استقبل الوسط السياسي خبر وقاة أحمد سيف الإسلام المناضل اليساري والحقوقي ووالد الناشط السياسي علاء عبد الفتاح، حيث أعلنت أسرته في الرابعة والنصف عصر اليوم الأربعاء وفاته بعد أن قضي فترة من الصراع مع المرض.
وقد نُقل "سيف الإسلام " في منتصف الشهر الجاري إلى المستشفى بعد أن تعرض لأزمة صحية شديدة قام بعدها بإجراء عملية القلب المفتوح وعدد من العمليات الأخرى، وقد تأزمت حالته كثيراً بعد أن استمر حبس نجله في القضية المعروفة بأحداث مجلس الشورى والتي صدر ضده حكماً غيابياً فيها بالسجن 15 عاماً.
والذي حينما رأى والده في أثناء زيارة له في الثانية من صباح الأحد 17 أغسطس الجاري، في العناية المركزة في المستشفى بعد أن دخل في حالة غياب عن الوعي، ووجده راقداً على سرير المشفى مريضاً لم يتحمل ذلك وأعلن من داخل سجنه إضرابه عن الطعام لحين الإفراج عنه حتى يكون إلى جانب والده خلال هذه الفترة.
ميلاده ودراسته ولد أحمد سيف الإسلام في مركز حوش عيسى بمحافظة البحيرة، وتخرج من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة سنة 1977، وحصل على ليسانس الحقوق سنة 1989 أثناء قضائه لفترة الاعتقال لخمس سنوات في قضية رأي حينها، كما حصل على دبلوم العلوم الجنائية من نفس الجامعة.
نضاله وأعتقاله اعتقل أحمد سيف أربع مرات، اثنتين في عهد السادات واثنتين في عهد مبارك، وكان أول اعتقال له لمدة يومين سنة 1972 على إثر مظاهرات الطلبة من أجل تحرير سيناء وكان آخر اعتقال أيضًا ليومين سنة 2011، وبينهما كان اعتقاله عام 1973 بعد مشاركته في الاحتجاجات علي خطاب السادات وتأخره في اتخاذ قرار بالحرب مع إسرائيل، وأفرج عنه مع زملائه قبل حرب أكتوبر بأيام، بعد أن قضى 8 أشهر في السجن أقر أحمد سيف أنه لم يتعرض خلالها لضرب أو تعذيب.
أما أطول فترات اعتقاله كانت عام 1983، حيث قضى خمس سنوات في سجن القلعة الذي وصفه بأنه كان أبشع بكثير من سجن طرة في التعذيب بتهمة الانتماء إلى تنظيم يساري، حيث قُبض على 16 شخصًا، أُفرج عن 11 منهم وبقي هو وأربعة من زملائه، وكان من بين الاتهامات التي وجهت إليهم حيازة سلاح ، وقد تعرض سيف الإسلام أثناء هذه الفترة للضرب والتعذيب بالكهرباء والعصي وكسرت قدمه وذراعه، وتقدم وقتها ببلاغ للتحقيق في تلك الواقعة ولكن لم يحقق فيه.
وقال عن هذه التجربة:" كانت أمامي فرصة للهروب إلي لندن حيث كانت زوجتي الدكتورة ليلى سويف وابني علاء، ولكنني تراجعت، علي الرغم من أن الأمن نفسه كان سيساعدني علي الهرب للتخلص مني كناشط نهائيًا، ورغم ذلك اتفقت مع زوجتي أن أسلم نفسي رغم كل هذه الظروف ورغم أنها كانت حاملا في ابنتي الثانية منى، اخترت أن أقضي في السجن 5 سنوات في بلدي أفضل من أن أهرب خارج مصر وأظل محروما من بلدي 15 سنة علي الأقل، وسلمت نفسي وقضيت المدة". وقد استغل سيف الاسلام فترة اعتقاله في الدراسة وحصل علي ليسانس حقوق على الرغم منه انه في الاصل حاصل على بكالوريوس اقتصاد وعلوم سياسية .
أما آخر مرة تعرض فيها أحمد سيف للاعتقال فقد كانت يوم موقعة الجمل في 3 فبراير 2011، حيث اقتحمت قوات الأمن مركز هشام مبارك الذي يعمل كمحامي حقوقي فيه ومديراً تنفيذياً، واعتقلته ومن كانوا معه من الحقوقيين والمراسلين والصحفيين وأفرج عنه بعد يومين.
مدافعاً عن المعتقلين
وبعد أن كان معتقلاً في السجون، وبعد أن تقدم السن به كرس سيف الاسلام نشاطه للدفاع عن الشباب المعتقلين والمقهورين كمحامي وحقوقي، حيث كان عضوًا في فريق المحامين الذي دافع عن 49 من متهمي أحداث الشغب في 6 ابريل سنة 2008 والذين شاركوا في الاحتجاجات الشعبية ضد نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، وكان أيضاً أحد المحامين المدافعين عن ال 13 المتهمين بتفجيرات طابا سنة 2004 المنتمون ل كتائب عبد الله عزام والصادر ضدهم أحكام بإعدام 3 منهم والسجن المؤبد لآخرين.
أسرته
وكانت أسرة سيف الإسلام من بين أوائل المشاركين في ثورة 25 يناير، ووقوفهم ضد نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، إلا أن ذلك الأمر كتب عليهم أن يكونوا منذ ذلك الوقت ضيوفاً داخل المعتقلات والسجون كما كان والدهم، حيث تم سجن أبنائه علاء وسناء في عهد المجلس العسكري والمشير محمد حسين طنطاوي، وكذلك في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي والرئيس السابق عدلي منصور، واستمر حبس علاء حتى الآن.