تنشر بوابة الفجر كلمة بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة أمام مؤتمر المانحين بالقاهرة. وإلي نص الكلمة:_
معالي السيد عبدالفتاح السيسي ، رئيس جمهورية مصر العربية معالي السيد محمود عباس، رئيس فلسطين معالي السيد سامح شكري ، وزير خارجية جمهورية مصر العربية معالي السيد بورج برندي ، وزير خارجية النرويج معالي السيدة، كاثرين اشتون ، ممثلة الأتحاد الأوروبي وهي معنا للمرة الاخيرة في مركزها الحالي واغتنم هذه الفرصة لأشكرها لجهودها المضنية بما في ذلك في غزة
الضيوف الكرام السيدات والسادة،
شكرا لك معالي الرئيس السيسي لهذه المبادرة. لقد ساعدت مصر في وضع الأساس لما نأمل ان يكون وقف لاطلاق النار مستمر والذي هو بحاجة لمزيد من الدعم. وزير الخارجية برندي، شكرا لك لأخذ بلدك الريادة والالتزام لسلام دائم في الشرق الاوسط. ونحن هنا لنعلن عن تضامننا. ونحن هنا لنقف مع اهل غزة الذين تحملوا الكثير من العذاب خلال الصيف الماضي. واريد ان اقدم خالص تعازي لكل من خسر احد احبته خلال الواحد والخمسين يوم من النزاع. كما انني افكر في الكثيرين ممن اصيبوا او تشردوا . ولأجلهم جميعا وبأسمهم علينا ان نعمل. اصحاب السعادة، السيدات والسادة، في العام 2009 اجتمع المجتمع الدولي في مدينة شرم الشيخ مع بدء حرب مدمرة اخرى في غزة. واعلنا حينها عن تضامننا. و عبرنا عن التزامنا. و قررنا ان نعيد الإعمار. رغم ذلك ها نحن هنا الآن لمرة اخرى. لقد استمرت حلقات البناء والتدمير لتزداد سوءا. لقد قتل اكثر من 2,100 فلسطيني خلال الحرب الاخيرة بالإضافة الى اكثر من 70 اسرائيلي. وقد شرد اكثر من ثلثي سكان غزة من منازلهم - وكثيرين منهم لا توجد لديهم منازل ليعودوا اليها. و سويت احياء باكملها . ودمرت البنية التحية العامة. ولا تتوفر الكهرباء لاكثر من 18 ساعة يوميا حتى اليوم. واكثر من 450 الف شخص لا يستطيعون النفاذ الى شبكات توصيل المياه. ودمرت او تضررت العشرات من المدارس و المستشفيات والعيادات. واستهدفت مرافق الأممالمتحدة التي كانت تأوى النساء والاطفال ونتج عن ذلك العديد من الاصابات. وقتل 11 من العاملين بالأممالمتحدة خلال هذا النزاع. وفي هذه الاثناء يستمر اطلاق الصواريخ من غزة بشكل عشوائي مسببت الفزع ، و الذعر والمعاناة. وبطبيعة الحال، تفرض الحرب خسائر من الصعب قياسها - ولكن هذا مدمر على حد سواء. فالعائلات من الجانبين - وخاصة الاطفال - عانوا من صدمة نفسية عميقة. فاطفال غزة الذين لم يصلوا بعد الى المرحلة الدراسية الثالثة قد شهدوا ثلاثة حروب حتى الان. وقد عملت الأممالمتحدة و الشركاء الدوليين مع السلطة الفلسطينية لمعالجة الاولويات العاجلة لغزة. ولكن الإحتياجات ضخمة و الوقت قصير. وحتى تتم الإستجابة الفعلية، وضعت الهيئات الإنسانية في فلسطين بالتعاون مع الحكومة الفلسطينية المناشدة من اجل الأزمة في غزة. وهذه تتطلب مبلغ 551 مليون دولار والذي لم يتوفر منه سوى النصف - فقط 233 مليون دولار -. كما وضعت السلطة الفلسطينية الخطة الوطنية للإنعاش المبكر بقيمة 4 بليون دولار. و تبلغ تكلفة خطة الأممالمتحدة للتحول في قطاع غزة حوالي 2،1 بليون دولار من ضمن خطة السلطة الوطنية للإنعاش. وتستحق هذه المبادرات اكبر قدر من الدعم السخي.
اصحاب المعالي السيدات والسادة،/ وفي النهاية، فأن انجاح عملية اعادة اعمار غزة تتطلب اساسا سياسيا متينا. وما يبعث على التشجيع هو التوصل الى اتفاق شامل للمصالحة في القاهرة في 25 سبتمبر . وادعو كل المعنيين لضمان ان و يتحول الكلام الى عمل في هذه المرة. وستستمر الأممالمتحدة في دعم حكومة التوافق الوطني وهي تمد عملها لإدارة الإحتياجات الأساسية والعاجلة لإعادة الإعمار في غزة . ومن المهم ان دعمنا يشمل السكان من اللاجئين وغير اللاجئين. وارحب الاتفاقية الثلاثية المؤقته والتي كانت برعاية من الاممالمتحدة لضمان دخول مواد اعادة الاعمار الى غزة. كما انني متشجع نتيجة للقاء حكومة الوحدة الفلسطينية في غزة بقيادة رئيس الوزراء حمدالله. ورسالتي لكل الأطراف واضحة : تعزيز بيئة مؤاتيه للسلام، و الفهم المشترك و احترام حقوق الانسان. وهذا يجب ان يضمن تحقيق حول امكانية انتهاكات القانون الإنساني الدولي من قبل كل الأطراف في النزاع. والإستفادة الكبرى من الفرصة الهامة عبر حوار القاهرة القادم. دعم وقف اطلاق النار والذي هو حيوي لاعادة حوار السلام الاوسع. الامتناع عن اي عمل فردي والذي يفاقم من التوتر و الاستياء.
اصحاب المعالي، السيدات والسادة، تبقى غزة برميل بارود والناس بحاجة شديدة لمشاهدة إنعكاسات النتائج على حياتهم اليومية . اليوم . الان. والقادة من الجانبين بحاجة الى التغلب على اختلافاتهم و اظهار الشجاعة و الرؤية لانهاء النزاع مرة والى الابد. انا ارحب بإستمرار تدفق المعونات، و الموارد و الموظفين الى قطاع غزة المحاصر للمساعدة في اعادة اعماره. ولكن علينا ان لا نغفل عن جذور المسببه للقتال الأخير : الإحتلال المقيد والذي استمر ما يقرب من نصف عقد ، الإستمرار في انكار حقوق الفلسطينيين و انعدام التقدم الملموس في مفاوضات السلام. اناشد كل الأطراف للعمل معا لوضع مسار واضح لسلام دائم وعادل - بما في ذلك انهاء كامل للحصار، وضمان المخاوف الامنية للطرفين، وتشكيل دولتين تعيشان جنب الى جنب في سلام وامن. العودة الى ما كان عليه الوضع لا يعد خيار فهذه هي لحظة التحول الكامل. و اناشدكم للعطاء بسخاء للدفع بهذا العمل الى الامام. ولا اريد من سيخلفني او يخلفكم ان يجعل من مثل هذه المؤتمرات طقس مستمر: البناء والهدم - ومن ثم التوقع ان يقوم المجتمع الدولي بتحمل الفاتورة. و على الأطراف في هذا النزاع اتخاذ القرارات الصعبة ولكن الضرورية لتمكين مستقبل أكثر إشراقا لنعمل كلا بدوره لنلتزم بجعل هذا المؤتمر الاكثر نجاحا لاعادة اعمار غزة ولنجعله الاخير شكرا