عقد المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، مؤتمراً صحفياً اليوم، بحضور وزراء "الداخلية، السياحة، الصحة، التعليم، التعليم العالي". وخلال المؤتمر، أشار رئيس الوزراء إلى أن الحكومة تحرص في كل أسبوع على فتح قلوبها والحديث بكل صراحة حول كل ما أثير طوال الأسبوع الماضي من أحداث، مؤكداً أن الحكومة تعتبر نفسها حكومة مقاتلين، تعمل ليل نهار، تهتم بالكفاءة والأداء، وتعمل ببوصلة تتجه نحو الله عز وجل وتستمد قوتها من المساندة الشعبية لكل ما قد تقوم به من أعمال. وأضاف أن المؤتمر اليوم يأتي لتوضيح عدد من الحقائق حول ما جرى من أحداث على كافة الأصعدة سياسياً، وداخلياً، وخارجياً، وإقتصادياً خلال الأيام الماضية.
فعلى الصعيد الداخلي، وفي مجال الخدمات، نود الحديث حول حادثتي وفاة طالبين في مدرستي المطرية ومرسى مطروح، وما يتعلق بالمستشفي الجامعي بسموحة، والتي تم تناولها بالكثير من التهويل، كما سيجري الحديث حول أحداث الجامعات وشركات الأمن الخاص التي تم الاستعانة بها خصيصاً للسيطرة على دخول الأسلحة والذخائر إلى الجامعات لكي يتحقق الأمن والانضباط لحماية أولادنا والحفاظ على إستمرار العملية التعليمية. بالإضافة إلى ذلك سنتناول الإعداد للمؤتمر الإقتصادي القادم، والزيارات الميدانية التي تقوم بها الحكومة وآخرها إلى محافظة أسيوط، والتي كان لها تأثير إيجابي في فتح ملفات تتعلق بأداء عمل المحليات، وخطة الدولة للعمل في بعض نماذج القرى الأكثر احتياجا، فهناك عمل كثير الجدية نقوم به.
حول موضوع الجامعات، قال رئيس الوزراء أن دور الدولة في هذا السياق يتوقف عند رغبتها في الحفاظ على العملية التعليمية وليس دخول الجامعات، هناك فئة واضحة تهدف لإستدراج الشرطة للدخول إلى الجامعة وإحداث قلاقل، ولكن الجامعات بوتقة العلم والثقافة والتنوير وحرية الفكر والاختلاف وليست مكاناً للإعتداء على المنشآت.
وأضاف رئيس الوزراء أن الإستعانة بشركات أمن خاصة كان هدفه التأكد من عدم دخول عناصر من خارج الجامعة، ففي كل الحوادث كانت العناصر الخارجية هي المحركة لأحداث العنف، والحكومة واعية لعدم الإستدراج والشرطة لا تدخل الجامعة إلا إذا كان هناك تعدي، فهي الجهة المنوط بها حفظ الأمن. وحول موضوع حوادث المدارس، أكد رئيس الوزراء أن الحادثتين مؤلمتين، والدولة بها 48 ألف مدرسة بها نحو 13 مليون طالب، وإذا جرت حادثة فإن المسئولين المباشرين يحالون للتحقيق.
وأضاف رئيس الوزراء نعلم أن الأداء الحكومي ليس هو الأمثل، وعلى كل مسئول أن يقوم بالأداء الأمثل ويبذل أقصى ما لديه من جهد، ولكن بعض وسائل الإعلام أثارت الموضوع بأن هناك تقصيراً وبصورة دخلت في إطار التجريح. وحول حادثة مدرسة مرسى مطروح، فقد تم إتخاذ اللازم، والمنشآت التعليمية تحتاج إلى صيانة، ولكن التركيز على تلك الحادثتين فقط واتخاذها نقطة للهجوم على الحكومة تطلب منا الرد اليوم والتوضيح.
وأضاف محلب: أي مسئول لا يستطيع أن يؤدي ما عليه فعليه أن يغادر، فلا أحد يفرض نفسه على وظيفة أو مركز بعينه، لدينا محدودية في الإمكانات وهذا يستلزم منا أن يكون لدينا رشادة في الإنفاق، وانضباط في الصرف، والاهتمام بعنصر الكفاءة في المسئولين التنفيذيين. وأضاف رئيس الوزراء أنه التقى خلال زيارته إلى محافظة الإسكندرية أمس بالمحافظ ورؤساء الأحياء وأكد لهم أن عليهم النزول ومعرفة كل شئ على الواقع.
وحول المستشفيات الجامعية، قال رئيس الوزراء أن مستشفى سموحة كان متوقفاً منذ سنوات، وأنا أركز على دعم المستشفيات الجامعية بالخدمات الطبية اللازمة، وتم توفير كافة الاحتياجات منذ نحو شهرين ونصف وتجهيز المستشفى على أعلى مستوى. وزيرا الصحة والتعليم العالي ذهبا إلى الإسكندرية وأكدا أنها جاهزة للافتتاح.
وأكد رئيس الوزراء أن الافتتاح لايمثل نهاية المطاف فقد بدأ عمل الجهات الرقابية التي تساند الحكومة وتعمل في كافة المحافظات لقياس الرضاء على الأداء الحكومي، وكشفت تلك الأجهزة أن المستشفى ليس بها أطباء ولا أطقم تمريض، فتم إجراء اتصالات فورية وفتح تحقيق عاجل لمحاسبة من وراء هذا الفساد الإداري. ولا يمكن تلخيص الموضوع في الوزير في ظل وجود مراكز مسئولة مباشرة. وأضاف: المستشفيات الجامعية تحتاج إلى إمكانات كبيرة وأموال ضخمة، كما تحتاج مشاركة من جانب المجتمع المدني لكي تقدم خدمة طبية رفيعة المستوى.
وفيما يتعلق بالسيدة التي وضعت خارج مستشفى كفر الدوار، أكد رئيس الوزراء أنه قد تم فتح تحقيق، والوزير سيتناول تفاصيل ماحدث، ولكن لا يمكن بأي حال من الأحوال الهجوم على المنظومة الصحية بهذه الصورة، وصولاً إلى التشكيك في عقار سوفالدي.
وحول موضوع الحديد والأسمدة، أشار رئيس الوزراء إلى أن مصانع الحديد قيمتها الإستثمارية تبلغ المليارات، وأعداد العاملين بها تبلغ عشرات الآلاف، ولكن المواد الخام التي تستوردها باهظة وتؤثر في صناعة الحديد. فتم إضافة رسم وارد لمدة 7 أشهر يبلغ 290 جنيهاً للطن، وساهمنا مع المصانع في تخفيض السعر.
وأما فيما يتعلق بالأسمدة، فمعظمها مصانع تملكها الدولة وتتعرض لخسائر قد تؤدي إلى وقف الإنتاج، خاصة أن مصانع الأسمدة تبيع منتجاً تكلفته أعلى من سعره، وتم تحريك سعر الشكارة من 75 إلى 100 جنيه فقط، مع وضع منظومة جديدة لحماية صناعة الأسمدة. ونحن نحرص على توضيح كل قرار إلى الإعلام، فأمانة الكلمة شرف، ومن ناحية أخرى، قال رئيس الوزراء أن الأسبوع القادم سيكون له عنوان رئيسي هو : "إسترداد أراضي الدولة"، فسوف نواجه مواجهة شرسة وقوية كل من يحاول الإستيلاء على أراضي الدولة، وعندما نريد المواجهة نتسلح خلال هذا بقوة المجتمع والشعب، ونحن اليوم بصدد إصدار قرار للجنة لها قوتها في مجال استرداد أراضي الدولة واستيداء حقوق الشعب وإعادة المليارات المهدرة، ونحن هنا لا ندافع عن الحكومة، وأي مسئول لن يتلاءم أداءه مع متطلبات هذه المرحلة سيرحل.
من جانبه، تحدث وزير الداخلية، خلال المؤتمر فأشار إلى أن الجماعة الإرهابية لديهم مخطط منذ العام الماضي لإحداث فوضى بالجامعات واستخدامها في الفوضى بالمجتمع ككل، واستدراج الشرطة للدخول إلى الجامعة، ثم تحدث حالة وفاة لأحد الطلبة، فيتم استثارة القاعدة الطلابية، وماحدث في الإسكندرية منذ أيام من مقتل طالب، وهو ما تناولته أحدى الصحف بمانشيت رئيسي حول سقوط أول قتيل من الطلاب، فالطالب بالسنة الثانية بكلية الحقوق بجامعة الإسكندرية، وقام بتأسيس صفحة على فيسبوك تدعو لإحداث شغب وتعدي على قوات الأمن في الجامعة، وبالفعل توجهوا منذ 4 أيام، وحاولوا التعدي على شركة الأمن الخاصة بجامعة الإسكندرية والأمن الإداري وإحداث تلفيات، وحدثت إصابات من الأمن، وتواجدت الداخلية بجوار شركة الأمن والأمن الإداري خارج الجامعة.
وأضاف الوزير : تم إبلاغنا من المستشفى أن الإسعاف قام بنقل طالب مصاب، واستمر في العناية المركزة ثم جاء خبر وفاته، وكشفت تحقيقات النيابة والشهود أنه قد أصيب داخل الجامعة أثناء مواجهات الطلبة الذين تواجد معهم بها ألعاب نارية كثيرة ومولتوف وطلقات خرطوش. وأشار : اليوم لدينا معلومات أن الإخوان سيتجمعون من الجامعات المختلفة، لمحاولة إقتحام كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، والإعتداء على الأمن، ولكننا سنتصدى لذلك ونحمي الكلية. وقال الوزير : أوجه ندائي للشعب والإعلام، فنحن نعلم المخطط، ونواجهه، ونجحنا خلال الفترة الماضية في الحد من آثار هذا المخطط بفضل الله، ثم فكرة الأمن الخاص التي يريدون لها أن تفشل بهذه الأحداث المفتعلة.
وأوضح وزير الداخلية أنه تم رصد أسلحة تدخل عن طريق أعضاء هيئات التدريس في الجامعات، ويتم إبلاغ وزير التعليم العالي مباشرة، وتم إتخاذ إجراءات حيال بعض أعضاء هيئات التدريس ووقف البعض. وأكد وزير الداخلية أن الحالة الأمنية في تحسن دائم، وأن هذه الفترة تختلف كلياً عن فترات ما قبل فض إعتصامي رابعة والنهضة وفترات تفجيرات مديرية الأمن في القاهرة والدقهلية، كما تشهد الحالة الجنائية تحسناً ملحوظاً من حيث عمليات السرقة والحوادث المختلفة. وأضاف أن الداخلية في سبيل تحسن الأوضاع يسقط منها مصابون وشهداء ولكنها تقف على أرض ثابتة.
ومن جانبه، تناول وزير الصحة واقعة الولادة أمام مستشفى كفر الدوار، فأشار إلى أن الوزارة كما أنها تهتم بصحة المواطن المصري فإنها حريصة على الفريق الطبي، وعندما تحدث واقعة تتعلق بتقديم خدمة طبية عاجلة مثل الولادة يتم التحقيق الفوري فيها، والسيدة تم الكشف عليها داخل المستشفى واتضح حاجتها لولادة قيصرية، ولكن طريقة تصوير الفيديو تكشف محاولة لهدم المنظومة الصحية، حيث إننا نحرص على أن يكون هناك خدمة صحية متميزة. ويتم الآن التحقيق في الواقعة، ولو هناك تقصير من أي أحد سيحاسب. وفيما يتعلق بالتشكيك في عقار سوفالدي، أشار وزير الصحة إلى أن الاتفاق مع الشركة المنتجة للعقار استغرق نحو 8 شهور لم يثر خلالها هذا الموضوع وهذا التشكيك، مؤكداً ان هذا هو العقار الوحيد في العالم لعلاج التهاب الكبد الوبائي الذي تم إجازته حتى الآن، وليس هناك عقار آخر هندي يعالج ذات المرض، وكل ما يدور حول هذا الموضوع غير صحيح. وأكد الوزير أن الحكومة تعمل لمصلحة المواطن المصري وتحرص على صحته ومن يدفع ثمن هذه البلبلة هو المريض المصري.
ومن جانبه، قال وزير التربية والتعليم، أن حادثتي مدرسة المطرية ومرسى مطروح حدثتا نتيجة تقصير، فطالب مدرسة المطرية طلبت منه المعلمة فتح النافذة ففتحها بقوة ما أدى لسقوط اللوح الزجاجي عليه، وطالب مدرسة مرسى مطروح سقطت عليه البوابة بفعل الرياح الشديدة التي أدت يومها لسقوط الخزانات، وكل من تسبب في الواقعتين تم وقفه عن العمل والتحقيق معهم، وإحالة بعضهم إلى النيابة. ومن جانبه ، قال وزير التعليم العالي، أنه كان هناك مخطط يستكمل منذ العام الماضي لوقف التعليم في الجامعات، والقرار الأسهل يمكن أن يكون وقف الدراسة في الجامعات، ولكن هذا قرار لايمكن إتخاذه في دولة مثل مصر خريجي جامعاتها يحملون مشاعل التنوير في العالم أجمع. وأضاف : لدينا أدلة على عنف الإخوان في الجامعات، وأدلة جازمة على أنه لايوجد كبت للحريات في الجامعات، فالجامعات بها أنشطة سياسية مثل برلمان الشباب والنوادي السياسية التي تساهم في تكوين الشخصية السياسية للطلاب.
وإتفقنا على أن تكون الداخلية على مقربة من الجامعات ونشكرهم على هذا الدور، وأستعنا بشركة خاصة لتأمين البوابات، وساهمت في منع البلطجية من دخول الجامعات بصورة كبيرة، وقد تم ضبط طالب في جامعة المنصورة وبحوزته كروت شحن لتوزيعها على المتظاهرين بقيمة 20 ألف جنيه، كما تم ضبط أعضاء هيئة تدريس بحوزتهم أسلحة وشماريخ يساهمون في تهريبها للجامعة للمتظاهرين وتم وقفهم عن العمل.
وأضاف الوزير أنه تم ضبط طلقات خرطوش فارغة مع الطلاب لإلقاءها في أماكن المواجهات لإتهام الشرطة بقتل وإصابة الطلاب، وطمأن الوزير المواطنين بأن العملية التعليمية مستمرة في الجامعات المصرية، وتجري على أحسن حال، ونرجو من الإعلام أن يبرز ذلك.
وبخصوص طالب الإسكندرية، قال وزير التعليم العالي أن الطالب بكلية الحقوق وذهب لكلية الهندسة لإحداث شغب كما أوضح وزير الداخلية،
وبالنسبة لمستشفى سموحة الجامعي، قال الوزير أن مصر بها 86 مستشفى جامعية، تبذل دور غير عادي في علاج المرضى وتقديم خدمة طبية جيدة، وحادث الإسكندرية إستثنائي، ونحن كدولة من إكتشفنا التجاوز وحاسبنا من قصر، وأعلنا ذلك في وسائل الإعلام، وتقدم رئيس الجامعة بإستقالته وتم إحالة باقي المسئولين إلى التحقيق.