للإعلان التليفزيونى أهمية بالغة تقدرها الشركات التجارية جيداً لأنها تعتبره الأكثر تأثيراً والأسهل انتشاراً، لذا بدأت تتبارى فى ابتكار الرسائل الإعلانية التى تقدمها لجمهورها حتى ولو وصل الأمر الى تجاوز الآداب العامة أو إكساب الجمهور عادات غير سوية واستخدام الكذب والخداع وغسل عقول المشاهدين بكثرة الإعلانات والدعاية التجارية.. وبعدما تمت مهاجمة إحدى الحملات باتخاذها كلمة «استرجل» فى رسالتها الإعلانية، وصل الأمر فى النهاية برسالة إعلانية من إحدى شركات الملابس الداخلية وهى « لكل الأوضاع ولكل الأحجام ولكل الناس » بالإضافة الى أغنية بالإعلان تحمل فى سطورها خدشاً للحياء بالإضافة الى كم الإعلانات التى يتم عرضها عن المقويات الجنسية وعن تأثير هذا الأمر على المجتمع. من جانبها توضح الدكتورة سامية خضر أستاذ علم الاجتماع بكلية البنات أن الخطورة ليست على الأجيال التى عاشت الفترة السوية لكنها على الأجيال القادمة لأنها ستنشأ عليها ومع الوقت ستصبح هذه الإعلانات أمراً طبيعياً للغاية وأن «الإيفيهات» المستخدمة والإيحاءات مباحة، وأشارت الى أن استخدام الأطفال فى منتهى الخطورة وأن التعامل بمنطق «من الذى يدفع أكثر» هو أخطر ما نواجهه الآن حتى أصبحت السلطة فى النهاية لرأس المال الذى يمكن أن يدمر هويتنا فى يوم من الأيام، وأكدت على دق ناقوس الخطر فى هذا الأمر حتى ينتبه الغافلون. الدكتورة سامية الساعاتى أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس أكدت أن الحرية التى اكتسبها الإعلام مؤخراً هى حرية زائفة بمعنى أن كل من يريد أن يعرض شيئاً على الجمهور يستطيع أن يقوم بذلك بسهولة شديدة أيا كان المضمون دون التقيد بأخلاقيات مهنية أو قيم، والأغلب يتبارى فى جذب أكبر عدد من الجمهور سواء باستخدام خاطئ للمرأة أو الطفل فى سبيل تحقيق هدف مادى