العربية.نت- قال مساعد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمال وندي، أن "إيران ستبني 8 محطات نووية في منطقة بوشهر المطلة على الخليج بالتعاون مع روسيا". وأكد كمال وندي خلال لقاء له الأربعاء مع قناة "العالم" الإيرانية الناطقة بالعربية أن "الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية علي أكبر صالحي الى موسكو كانت حصيلة شهور من المباحثات بين البلدين بحيث أبرمت خلال الزيارة ثلاث وثائق استراتيجية تدخل العلاقات الثنائية في منعطف تاريخي". وقال: إننا بصدد بناء 60 بالمائة من أجهزة المحطات النووية لتوليد الكهرباء في الداخل، خلال الأعوام القادمة وهذا بمعنى أن إيران ستصبح من الدول المنشئة للمحطات النووية في العالم. وتابع : "إن صالحي أجرى مباحثات مع المسؤولين الروس بشأن إنشاء 4 محطات نووية بإمكانها أن ترتفع إلى 8 محطات". وأضاف: وفقا للاتفاق المبرم مع روسيا فإن حصة الشركات الإيرانية في مجال الخدمات وإنتاج الأجهزة وعمليات التصميم في المحطتين الثانية والثالثة ستزداد تدريجيا بحيث ستصل الى 35 و40 بالمائة". وأشار كمال وندي إلى زيارته الأخيرة الى فرنسا، وقال: "إن قسما كبيرا من القوى العاملة الفرنسية المتخصصة عاطلة عن العمل وإن الفرنسيين قد قاموا بإجراءات في هذا المجال"، مضيفا: "نظرا الى إقبال الدول الغربية على التعاون مع ايران فإننا سنستفيد في المستقبل من تجارب الشركات الغربية بهذا الخصوص". وقال: "رغم اعلان ايران استعدادها للتعاون في المجال النووي مع الدول الغربية، إلا أن هذه الدول ربطت هذا الامر بالقضايا السياسية في حال ان هذا الموضوع ليس له علاقة بالهواجس المطروحة من قبلها بشان السلاح النووي، بل ان انشاء محطات نووية لتوليد الطاقة الكهربائية هو نشاط مدني صرف". هواجس دول الخليج وحول الهواجس المحتملة لدول الخليج العربي بشأن بناء منشآت نووية إيرانية جديدة بالقرب من المناطق المطلة على الخليج، قال كمال وندي :"نحن أعلنا مرارا وتكرارا أن التقنية المستخدمة في محطة بوشهر النووية آمنة بشكل كامل وقبل أن يكون موضوع الأمن في المنشآت النووية مهما وحساسا بالنسبة للدول الشقيقة والجارة في منطقة الخليج، فإن أمن أهالي بوشهر والمنطقة له أهمية قصوى بالنسبة لنا". وأعلن كمال وندي عن "استعداد إيران للرد على أسئلة دول الخليج واستقبال خبرائها لزيارة محطة بوشهر النووية"، وقال: "إن المنشآت النووية الإيرانية تبنى وفقا لمعايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية ونظرا الى بناء منشآت متعددة في منطقة الخليج في المستقبل، فيجب أن نتعاون في هذا المجال ونستفيد من تجارب بعضنا البعض ونقوم بتدريب الكوادر اللازمة لإنشاء شبكة لنقل المعلومات ونعمل بشكل مشترك ونتنبأ بالظروف الطارئة ونتخذ الاجراءات اللازمة لمواجهتها". وطالما عبرت دول الخليج عن قلقها إزاء مستوى الأمان في المفاعلات النووية الإيرانية، حيث كشف تقرير للهيئة العربية للطاقة الذرية، في ديسمبر الماضي أن مسؤوليها عقدوا اجتماعا سريا أكدوا خلاله أن " مفاعل بوشهر النووي يقام على منطقة من أكثر المناطق المعرضة للنشاط الزلزالي، وفي منطقة تلاقي ثلاث طبقات أرضية، وأن إيران لا تستطيع الاستفادة من تجارب الأمان التي خاضتها دول أخرى". وأكد خبراء عرب، أن "مصادر التهديد من المفاعل ستكون نتيجة نشوب صراع بين إيران والغرب، أو احتمال تسرب إشعاعي، ما يؤدي لتداعيات صحية وبيئية واقتصادية تنعكس آثارها على المنطقة العربية". وقالوا إنه "من المحتمل جدا أن تكون منطقة المفاعل مسرحا لكارثة نووية مقبلة، حيث إن المفاعل أشرف على تشييده مهندسون من درجة ثانية، وأن المفاعل لن يصمد في وجه زلزال كبير أو متوسط، وإدارة البرنامج تفتقر إلى برنامج تدريب جدي". وقال الخبراء، إنه في حال وقوع تسرب إشعاعي في الهواء من المفاعل، فإن انتشار السحابة النووية سيصل إلى أطراف دول الخليج، وأن أي تسرب إشعاعي من مفاعل بوشهر سيصل إلى الكويت في أقل من 15 ساعة فقط، إذا ما كانت سرعة الرياح 5 أمتار في الثانية فقط.