دشنت نساء تركيات على موقع تويتر هاشتاغا يحمل اسم "#kahkaha"، (قهقهة) ردا على تصريحات نائب رئيس الوزراء التركي بولنت أرينج الذي قال إن ضحك المرأة يشوه صورتها وينتقص من عفتها، لذلك دعاها إلى الكف عن ذلك، وكذلك إلى الابتعاد عن تبادل الموضوعات التافهة على الهاتف، وهجر برامج الشباب التلفزيونية التي في مجملها تتكون من وجوه ذكورية، ما قد يحدث تدهورا أخلاقيا ويؤثر على الحياة الزوجية سلبا.
وأضاف أرينج في كلمة عن "الفساد الأخلاقي"، خلال أحد اللقاءات الخاصة بعيد الفطر، أن المرأة ينبغي عليها التحلي بالحياء وخفض الرأس، وغض البصر. ومضى يقول "المرأة التي تعلم الفارق بين الحلال والحرام لن تضحك على الملأ".
وقال نائب رئيس وزراء تركيا، نقلا عن العرب اللندنية، إن "النساء يتبادلن وصفات الطعام أثناء الحديث على الهواتف المحمولة. ماذا يحدث أيضا؟ ماذا حدث لابنتها عائشة؟ متى موعد الزفاف؟ تحدثن عن هذه الأمور وجها لوجه".
ولكن نائب رئيس الوزراء التركي اعترف بالجدل الذي ستثيره تصريحاته، متوقعا أن يتساءل الأتراك: "ما هي اللغة التي يتكلمها هذا الرجل؟"، على حد تعبيره. ونشرت مئات النساء التركيات من خلال الهاشتاغ صورا تظهر ضحكاتهن، في تحد واضح للمسؤول التركي.
وبدت الشابات، مرتديات ملابس على الطراز الغربي، عاريات الرأس. وكتبت مغردة متهكمة "يمكن تمييزنا بوضوح عن النساء اللاواتي يتوافدن إلى اجتماعات حزب العدالة والتنمية بأكمامهن الطويلة وتنانيرهن إلى الكاحل". واعتبرت كلمات ارينج في سياق الحملة الانتخابية.
وفي معرض الرد على تصريحات نائب رئيس الوزراء التركي، قال أكمل الدين إحسان أوغلو مرشح المعارضة ضد رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان في الانتخابات الرئاسية المقبلة على حسابه الشخصي على تويتر "إن بلدنا يحتاج إلى ضحك النساء وضحك الجميع أكثر من أي شيء آخر".
وكان أرينج قال أيضا "على الرجل إن لم يكن فاسقا، أن يلتزم تجاه زوجته فقط، وكذلك المرأة، وأن يدرك المجتمع رجالا ونساء الفرق بين ما هو حلال وما هو حرام، بعدما سجلت الإحصائيات ارتفاع معدل عمليات الإجهاض إلى ما يقرب من 500 حالة سنويا".
وتهكم شتين إلماس، كبير مستشاري دولت بهجلي رئيس حزب الحركة القومية على حسابه على تويتر "أرينج يزعم أن تركيا في انهيار أخلاقي ولكن حزبه يحكم البلاد على مدى السنوات ال12 الماضية".
كما شاركت النائب بيرفين بولدان من حزب ديمقراطية الشعب في الاحتجاج عبر الإعلام الاجتماعي، فغردت قائلة "منذ الآن، سنجيب على جميع بيانات أرينج بالضحك".
المثير للسخرية أن أنصار الحزب الحاكم في تركيا حاولوا تبرير تصريحات المسؤول التركي رغم اعتراف الأخير أن تصريحاته ستحدث جدلا.
وقال أنصاره إن "دراسة طبية جديدة نشرتها التليغراف البريطانية أثبتت أن القهقهة بصوت عال يمكن أن تسبب خصوصا تمزق الأوعية الدموية بالقلب وبالتالي قد تتسبب في الأزمات القلبية".
وأثار التفسير سخرية واسعة. وكتب أحدهم سنخاطبهم بما يفهمون "القهقهة خارج الصلاة لا تنقض الوضوء اتفاقا، وأما في الصلاة، فقد اختلف العلماء". وقاات مغردة "القهقهة تؤدي إلى خفض ضغط الدم المرتفع".
وكانت نساء تركيا قمن في وقت سابق من هذا العام بتنظيم تظاهرات للمطالبة بحقوقهن الاجتماعية، رغم أن تركيا من أكثر الدول تقدمية من حيث حقوق المرأة. ويقول منتقدون إن "تصريحات إريك تمثل تراجعا في مجال هذه الحقوق".