة فضية ونحاسية، من اواني وملاعق وأشواك، خاصة بمائدة الطعام، وعدد من الشمعدانات، وخناجر مزخرفة بالذهب، وكتب من العصر العثماني.