قام المكوك الفضائي "ديسكوفيري" برحلته الاخيرة الثلاثاء على ظهر طائرة "بوينغ 747" معدلة خصيصا، وحلق فوق واشنطن في رحلته الوداعية هذه باتجاه المتحف الوطني للجو والفضاء بالقرب من العاصمة الفدرالية حيث سيمضي بقية ايامه. وقد أقلع مكوك "ديسكوفري" وهو أقدم المكوكات الأميركية الثلاثة المتبقية على ظهر طائرة من طراز "جامبو جيت" عدلت خصيصا لوكالة الفضاء الأميركية (الناسا) من مركز كينيدي الفضائي من قاعدة كاب كانافيرال في فلوريدا (جنوب شرق الولاياتالمتحدة). وقبل أن يحط الموكب الفضائي الخاص على احد مدرجات مطار داليس الدولي في فيرجينيا بالقرب من المركز التابع لمتحف الفضاء (مركز ستفين أودفار هايزي سنتر) حيث سيعرض المكوك، قام بالتحليق فوق معالم واشنطن الرئيسية ، لا سيما منها مبنى الكابيتول، مقر الكونغرس الأميركي. وقد حضر هذا العرض جمهور غفير يضم سياح كثر صفقوا لها تصفيقا حارا. وكانت أسقف المباني المحاذية للبيت الابيض تعج بموظفي المكاتب الذين اصطحب بعضهم أولاده للمناسبة، على ما أفاد أحد مراسلي وكالة فرانس برس. وقد تباطأت حركة السير في بعض الشوارع الرئيسية في العاصمة، إذ كان سائقون كثيرون يتوقفون لمشاهدة العرض. وفي نهاية المطاف، حطت طائرة "بوينغ 747" في مطار داليس من دون أن تواجه أي مشكلة، بعيد الساعة الثالثة من بعد الظهر بتوقيت غرينيتش، وقامت بعملية دورانخيرة لم تكن مقررة. ومن المزمع تنظيم حفل الخميس في المتحف بمناسبة وصول مكوك "ديسكوفري" بصورة رسمية. وكان المكوك قد قام برحلته المدارية الأخيرة في شباط/فبراير - آذار/مارس 2011 إلى محطة الفضاء الدولية في مهمة دامت 13 يوما. وهو أول المكوكات الثلاثة الذي احيل إلى التقاعد. أطلق مكوك "ديسكوفري" للمرة الأولى في 30 آب/أغسطس 1984 وهو قد سجل أكبر عدد من الايام على صعيد الرحلات الفضائية (352 يوما) وقطع مسافة 241 مليون كيلومتر. وهو قد نقل أيضا اكبر عدد من رواد الفضاء (246 رائدا) ووضع في المدار في العام 1990 تلسكوب "هابل" الذي كان أول تلسكوب فضائي أحدث ثورة في علم الفلك. أما المكوكان الآخران "إنديفور" و"أتلانتيس" فهما سيمضيان أيامهما الأخيرة في مركز كاليفورنيا للعلوم في لوس أنجليس (ولاية كاليفورنيا غرب الولاياتالمتحدة) وفي مركز الزوار التابع لمركز كينيدي الفضائي في فلوريدا. وسيحل مكوك "ديسكوفري" محل مكوك "إنتربرايز" وهو نموذج أولي لم يقم بأي رحلة كان معروضا في مركز أودفار هايزي وسينقل إلى متحف البحر والجو والفضاء. وهو أيضا سيحمل على ظهر طائرة "بوينغ 747" التي تستخدمها الناسا منذ إطلاق برنامج المكوكات في العام 1981. وخلال سنوات العمل الثلاثين لهذا البرنامج التي اختتمتها رحلة "أتلانتيس" في تموز/يوليو 2011، انفجر مكوكان هما "تشالنجر" في العام 1986 بعيد إطلاقه و"كولومبيا" في العام 2003 خلال عودته الى الغلاف الجوي. وقد اودت الكارثتان بحياة 13 رائد فضاء. وباتت الولاياتالمتحدة تعول الآن على المركبات الروسية من طراز "سويوز" لنقل روادها إلى محطة الفضاء الدولية، ريثما تجهز مركبة أميركية للقيام بهذه المهمة بحلول العام 2015. وتشجع الناسا من جهتها القطاع الخاص على خوض هذا المجال وتحث عدة شركات على الانضمام إلى هذا السباق. ومن المرتقب أن تكون شركة "سبايس إكس" أول شركة خاصة تقوم برحلة اختبارية لمركبة شحن تتجه إلى وكالة الفضاء الدولية في 30 نيسان/أبريل، وهي تعتزم نقل رواد فضاء في مرحلة لاحقة، شأنها في ذلك شأن شركات عدة منها "بوينغ".