من ينظر إلى كرة القدم وحالها فى هذه الأيام لن يتردد لحظة فى القول بأن الرياضة المصرية على حافة الانهيار فالمنتخبات المصرية فى أسوأ حال ونتائجها «لا تسر عدو ولا حبيب» والأندية المصرية لم يعد فى استطاعتها أن تفوز ببطولة أندية إفريقيا للأبطال وأصبح أقصى أمانينا أن يفوز الأهلى بالكونفيدرالية الإفريقية وحتى تنظيم البطولات الإفريقية لم يعد لنا فيها أية أطماع فتركنا للكاميرون وغينيا وساحل العاج تنظيم البطولات حتى عام 2023 ومن يتكلم عن أمل تنظيم مصر لبطولة 2017 فهو واهم ويعيش فى الخيال لأن الجماهير المصرية أصبحت العدو الأول لملاعب كرة القدم فما من مباراة يكون الأهلى أو الزمالك طرفا فيها إلا وحدثت مشكلات بالجملة والأجندة الإفريقية امتلأت بالغرامات التى لا تعد ولا تحصى من تجاوزات جماهير الأهلى وبعدها الزمالك وهو ما يضعف وبشدة فرص مصر فى تنظيم أى بطولة قادمة، إذن الصورة قاتمة فى كرة القدم ولكن ماذا عن الرياضات الأخرى هل أصبحنا بعيدا جدا عن المنافسة.. العجيب أن الإجابة لا بل العكس هو الصحيح لأننا مثلا ولأول مرة فى التاريخ يصبح لدينا أبطال عالم فى ألعاب القوى مثل إيهاب عبدالرحمن والذى حقق لقب بطل العالم مرتين فى رمى الرمح وتم رفع العلم المصرى فى الصين وبعدها المغرب، أيضا مصطفى الجمل لاعب المطرقة والذى حصل على فضية بطولة العالم للقارات فى إنجاز رائع لم يحدث من قبل فى ألعاب القوى وهو ما يجعلنا نأمل وبشدة فى أن يكون لهذين البطلين نصيب من الميداليات فى أوليمبياد ريودى جانيرو القادم بالبرازيل، أيضا نجح السباح أحمد أكرم فى إحراز الميدالية الذهبية فى سباق 800م سباحة فى أوليمبياد الشباب برقم رائع يجعلنا أيضا نضع عليه الكثير من الأمل فى تحقيق ميدالية أوليمبية فى السباحة لأول مرة فى تاريخ مصر فى الأوليمبياد القادمة ثم لا يمكن أن ننسى أن أبطال الرماية هدير مخيمر ومحيلبة قد وضعا أقدامهما على الطريق الصحيح نحو الوصول إلى منصات التتويج سواء عبر أوليمبياد الشباب أو بطولة العالم الأخيرة ناهيك عن بطولات الإسكواش التى يحققها المصريون ناشئين وناشئات بالإضافة إلى الكبار فى كل البطولات التى يشاركون فيها ثم لدينا فريق واعد فى كرة اليد حقق ذهبية أوليمبياد الشباب وعاد وحقق الميدالية الفضية فى الأوليمبياد الأخير إذن كل ذلك يعنى أننا نقترب وبشدة من الحلم القديم بصناعة أبطال عالم وأبطال أوليمبياد ولا يخفى على أحد ما حققه نجوم المصارعة الواعدون فى كل البطولات الأخيرة ومعهم سارة سمير الحاصلة على ذهبية رفع الأثقال فى الأوليمبياد الأخير ولمن يجيد القراءة يجب عليه أن يعلم أن أبطال الأوليمبياد للشباب فى أمريكا وأوروبا هم من يفوزون الآن بالميداليات الأوليمبية وبطولات العالم للكبار.. إذن ماذا ينقص المصريين؟ الإجابة ببساطة أن يغير الإعلام المصرى من وجهته وأن يعطى لكل هذه الرياضات حقها بالكامل فليس من المعقول أن نتبارى جميعا فى الإشادة بلاعب أحرز هدفاً فى الدورى العام أو مدرب اعتدى على حكم أو مشاجرة بين رؤساء الأندية ونترك الأهم وهو مستقبل الرياضة المصرية.. أيضا ليس مهما لنا على الإطلاق أن يعتدى رئيس اللجنة الأوليمبية على نائب رئيس نادى الصيد بالسب والقذف والضرب أمام العالم أجمع ثم يطلب عقابه!! ونترك فى نفس الوقت أبطال العالم الذين يصلون الليل بالنهار فى محاولة لإسعاد المصريين أيضا مطلوب من الوزارة أن تعطى كل الاهتمام لهذه الألعاب لأنها الأمل فى مستقبل ناصع البياض بعيدا عن سواد وتشنجات كرة القدم وما حولها، القصة بسيطة وسهلة فقط أن نشعر هؤلاء اللاعبين بأنهم نجوم رائعون يستحقون التكريم والإشادة، ورغم علمى بأن الوزير خالد عبدالعزيز لا يقصر مطلقا إلا أننى أطلب منه المزيد لنرتاح من هم وعذاب كرة القدم ونسعد وتنفرح بصانعى التاريخ الجدد فى مصر.