كما كانت أول سيدة في مصر تتولى حقيبة وزارة التعاون الدولي في نوفمبر 2001، وتشاء الصدف أن يتم اختيارها في نفس الشهر أيضاً من العام الجاري 2014 ليعينها الرئيس عبد الفتاح السيسي مستشارة له لشؤون الأمن القومي، لتكون أيضاً أول سيدة بمصر تتقلد هذا المنصب. فايزة أبو النجا، هي السيدة الأولى في كل العصور، فبعد أن قام الشعب بالتخلص من نظام ورئيس ظل يحكم مصر أكثر من 30 عام، الا أنها استمرت تتقلد المناصب بعد ثورة ال25 من يناير رغم إجراء خمسة تعديلات وزارية حتى الآن، فيؤكد الرئيس أنه لا يمكن لأي حكومة الاستغناء عنها ليعيدها للعمل السياسي من جديد. مشوار "أبو النجا" كدبلوماسية وبرلمانية ووزيرة وقد بدأت "أبو النجا" مشوارها المهني بالانضمام إلى السلك الدبلوماسي عام 1975، وذلك عندما التحقت بالعمل في وزارة الخارجية المصرية، وكانت أولى مهامها في الخارج هي عضوية البعثة الدائمة لمصر لدى الأممالمتحدة في نيويورك، حيث مثلت مصر في اللجنة الأولى للجمعية العامة للأمم المتحدة المعنية بنزع السلاح والأمن الدولي، وكذلك في اللجنة الثالثة المعنية بموضوعات الحقوق الاجتماعية وحقوق الإنسان. وفي عام 1987، انضمت أبو النجا إلى فريق الدفاع المصري برئاسة السفير نبيل العربي، في لجنة هيئة تحكيم طابا في جنيف، والتي أصدرت حكمها لصالح مصر بعد جلسات استماع قانونية ودبلوماسية طويلة وشاقة، مما أدى إلى استعادة مصر لشبه جزيرة سيناء بالكامل. كما تم اختيارها، من قبل الدكتور بطرس بطرس غالى، عندما كان وزيرا للدولة للشئون الخارجية، بصفتها الدبلوماسية المصرية الوحيدة للعمل معه كمستشار خاص عندما تم انتخابه أمينا عاما للأمم المتحدة عام 1992. وخلال الفترة من 1997 حتى 1999، شغلت فايزة أبو النجا منصب نائب مساعد وزير الخارجية للعلاقات الأفريقية الثنائية، حيث لعبت دوراً بارزاً في تحسين علاقات التعاون بين مصر والدول الأفريقية، واعترافاً بإسهاماتها العديدة لصالح أفريقيا، تم التنويه بها في كتاب الدكتور/ شارون فريمان "حوار مع قيادات نسائية أفريقية قوية : الإلهام، والدافع، والإستراتيجية"، باعتبارها واحدة من القيادات النسائية الأحد عشر الأكثر قوة في أفريقيا. وقد لعبت أبو النجا من خلال هذه المناصب دوراً مؤثرا عبر مشاركتها في العديد من المؤتمرات الدولية الهامة، والتي كان من أهمها المؤتمرات الوزارية لمنظمة التجارة العالمية في كل من سياتل 1999والدوحة 2001، ومؤتمر مراجعة معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية في نيويورك 2000، ومؤتمر الأممالمتحدة العاشر للتجارة والتنمية في بانكوك 2000. فشغلت فايزة أبو النجا قبل انضمامها إلى مجلس الوزراء، في الفترة من 1999 حتى نهاية 2001 منصب مندوب مصر الدائم لدى الأممالمتحدة في جنيف وكافة المنظمات الدولية في المدينة السويسرية، كما شغلت منصب مندوب مصر الدائم لدى منظمة التجارة العالمية، ومؤتمر نزع السلاح، وهكذا ومرة أخرى تصبح أول سيدة في مصر تشغل أي من هذه المناصب. كما انتخبت فايزة أبو النجا عام 2010 كعضو بمجلس الشعب عن مدينة بورسعيد، حيث فازت بأحد المقعدين المخصصين للنساء عن المحافظة. 25 يناير تقضي على نظام مبارك كاملاً وتبقى "أبو النجا" وأثناء ثورة 25 يناير 2011، قام الرئيس مبارك بإقالة حكومة نظيف كاملة وكانت أو النجا الوزيرة الوحيدة التي تم الإبقاء عليها حينما قام الفريق أحمد شفيق بتشكيل الحكومة وقتها. وبعد أن رحل شفيق وتم تكليف الدكتور عصام شرف بتشكيل الحكومة اختارها كوزيرة للتعاون الدولة بالإضافة إلى حقيبة التخطيط أيضاً، وبعد أن رحل شرف جاء الدكتور كمال الجنزوري ليبقيها في الوزارتين. وأثناء هذه الفترة لعبت أبو النجا دوراً هاماً في كشف قضية التمويل الأجنبي التي شغلت الرأي العام في فترة حكم المجلس العسكري بعد ثورة 25 يناير، حيث أكدت أن امريكا حاولت إجهاض الثورة والإبقاء على الرئيس السابق مبارك وإستقطعت مبلغ 150 مليون دولار من المعونة المقدمة لمصر لإحباط الإضرابات والإحتجاجات والقضاء على ثورة 25 يناير. كما أضافت أبو النجا أن ثورة يناير كانت مفاجأة عظيمة لأمريكا وخرجت عن سيطرتها وقررت العمل كل ما لديها من إمكانيات لتحقيق الأهداف الأمريكية والإسرائيلية، موضحة أن منظمات المجتمع المدني التي كانت تمولها أمريكا في مصر تلقت أموالا في فبراير 2011 لعمل تدريبات لبعض الشباب كمحاولة أيضا على الإبقاء على نظام مبارك بكل رموزه و هياكله السابقة. الحرب بينها وبين الإخوان كانت من أبرز المواقف بينها وبين الإخوان، حينما حاولوا افتعال أزمة مع حكومة الجنزوري للإطاحة بها، حيث كانوا يمثلون الأغلبية في مجلس الشعب قبل حله، فوقفت أمامهم في احدى الجلسات لتدافع عن نفسها، وتقول كلمتها الشهيرة "أنا في حياتي لم أسع لمنصب"، وحينما تولى هشام قنديل رئاسة الحكومة اختارت أبو النجا الراحة لأول مرة في عهد الإخوان، وكأنها كانت تعلن عدم اقتناعها بهذا النظام، ليعيدها الرئيس السيسي بعد عامين كمستشارة له لشؤون الأمن القومي ليعيدها مرة أخرى . ردود فعل مختلفة بعد قرار "السيسي" وبعد الإعلان عن قرار الرئيس السيسي لتعيين فايزة أبو النجا، اختلفت ردود أفعال نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي حوله. فمن جانبه قال حاتم عزام، نائب رئيس حزب الوسط: "فايزة أبوالنجا عادت، والجنزوري يلبي نداء الوطن، وتمكين شباب ثورة 19، واللي مالوش خير في فايزة مالوش خير في مصر"، بينما أضاف الكاتب محمد فتحي: "الأهلي ب9 لاعبين يفوز وينجح في التهوين علينا بعد اختيار فايزة أبوالنجا". بينما قال محمد عبدالعزيز، عضو حركة تمرد: "سيادة الرئيس عايز الشباب يساعدوا في البناء معاك، جميل، تقوم تعين فايزة أبوالنجا مستشارة للرئيس للأمن القومي، كده الشباب يبقى مطمن يعني؟". وسخر حسن شاهين، عضو سابق بحملة حمدين صباحي رئيسًا، من القرار، قائلًا: "في حضارات عريقة مينفعش تتغير في البلد دي على سبيل المثال الأهرامات، أبو الهول، نهر النيل، السد العالي، فايزة أبوالنجا وخد عندك بقى". وقالت الناشطة السياسية إسراء عبد الفتاح: "هبص في نص الكوباية المليان قبل ما اتشل، هو عيّنهم مستشارين علشان ميدخلوش مجلس الشعب مثلا؟! تفتكروا فايزة ماسكة حاجة على البلد؟ يا مثبت العقل" وأضافت: "أصبحت أشك.. وأنا متأكدة إن فيه اختراق إخواني لقرارات الدولة مؤخرا، ده انتو لو بتدعموهم يا جدعان مش هتاخدوا القرارات دي!! يا مثبت العقل والدين يا رب". بينما أشاد محمد أبو حامد، عضو مجلس الشعب السابق، بالقرار، قائلًا: "الدكتورة فايزة أبوالنجا خبرة عظيمة يجب على الدولة الاستفادة منها"، وأوضحت الإعلامية فجر السعيد: "بتصوري وفق الرئيس السيسي في اختيار فايزة كمستشار لشؤون الأمن القومي فاختيارها تكريم للمرأة المصرية واستثمار لقدراتها في خدمة مصر". ووجّه الناشط السياسي الدكتور حازم عبدالعظيم رسالة للمجتمع المدني، قائلًا: "منظمات المجتمع المدني الحكوكية إياها بتتنطط في جنيف، طويب، جالكم البعبع، فائزة أبوالنجا مستشارة للأمن القومي، بالشفا".