فى سابقة ربما تكون الأولى من نوعها ، أن يتنازل رئيس مصرى عن نصف راتبه ونصف ثروته من والده من أجل مصر ، فى مبادرة وطنية أعلنها الرئيس "عبد الفتاح السيسى" رئيس الجمهورية ، خلال كلمته التى ألقاها فى حفل تخرج الدفعة 108 من الكلية الحربية ، كما أعلن عن رفض الموازنة التى قدمتها الحكومة ، مطالباً بإيجاد الحلول لخفض عجز الموازنة المتوقع وصوله إلى 2 تريليون جنيه. وتباينت ردود أفعال المواطنين والقوى السياسية فى الشارع المصرى حول هذا القرار الذى قابله البعض بالترحاب والبعض الآخر بالتخوف من الإجراءات المتخذة لخفض عجز الموازنة. ورصدت بوابة "الفجر" آراء أهالى محافظة الأقصر والقوى الثورية فى قرار "السيسى". وأكد "عثمان فهمى" مدرس ، أن القرار يصب فى صالح العدالة الإجتماعية ، وهو بمثابة دعوة مباشرة إلى العمل والإنتاج وإقامة دولة مدنية قائمة على العدل ، والحد من انتشار الفساد والفقر فى مؤسسات الدولة. وقالت "نهى عبد ربه" مهندسة ، أن "السيسى" قدم قدوة ومثالاً يحتذى به للحاكم العادل ، ووضع ملامح جيدة للخروج من الأزمة الإقتصادية الراهنة بالبلاد. وأبدى "فرج أبو الحجاج" عامل ، إعجابه الشديد بكلمة "السيسى" خاصة قراره برد الموازنة إلى الحكومة مرة أخرى ومحاولة خفض العجز حتى نترك لأولادنا ميراثاُ لا ديوناً ، واننا لن نستمر فى اعتمادنا على دعم أشقائنا العرب. ويرى "ناجى بولس" محاسب ، أن كلمة رئيس الجمهورية بكل ماانطوت عليه من قرارات عبرت عن مبدأ المصارحة والشفافية الذى يتبعه "السيسى" فى ادارته للدولة. وأضاف أنه فى حال تطبيق قرار الحد الأقصى على جميع القطاعات ، سيساهم فى توفير التمويل اللازم لإقرار الحد الأدنى الذى كلف الدولة 10 مليار جنيه خلال 6 أشهر. وعلى الصعيد السياسى ، حظى قرار الرئيس "عبد الفتاح السيسى" بخفض راتبه الذى يصل إلى 42 ألف جنيهاً وتبرعه بنصف ممتلكاته للدولة ، بترحيب كافة القوى السياسية بالأقصر. وعلق "شعبان هريدى" القيادى بحزب الوفد ، على هذه المبادرة التاريخية بقوله "انها مفترق طرق بين أصحاب المواقف والمصالح" ، مشيراً إلى أن "السيسى" قدم مثالاً للتضحية وبدأ بنفسه ليكون قدوة للشباب والمجتمع. وقال "أسامة شمس الدين" نائب أمين حزب التجمع بالأقصر ، أن قرار "السيسى" بالتنازل عن نصف راتبه وممتلكاته من أجل الدولة ، هو قرار لايصدر إلا من رجل يعلى مصلحة الوطن ويضعها نصب عينيه. وأوضح أن هذا القرار يعتبر رسالة مباشرة وجهها "السيسى" لرجال الأعمال المصريين فى الداخل والخارج بضرورة إنقاذ الوضع الإقتصادى بالبلاد ، وأن يتنازلوا عن جزء من ممتلكاتهم من أجل وطن آمن.