كشف التفجير الذي وقع اليوم في محيط وزارة الخارجية، بمنطقة بولاق أبو العلا في وسط البلد، والذي أعلنت مؤخراً جماعة "أجناد مصر" مسئوليتها عنه، أن هناك نقلة نوعية في مثل هذه العمليات وتهديد حقيقي للمواطنين خاصة وانها وقعت في منطقة شديدة الإزدحام. وقد اشتهر هذا التنظيم بتنفيذ عملياته في محافظة الجيزة، الا انه بدأ الخروج منها ليهدد أمن المواطنين وترويعهم أكثر حيث قام بأول عملية تفجيرية له خارج نطاق الجيزة والتي كانت بمحيط قصر الاتحادية، وهو ما يؤكد انه تنظيم خطير يهدد حياة الأبرياء من المواطنين ليس قوات الأمن فقط كما يرددون دائماً، الأمر الذي دعانا للكشف عن هذا التنظيم ورصد عدد العمليات التي قام بها، ومعرفة حقيقة العلاقة بينه وبين "أنصار بيت المقدس" و "جماعة الإخوان". بداية التنظيم مع الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير "باسم الله الرحمن الرحيم... وبه نستعين"، تلك كانت أولى تغريدات جماعة "أجناد مصر" على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، في يوم الجمعة 24 يناير الماضي، وقبل الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير تداولت المواقع الجهادية بيانًا منسوبًا لهذه الجماعة، وفي الوقت نفسه تم تدشين صفحة على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، حملت اسم "أجناد مصر"، بدأت هذه الصفحة بالبيانات الخاصة بالجماعة، وقامت بتفعيل أنشطتها. وكان الانطلاق العلنى ل"أجناد مصر" يوم الجمعة 18 أبريل 2014، وهو اليوم الذي أصدر فيه مكتبها الإعلامي شريط فيديو مدته 24 دقيقة يوثق 8 عمليات قامت بها ضد الشرطة في الفترة من نوفمبر 2013، حتى أبريل 2014. وقامت الجماعة ببث شريط مصور، وثّقت فيه ما قالت إنه انتهاكات لحقوق الإنسان، ارتكبتها أجهزة الأمن والشرطة المصرية، كما وثقت في التسجيل أيضاً مجموعة من العمليات التي نفذتها الجماعة ضد أجهزة ومقرات الأمن المصري. وقد حمل البيان الأول للجماعة طريقة جديدة لم تستخدمها من قبل أي جماعة إسلامية لأرشفة بياناتها، فتم وضع خانة لترقيم البيان على أقصى اليسار من أعلى البيان مدونا أمامها الرقم التالي: 001 وهو أمر أثار الريبة في الجماعة لا سيما بين المنتسبين للإخوان والتيار الإسلامي بشكل عام، نظرًا لأن هذه الطريقة في الأرشفة تتشابه مع الطريقة المتبعة في الوزارات والدوائر الحكومية والأمنية. وأعلن البيان عن تدشين حملة انتقامية بعنوان "القصاص حياة"، تتوعد بتوجيه ضربات لأجهزة الأمن، وتحرّض كل مواطن على أن يستهدف أفراد الأمن في مقراتهم ومساكنهم "أجناد مصر" ولُغز عملياتها بالجيزة والمثير للجدل أن جميع العمليات التي تبنتها "أجناد مصر"، وقعت في محافظة الجيزة، والمناطق المحيطة بها، فقد نفذ التنظيم يوم الجمعة 24 يناير، عمليتين إحداهما أمام كوبرى البحوث والأخرى في محيط قسم شرطة الطالبية، وفي الجمعة التالية 31 يناير نفذ التنظيم عملية أخرى في مقر الإدارة العامة لقوات الأمن المركزي على طريق القاهرةالإسكندرية الصحراوي القريب من محافظة الجيزة أيضًا، بالإضافة إلى تفجير آخر أسفل كوبري الجامعة بمحافظة الجيزة. وكانت الواقعة الأشهر لهذا التنظيم، في يوم الاثنين الموافق 30 من يونيو، بمحيط قصر الاتحادية، والتي أسفرت عن استشهاد ضابطين وإصابة 7 آخرين، والتي تعد أول عملية من نوعها ينفذها التنظيم خارج نطاق محافظة الجيزة والمناطق المحيطة بها. علاقة "أجناد مصر" ب"أنصار بيت المقدس" في التوقيت الذي أعلنت فيه جماعة "أجناد مصر" مسئوليتها عن التفجيرات، جاءت نحو 5 بيانات، تنسب جميع التفجيرات التي جرت لجماعة "أنصار بيت المقدس"، في نفس الوقت، وعقب توالي البيانات المزيفة، ظهرت "أنصار بيت المقدس"، لتعلن بيانها عبر شبكة "شموخ الإسلام" الناقل الرسمي لبيانات "الأنصار"، وتبنت فيه جميع التفجيرات التي هزت القاهرة، من خلال نقاط قصيرة وموجزة لكن مع ذكر بعض التفاصيل ذات المغزى، مثل أن الغرض من الهجوم على الدورية الأمنية في شارع الهرم كان استهداف العميد جرير مصطفى، رئيس مباحث الجيزة، أثناء توجهه مع قوة أمنية لمواجهة واحدة من مظاهرات الإخوان. وبعد أن بدأ خلافاً بين "أجناد مصر وأنصار بيت المقدس"، أصدرت الأجناد البيان رقم: 002 وتبنت فيه عمليتي مترو البحوث وقسم شرطة الطالبية، وكشفت عن عمليات سابقة قامت بها، ومما جاء في بيانها أن عملية مترو البحوث هدفت للانتقام من القوات التي تواجه الأبرياء- بحسب وصف البيان- كل جمعة في إشارة لمظاهرات الإخوان، وأن عملية قسم شرطة الطالبية هدفها هو تحدى التصريح "المتعجرف لوزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم" بخصوص الاقتراب من أقسام الشرطة، في إشارة لتصريح "اللي عايز يجرب يقرب- على حد وصفهم، ، الا انه تم تجاهل هذا البيان من قبل وسائل الإعلام، حيث اهتموا فقط ببيان "أنصار بيت المقدس". وبعدها كشفت أجناد مصر عن قيامها ب3 عمليات سابقة لقسم الطالبية، وهي استهداف نقطة محور 26 يوليو في 7 يناير 2014، واستهداف كمين السواح في 25 نوفمبر 2013، واستهداف كمين عبود في 20 نوفمبر 2013 ، وفي اليوم التالي مباشرة، وعلى نحو مفاجئ، أصدرت "أنصار بيت المقدس" بيانا اعتذرت فيه لأجناد مصر عن إعلانها تبني عمليتي مترو البحوث وقسم الطالبية، وقالت إنها أخطأت، وبررت الأمر بأن مجموعة أخرى تابعة لها تعمل في نفس المنطقة، وأن المسئول أبلغ بالخطأ أن العملية تخصهم. علاقة "أجناد مصر" وجماعة الإخوان في البيان رقم 004 أعلنت أجناد مصر عن تبنيها لحادث الانفجار الذي أصاب سيارة أمن مركزي يوم الجمعة 7 فبراير الماضي، وأسفر عن إصابة 4 مجندين، وأشارت إلى أنها رصدت تحركات قوات الأمن والأماكن التي تتجمع فيها كل يوم جمعة، لتفريق المظاهرات وزرعت عبوتين ناسفتين في ميدان الجيزة، وتم استهداف قوات الأمن المركزي بالعبوتين، وكانت الإصابة مباشرة لكن بعد بضع ساعات أصدرت حركة أخرى تدعى "ولع"، يرتبط نشاطها على شبكة التواصل الاجتماعي فيس بوك بجماعة الإخوان والتحالف الداعم لها- بيانا تبنت فيه نفس الحادث، لكنها نفت استخدامها عبوتين ناسفتين في مهاجمة عربتي الأمن المركزي، مبينة أن كل ما تمتلكه الحركة زجاجات المولوتوف وبعض الاختراعات البدائية، مثل قنابل الصوت والبلي وقنابل البيروسول، وجاءت رواية أجهزة الأمن على لسان اللواء مصطفى رجائي، مدير إدارة الأمن المركزي، لترجح رواية أجناد مصر، حيث أكد أن الهجوم تم من خلال قنبلتين إحداهما يدوية وبدائية الصنع. ولم يعتذر أي تنظيم للآخر هذه المرة مثلما حدث بعد الخلاف مع "أنصار بيت المقدس"، لكن حركة "ولع" حرصت على نفي أي علاقة بجماعة الإخوان عبر بوست على صفحتها الرسمية، قالت فيه: "بكل المواقع التابعة اللي بيتكلموا عن الحركة بيقولوا حركة ولع إخوانية وإرهابية، طبعًا الكلام ده عارٍ تمامًا من الصحة، واللي عايز يهري في الكلام.. مع نفسه". ثمة رواية أخرى لهذا الحادث تكشف تفاصيل مهمة حول علاقة أجناد مصر بالإخوان، حيث يقول أحمد مدحت، أحد شهود العيان على الحادث: "الساعة 8 والثلث صباحًا كانت هناك مسيرة للإخوان تضم حوالي 26 شخصًا أسفل الكوبري، والساعة 9 والنصف وجدت مدرعات الأمن المركزي قد وصلت وبعدها على حوالي الساعة عشرة إلا الثلث سمعنا تفجير القنبلة، وبعدها انفجرت القنبلة الثانية بحوالي نصف دقيقة، مشيرًا إلى أنه معروف لكل المترددين على المنطقة أن سيارات الأمن المركزي تقف في هذا المكان كل أسبوع".