يتصاعد الحديث عن سعي موسكو لاستضافة حوار بين المعارضة السورية والنظام، وهو الأمر الذي أكده وفد النظام خلال وجوده في روسيا. وتشير المعلومات إلى أن موسكو تدفع باتجاه إجراء جولة ثالثة من مؤتمر جنيف وتشكيل حكومة انتقالية ائتلافية. فبعد 24 ساعة على إعلانها التمسك بنظام الأسد، يتصاعد الحديث الروسي عن مشروع جنيف 3. وتسعى موسكو إلى استضافة جولة جديدة للحوار بين النظام والمعارضة لإحياء الحل السياسي للأزمة يستند إلى جنيف1. من جانبه، صرح وزير خارجية النظام السوري وليد المعلم بأن الطرفين الروسي والسوري ناقشا إمكانية عقد مناقشات بمشاركة النظام والمعارضة في موسكو. وقال المعلم: "نحن استمعنا باهتمام للأفكار الروسية واتفقنا على إيجاد آلية تفاوض بين وزارتي الخارجية من أجل بلورة رؤية مشتركة تؤدي الى نجاح الحوار السوري - السوري في موسكو". من جهته، وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حديث المعلم، عن إمكانية تشكيل آلية تؤدي إلى نجاح المفاوضات داخل موسكو، بالأمر الصعب الذي يحتاج إلى مزيد من الوقت. فروسيا التي شهدت مؤخراً مشاورات وتحركات دبلوماسية متعددة مع أطراف في المعارضة السورية، وجهات إقليمية وغربية للخروج بحل سياسي، لا تزال تظهر وجهين متناقضين حول سوريا، بإعلانها عدم تمسكها بشخصيات معينة في النظام السوري، في مقابل استمرارها بدعم النظام سياسياً وعسكرياً ومالياً أمام ما تعتبره إرهاباً. ووفق مراقبين، فإن هذا التناقض يندرج ضمن إيجاد مساحات مساومة وتفاهم مع الغرب حول الأزمة الأوكرانية والعقوبات الاقتصادية لقاء موقف أكثر مرونة حول دور الأسد في المرحلة الانتقالية، وممارسة ضغوط أكثر على النظام في دمشق من أجل المشاركة في جولة ثالثة من المفاوضات مع المعارضة.