إسماعيل : العمليات الإرهابية الأخيرة فى مصر هى التى ألهمتنى فكرة الإختراع . إسماعيل : لا يوجد تكافؤ فرص فى مصر وأعلم أن الرئيس السيسى لديه رؤية جيدة لتغير ذلك وعلينا أن ننتظر .
حينما تراه وهو يتحدث تشعر بالفخر الشديد لمجرد أنك مصرى وأنك تنتمى لدوله ولادة عظماء ، وتتأكد جيدآ أن مصر لم تنجب الدكتور محمد زويل أو الدكتور مجدى يعقوب أوغيرهم وتوقفت عند ذلك وإنما تتأكد أن مصر على مر العصور سيظل يخرج من بين أحشائها من يشرفها ويرفع رأسها بين دول العالم .
فحقآ قد أخطأ من صور أن شباب مصر فى عصرنا هذا جميعهم شباب مغيب وتافه وليس على قدر المسئوليه وغير طموح وليس لديه إنتماء ووطنيه تجاه بلده ، وكثيرآ هم من يحاولون طيلة الوقت أن يظهروا الجانب السئ من شباب الوطن ونسوا تمامآ الجانب الإيجابى والمشرق من شبابنا ، فشباب مصر ليسوا جميعهم متحرشين أو مجرمين وقطاع طرق أو متعاطى مخدرات ... ألخ ، وإنما هناك الكثيرين من الشباب ممن يعشقون تراب هذا البلد ويحزنون كثيرآ على حال مصر وما تشهده من أحداث وإنتهاكات وقادرين جيدآ على إستثمار هذا الحزن النابع من وطنيتهم فى شئ يخدم الوطن ويساهم فى إصلاحه وتقدمه .
وفى إطار إهتمام "الفجر" بإبراز هذه النماذج المشرفه وتسليط الضوء عليها كان لقاءنا بالطالب إسماعيل محمد مخترع طيارة بدون طيار للمساهمه فى تطوير المنظومه الأمنيه للبلاد والذى كرمه المشير عبد الفتاح السيسى فى 20 مايو الماضى فى برنامج "فكرتى" الذى نظمته الحمله الإنتخابيه للسيسى . وكان هذا نص أول حوار صحفى للمخترع العبقرى :
عرفنا بنفسك ؟
إسمى إسماعيل محمد سيد حسين ، 21 سنه ، حصلت على دبلوم صنايع بنسبة 85% وأنا الأن أنتهيت من أداء إمتحانات نهاية العام فى أخر سنه هندسة إتصالات بمعهد المدينه العالى للهندسه والتكنولوجيا ..والدى محمد سيد حسين هو الأن محال على المعاش وكان يعمل رئيس وحدة إنتاج فى مصنع أبو يوسف لتصنيع تانكات سيارات النقل ، ووالدتى تعمل مدير عام فى وزارة الماليه ، ولى أخ واحد وهو إسلام وعمره 24 عامآ ويعمل محاسب فى مصنع فوم هاوس .
كيف جائتك فكرة الإختراع ؟
فكرة الإختراع جائتنى فى شهر يوليو الماضى بعد مشاهدتى ومتابعتى لكمية الحوادث الإرهابيه والتفجيرات التى كانت تحدث فى كل محافظات مصر وخاصة تلك اللى كانت تحدث فى سيناء وتؤلم قلب كل مصرى وطنى كان يشاهدها ، حتى أصابتنى حاله من الحزن على بلدى وحاله من اليأس الشديد لفتره حتى كرهت مجرد أنى أتابع وسائل الإعلام بكافة أشكالها لأن هذه المشاهد الإرهابيه كانت تستفزنى بشده ، وبعدها شعرت أننى لا يجب أن أستمر فى هذه الحاله أكثر من ذلك لأنه لو كل شخص منا وقف يشاهد ويتابع مايحدث فقط وظل مكتوف الأيدى دون أن يساهم بدوره فى حماية مصر فهو لايستحق أن يعيش فيها وقررت أن أوظف حالة اليأس والإحباط التى بداخلى إلى قوه إيجابيه وأنه يجب أن يوضع حد لهؤلاء الإرهابين وتلك الأحداث وأن لا نترك الفرصه لأمثالهم أن يخربوا فى مصر أكثر من ذلك .
بعدها إجتمعت بأصدقائى وهم : أحمد محمود حسن وياسر مجدى محمود وهما من نفس دفعتى بالمعهد وزياد صلاح سليم من الفرقه الثالثه وفكرنا إننا ممكن نعمل حاجه صغيره وتكلفتها بسيطه نضع بها حدآ لما يحدث حتى توصلنا لفكرة أننا نعمل طياره بدون طيار ونستخدمها فى التأمين والحرب أيضآ .
هل يمكن ان تشرح فكرة الإختراع بشكل مفصل ؟
قمنا بتنفيذ الفكره ولازلنا نقوم ببعض الأبحاث العلميه لتطويرها والنموذج الحالى لم يستوفى كامل فكرتنا بسبب عدم توافر بعض الإمكانيات الممنوعه من دخول مصر والجهات السياديه فقط هى القادرة على ذلك وفى حالة تبنى الدوله للفكره وتوفير الإمكانيات لنا نستطيع تنفيذها بكل سهوله . والفكره عباره عن طياره بدون طيار طولها متر وعرض الجناح متر و60 سم ، يتم تزويدها بأجهزة كشف مفرقعات وكشف حرارى ، والتحكم فيها مثل الطائره العاديه تمامآ فيتم تحديد لها المكان مسبقآ عن طريق الطائر الآلى ويتم التحكم فيها عن طريق (data link) ويتحكم أيضآ فى تحديد المسافه ، والتصوير بها عن طريق (video link) وتسطيع التصوير الليلى فى أصعب الظروف والأماكن كما هو الحال فى سيناء عن طريق الكاميرا الحراريه والتى تسطيع أيضآ كشف الأنفاق على بعد 8 كيلو متر تحت الأرض ، وبها جهاز لكشف المفرقعات لتحديد الأماكن الموجود بها أى متفجرات أو ماشابه ذلك عن بعد وأيضآ إستهدافها والتعامل الأمنى معها بكل سهوله ، ويمكن إستخدامها فى عدة مجالات مثل تأمين المباريات والمظاهرات والمواكب الهامه وتصوير أى شئ عند بعدوإستخدامها فى التجسس وتأمين الحدود بالإضافه إلى إستخدامها فى الحروب مثل الجيش الإلكترونى عن طريق ربطها بالقمر الصناعى العسكرى .
كم من الوقت أخذتموه فى تنفيذ هذا الإختراع وكم بلغت تكلفته ؟
قمنا بتنفيذه فى خمسة أشهر وبتكلفه مادية بلغت 12 ألف جنيه وذلك نظرآ لصعوبة توفير بعض الإمكانيات اللازمه لتنفيذ الفكره ولكن إذا تولت الدوله تنفيذ الفكره فالتكلفه لن تتخطى مبلغ 8400 جنيه لأن الإمكانيات المطلوبه متوفره ومن الممكن إحضارها من دول مثل الصين أو روسيا ونحن لدينا عروض أسعار إذا أرادت الدوله ذلك .
كيف أشتركت فى مسابقة "فكرتى" التى أطلقتها الحمله الإنتخابيه للرئيس عبد الفتاح السيسى ؟
فى البدايه وقبل مسابقة فكرتى أنا وزملائى كنا محبطين جدآ بسبب أننا لم نستطيع أن نظهر إختراعنا للنور كى تستفيد منه الدوله حتى فكرنا فى الهجره وأطلعنا أسرنا على هذا الأمر ووافقوا وكنا منتظرين شهر أكتوبر القادم حتى نقدم فى الهجره لأمريكا . وفى أحد الأيام وجدت صفحة الحمله الإنتخابيه للمرشح الرئاسى عبد الفتاح السيسى تعلن عن إطلاقها لمسابقة "فكرتى" وكانت فكرة المسابقه هى عرض لأهم عشرة مشاكل تعانى منها مصر وعلى كل متسابق أن يتقدم بفكرته لحل هذه المشكله ، وكانت العشرة مشاكل كالتالى : - ترشيد إستخدام الكهرباء (مشكلة الدعم) . - الطاقه المتجدده . - مشكلة الصحه والتأمين الصحى . - مشكلة الإختناق المرورى . - إعادة تدوير القمامه والمخلفات الصناعيه . - التعليم . - تشجيع السياحه . - المنظمومه الأمنيه . - الزراعه والرى وإستصلاح الأراضى . - العشوائيات وفوضى الباعه الجائلين .
فقمت بإبلاغ زملائى وإجتمعنا وفكرنا أحنا ممكن نحل أى من هذه المشاكل ووجدنا أننا نستطيع عن طريق إختراعنا حل 4 مشاكل من العشره وهم المنظومه الأمنيه ومشكلة التكدس المرورى و والزراعه والرى وإستصلاح الأراضى وتنشيط السياحه .
أنت قمت بشرح لوظيف إختراعك فى المنظومه الأمنيه ، فماذا عن المشاكل الثلاث الأخرى ؟
بالنسبه لمشكلة التكدس المرورى : فكرنا فى حاجه جديده ومش موجوده فى العالم غير فى أمريكا فقط وهى أن لكل منطقه وحده مروريه يتوفر بها طائرات من هذا النموذج وعلى سبيل المثال 5 طائرات فى كل وحده مهمتهم كشف الأماكن المزدحمه ويتم عمل وحدة مراقبه ومتابعه للطائرات فى كل وحده مروريه ويتم عمل محطه إذاعيه فى الراديو خاصه بكل منطقه لتعريف المواطنين بالأماكن المزدحمه وتوجيههم لأماكن أخرى أفضل بالإضافة إلى إمكانية وضعها فى إشارات المرور للتصوير والمراقبة وبالطبع لن أضع فى كل إشاره طائرة لكن من الممكن جعلها تتفقد الإشارات المرورية ، وفى المستقبل من الممكن أن نجعل فى كل إشارة مرورية طائرة خاصة وأنها غير مكلفة .
وعن الزراعه والرى وإستصلاح الأراضى : يوجد فى كل منطقه مركز مسئول عن الزراعه من الممكن أن يستخدم الطائره بدلآ من السياره لإستطلاع الأراضى الزراعيه وتصويرها وكشف مساحة الأرض عن طريق الكاميرا الموجوده بها ومراقبة المحاصيل الزراعيه ومواصفاتها وإذا كانت الأرض تم تجريفها أم لا ورش المبيدات وأيضآ أخذ عينة من التربة لتحليلها لإستصلاح الأرض أو مثلآ مراقبة التعديات والبناء على الأراضى الزراعيه .
وعن تنشيط السياحه : توجد تجربه جيده فى ذلك فى أستراليا حيث تم وضع هرم زجاجى على مسرح بداخله والطائره تحلق أعلاه لعمل إضاءات ملونه لجذب السياحه أو تسطيع عمل خطوط من الدخان فى السماء أو حمل أعلام الدول وهكذا .
وماذا فعلتوا بعد ذلك ؟
بعد ذلك قدمنا فى المسابقه وإستمررنا أسبوعين فى التجهيز لشرح الفكره وعرضها على المسابقه وأتفقنا على أن أتقدم أنا للمسابقه على إعتبار أننى صاحب فكرة الإختراع .
إشترك فى مسابقة "فكرتى" 2000 شاب لعرض حلول للمشاكل الموضحه وفى التصفيات وصل العدد إلى 838 متسابق ، وفى مشكلة الأمن كان متقدم 75 متسابق لحلها ، ثم وصلنا فى التصفيات النهائيه إلى 30 متسابق فقط بمعدل 3 متسابقين لكل مشكله من العشرة مشاكل المطروحه ، وبعد أن عرضت الفكره لحل المشاكل الأربعه قالوا لى أنهم يريدوننى فى حل المنظومة الأمنية فقط . وفى يوم المسابقة ناقشنى فى الإختراع متخصصين فى الشئون الأمنية من جهات سيادية فى الدولة وكان الوقت المحدد للمناقشة هو 30 دقيقة فيما أستمرت مناقشتى لمدة ساعتين ونصف فى حين أن المتسابقين الأخرين لم يستمرين فى المناقشة أكثر من عشرة دقائق .
وفى نفس اليوم إتصلت بى الحملة وأخبرونى أننى فزت فى مشكلة المنظومة الأمنية على المتسابقين الأخرين وطلبوا منى إحضار صورة من بطاقة الرقم القومى وصورة شخصية ، ويوم 20 مايو الماضى إلتقينا نحن الثلاثون متسابق بالمشير السيسى ولكنه كرم العشرة الأوائل الفائزين فقط وأهدانا ميدالية الحملة ورمز النجمة وكان ودودآ معنا إلى حد كبير .
وقبل إجراء الإنتخابات الرئاسيه بأسبوع واحد إجتمع بنا الدكتور حازم عبد العظيم وزير الإتصالات الأسبق وكان رئيس لجنة الشباب فى حملة الرئيس السيسى وأبلغنا بوعد من الرئيس السيسى بالإهتمام بنا وإعطائنا الفرصة فى خدمة البلد وأنه فى حالة فوزه فى السباق الرئاسى سيتواصل معنا ويجتمع بنا وأنها لن تكون وعود إنتخابات فقط .
وأحضر لنا د/حازم عبد العظيم فى الإجتماع متخصصين من مايكروسوفت لمعاونتنا فى الإختراع . وبعد ذلك علمت بأن د/عبد العظيم سافر دبى وهو الذى كان يمثل همزة الوصل بيننا وبين الحملة . وبالأمس قمت بالإتصال الدكتور محمد الصيرفى وهو أحد أعضاء الحملة الإنتخابية للرئيس السيسى وقال لى أن الرئيس مشغول الأن بإختيار الفريق الرئاسى للعمل معه ، , وأكد لى أنها لن تكون وعود إنتخابية فقط وطلب منى أن أنتظر فالرئيس لم يكمل عشرة أيام فى منصبه .
وماذا تريد أن تفعل الفترة القادمة ؟
أنا وزملائى نستطيع أن ننفذ إختراعنا فى أقل من شهر إذا توفرت لنا الإمكانيات ، لكننا قررنا الإنتظار حتى أكتوبر القادم حتى نرى رؤية الرئيس السيسى فى إدارة البلاد وإذا وجدناها لم تختلف عن الأنظمة السابقة سوف نهاجر لأمريكا على الفور لأننا لن نستطيع العيش فى بلد لا يوجد بها أى عدالة إجتماعية أو تكافؤ فرص حيث يوجد الكثير ممن ليس لديهم أدنى مستوى من الخبرة والكفاءة فى مناصب لا يستحقونها فى حين أنه يوجد الكثير من الكوادر على قدر كبير من الكفاءة ولا ينقصهم سوى الفرصة لإظهار هذه الكفاءة والإدارة الحاكمة فى مصر لا تقدرهم والمشكلة هنا ليست فى أن هؤلاء فى مواقع لا يستحقونها فحسب وإنما فى أن مصر محرومة من إمكانيات وكفاءات أخرى تستطيع جيدآ النهوض بها حتى تصبح من الدول المتقدمة بالإضافة إلى أننا لازلنا نقوم بالعديد من الأبحاث العلمية لتطوير الإختراع ونريد من الدولة معاونتنا وتوفير الإمكانيات لذلك .
كلمة أخيرة :
أريد أن أتقدم بالشكر لوالدى ووالدتى الذين لهم كل الفضل فى ماوصلت إليه وما سأصل إليه أيضآ فى المستقبل إن شاء الله كما أتوجه بالشكر لأساتذتى بقسم هندسة الإتصالات بمعهد المدينة العالى للهندسة والتكنولوجيا ومدير المعهد والسادة الوكلاء .
كما أريد أن أوجه كلمة لسيادة الرئيس السيسى : نحن نعلم جيدآ أن سيادتك تمتلك رؤية مختلفة تمامآ عن الأنظمة السابقة فى مصر للنهوض بها من أزماتها لرفعتها وتقدمها وسننتظر ولكننا لن ننتظر كثيرآ فى دولة نتمنى نحن الشباب أن نوظف كل طاقتنا وجهدنا وفكرنا فى خدمتها وقيادتها لا تريد لها ذلك .