قال السفير البريطانى فى ليبيا، مايكل آرون إن إغلاق السفارة البريطانية فى ليبيا "يعود لأسباب أمنية وسياسية، فى ظل تواجد حكومتين للأراضى الليبية". وأضاف آرون فى بيان أن "المملكة المتحدة لا تدعم حكومة طرابلس، وتفاديا للمواجهة، كان من الأفضل التواجد خارج ليبيا". وحول الجهود التى تبذلها بريطانيا لاحتواء الأزمة الليبية، قال: " نحن نسعى باستمرار للتعاون مع الأممالمتحدة والتحاور مع الأطراف المعتدلة، وتعزيز الحوار فيما بينها، لأننا نعتبر أن الحل السياسى هو المخرج الوحيد للأزمة فى ليبيا والعنف ليس حلاً مهما طال". وقال آرون فى البيان الذى اصدره المركز الاعلامى الاقليمى للخارجية البريطانية فى دبى إن مؤتمر مدينة "الحمّامات" التونسية ، والذى اختتم أعماله السبت، يشكل منصة مهمة لتبادل الخبرات والاستماع إلى مختلف الآراء والتجارب فى تونس ومصر، والاستفادة منها لا سيما فى خضم التحديات التى تعصف بليبيا. وخلص بالقول إلى أن "ليبيا تملك مستقبلاً واعداً وزاهراً لما تتمتع به من إمكانات وموارد غنية، عسى أن تدرك الأطراف الليبية فى النهاية أهمية ذلك". ومن جهته، قال السفير البريطانى فى تونس، هاميش كويل، بشأن الدور البريطانى فى دعم العملية السياسية فى تونس، إنه يتعين تحديد المجالات التى يمكن للمملكة المتحدة من خلالها، تقييم عملية الانتقال السياسية والاقتصادية، للعمل على إحداث فارق إيجابى فيها. وأضاف أن بريطانيا تعمل من خلال مؤسسة "ويست فونديشن" للديمقراطية، ومؤسسات المجتمع المدنى المحلية، المنخرطة فى تعزيز الحوار بين الأطراف السياسية المختلفة، إلى جانب التعاون مع جمعيات نسائية وشبابية. أما على المستوى الاقتصادي، قال هاميش إن بريطانيا تتعاون مع مجموعة من كبرى المؤسسات الفاعلة ومنها المؤسسات المالية مثل البنك الدولى وصندوق النقد الدولي، إضافة إلى مشاريع خاصة أخرى تندرج فى إطار الشراكة العربية - البريطانية كبرنامج "فرصة" وبرنامج "إنجاز" لدعم رواد الأعمال الشباب. وذكر أن "مؤتمر تونس جمع بين قادة اليوم والمستقبل، ووفر فرصة مميزة للدول المشاركة للاستفادة والتعلّم من خبرات بعضها البعض فى مراحلها الانتقالية وعملياتها الديمقراطية كما فى تونس، وربما اتخاذها نموذجاً لتطبيقها فى مجتمعاتها". واختتمت امس السبت فى مدينة "الحمّامات" التونسية فعاليات مؤتمر كبير، أكدت فيها بريطانيا دعمها لتونس وليبيا. وحضر المؤتمر وفد بريطانى رفيع المستوى ضم السفير البريطانى فى تونس، هاميش كويل، والسفير البريطانى فى ليبيا، مايكل آرون، إلى جانب مجموعة من القادة والخبراء البريطانيين، "للتأكيد على دعم المملكة المتحدة لدول شمال أفريقيا من جهة تعزيز الحوار فيما بينها ومع المملكة المتحدة، سعيا لجسر الهوة وتبادل الخبرات بين قادة اليوم والمستقبل لبناء مجتمعات أفضل". ونقل البيان عن نايجل بللينجهام، مدير المجلس الثقافى البريطانى فى تونس قوله " يناقش هذا المؤتمر الطرق التى يمكن من خلالها ضمان أن القيادة قابلة للتحقيق لجميع ذوى المواهب الذين يعملون بجد، بغض النظر عن خلفياتهم، إضافة إلى تعزيز أواصر الحوار والتواصل مع مجتمعاتهم بفعالية ومع بعضهم البعض والعمل على تحقيق أهدافهم المشتركة، فى محاولة لفهم الرؤية والقضايا الهامة داخل مجتمعاتهم، لصياغة وتبادل وتطبيق أفكار مبتكرة من شأنها أن تحدث تحولا وتغييراً فى المجتمعات".