أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" أن مسئولين استخباراتيين وأمنيين أمريكيين كشفوا أن جماعة سورية أخرى يقودها شخص غامض كان من دائرة المقربين من أسامة بن لادن تشكل تهديدا مباشرا لأمريكا وأوروبا". وصرح مسئولون للصحيفة، بأن جماعة تسمى "خراسان" ظهرت الأعوام الماضية كخلية في سوريا ربما تكون أكثر عزما على تنظيم هجمات إرهابية ضد الولاياتالمتحدة أو منشآت خارجية، وأن الجماعة يقودها الكويتي "محسن الفضلي"، أحد قياديي القاعدة وفقا لوزارة الخارجية الأمريكية، وقد كان مقربا من بن لادن لدرجة أنه كان من بين مجموعة صغيرة من الأشخاص الذين يعلمون بشأن هجمات 11 سبتمبر قبل وقوعها".
وأوضحت الصحيفة أنه لا توجد معلومات عامة متوافرة حول تنظيم "خراسان" الذى يضم أفرادا من القاعدة من جميع أنحاء الشرق الأوسط وجنوب آسيا وشمال أفريقيا، ويقال إن بعض أعضاء الخلية يهتمون على وجه التحديد بوضع مخططات إرهابية باستخدام مفجّرات مخبأة وليس من الواضح من يشارك إلى جانب الفضلي في قيادة التنظيم".
من جهته، صرح مدير الاستخبارات الوطنية جيمس كلابر، الخميس الماضى، بأن التهديد الذي يمثله "خراسان" على الأراضى الأمريكية ربما يشكل خطرا مماثلا لما يمثله "داعش"، وأن التركيز المكثف على داعش عمل على تحريف صورة التهديد الإرهابي الذي ظهر من الفوضى الناتجة عن الحرب الأهلية السورية، وأن التهديدات الأكثر مباشرة ما زالت تتمثل في تنظيمات إرهابية تقليدية مثل خراسان والنصرة التابعة للقاعدة في سوريا.
ووفقا ل"نيويورك تايمز"، فإن "أجهزة الاستخبارات الأمريكية تتعقب "الفضلي" - 33 سنة - منذ 10 سنوات على الأقل وفقا لوزارة الخارجية، وقبل أن ينتقل "الفضلي" إلى سوريا كان يقيم بإيران كجزء من مجموعة صغيرة من عملاء القاعدة الذين هربوا إليها من أفغانستان بعد هجمات 11 سبتمبر.
وصرحت الحكومة الإيرانية بأن المجموعة كانت تحت الإقامة الجبرية وفي النهاية غادر الكثير من أفراد التنظيم إيران متجهين إلى باكستانوسوريا وبلدان أخرى".
وفي 2012، ذكرت الخارجية الأمريكية، فى بيان، أن "الفضلي هو قائد تنظيم القاعدة في إيران وجرى عرض مكافأة قدرها 7 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى إلقاء القبض عليه".
وأوضح البيان أنه "كان يعمل مع متبرعين جهاديين أثرياء في الكويت، موطنه الأصلي لجمع الأموال لصالح الثوار الموالين للقاعدة في سوريا".
الجدير بالذكر أن جورج بوش الابن، ألقى خطابا فى بروكسل عام 2005 ذكر فيه أن الفضلي ساعد الإرهابيين الذي فجروا ناقلة نفط ليمبورج عام 2002 قبالة سواحل اليمن، وأسفر هذا الهجوم عن مقتل شخص وتسريب 50.000 برميل نفط انتشرت بطول الساحل الممتد على 45 ميلا.
وأكدت الصحيفة أن "أصوليين في لندن أكدوا أن الكويتي "محسن الفضلي" متورط في الكثير من العمليات الإرهابية والمطلوب للسلطات الكويتية والسعودية والأمريكية هو نفسه الزعيم الفعلي لتنظيم القاعدة في سوريا والممثل الشخصي لزعيم القاعدة "أيمن الظواهري"، والاسم الكامل لمحسن الفضلي هو محسن فاضل إياد الفضلي ويرد على قوائم الإرهاب الأمريكية باسم محسن الفاضلي، وأنه كان زعيم القاعدة في إيران بين عامي 2011 و2012".
وأوضحت الصحيفة، أن "الفضلي انتقل من إيران إلى سوريا في منتصف 2013 وكان له الدور البارز والحاسم في انحياز الظواهري إلى جانب النصرة بقيادة "أبو محمد الجولاني" في خلافها مع داعش بقيادة "أبو بكر البغدادي" واعتبارها الذراع الرسمية للقاعدة في سوريا، مما يؤكد أن الفضلي رجل الظواهري الأول في سوريا وموضع ثقته".
والفضلي المطلوب رقم 4 من قبل وزارة الداخلية السعودية على قائمة ال36 مطلوبا التي أعلنتها في 28 يونيو عام 2005، كما يعد الفضلي من المطلوبين الأساسيين للولايات المتحدة، وقد ورد اسمه على لسان الرئيس جورج بوش في إحدى خطبه "عن الإرهابيين الذين يلاحقهم العالم" كأحد المتورطين في تفجير البارجة كول، حيث ورد اسمه في مقدمة المطلوبين في القائمة التي قدمتها كريستين تاوسند مساعدة كوندوليزا رايس، مستشارة الأمن القومي، للمسئولين الكويتيين في يناير 2004، ثم في فبراير عام 2005، أدرجه مجلس الأمن الدولي في قائمته الخاصة بالإرهابيين، وذلك بعد اتهام أمريكي له بمساعدة المسلحين في العراق.