بدأ البث الإذاعي في مصر في عشرينات القرن العشرين وكانت عبارة عن إذاعات أهلية, وبدأ بث الإذاعة الحكومية المصرية في 31 مايو 1934بالإتفاق مع شركة ماركوني, وتم تمصيرها في عام 1947 وإلغاء العقد مع شركة ماركوني, كان عدد محطات الإذاعة المصرية في بدايتها أربع محطات حتي وصلت الآن إلي عشر محطات . «وطبقاً للاتفاقيات الدولية يحق لهواة اللاسلكى إنشاء محطات إذاعية أهلية فى القاهرة والإسكندرية» هكذا استقبل هواة اللعب بموجات الأثير المرسوم الملكى الصادر فى 10 مايو 1926 ليتيح الفرصة واسعة أمام الأفراد كى يطلقوا إذاعاتهم الخاصة، من بين هؤلاء «رنى»، العاشق اليونانى الذى استغل القرار كى يبث لحبيبته الإيطالية «ريتا» أغانى الحب ورسائل الغرام عبر راديو «مجازين إجيبسيان» ومقرها ناصية شارعى ثروت وشامبليون. لتنتشر من بعدها المحطات الأهلية ومنها محطة إذاعة مصر الجديدة عام 1927، ومحطة راديو سابا عام 1929، ومحطة راديو فاروق (ولى العهد والأمير والمحبوب) عام 1932، وفؤاد، وفيولا، والقاهرة، والأميرة فوزية.
خمسون جنيهاً، مبلغ كبير لكنه لم يكن كثيراً لتأسيس إذاعة لا يتجاوز نطاقها الحى الموجودة فيه، مع ذلك أقبل بعض الهواة القادرين على شرائها وأنشأوا محطات إذاعية فى الأحياء التى يسكنونها كإذاعة حى شبرا وثانية لحى الزمالك وثالثة لحى بولاق فى القاهرة، لم تكد تلك الإذاعات ترى النور حتى عاجلها قرار حكومى يوم 29 مايو 1934 بإغلاق كافة الإذاعات الأهلية ليبدأ بث الإذاعة الرسمية يوم 31 مايو. لم تختف الإذاعات الأهلية تماماً، فمع ظهور الإنترنت وجدت تلك الإذاعات متنفساً فى العالم الافتراضى، وكما نشأت غنائية عاطفية انتهت إلى ذلك أيضاً مع بعض التغييرات، «جرامافون»، و«مدينة البط»، «بنسكافيه»، «حريتنا»، «ترام»، بعض من إذاعات كثيرة أصبحت تجد لنفسها متنفساً فى العالم الافتراضى، محتفية بأسلافها من الإذاعات الأهلية المنتهية.
«الإذاعات الأهلية احتياج، مش رفاهية» قالها صفوت ربيع، القائم على راديو بنسكافيه فى بنى سويف، http://www.bnscafe.com/ مشيراً إلى أن أهل المحافظات البعيدة عن العاصمة فى حاجة دائمة إلى توصيل صوتهم بأى طريقة: «محتاجين لإذاعات محلية، عندنا فى بنى سويف، الناس مش قادرة توصل صوتها، محتاجين حاجة شبههم تفهمهم أكتر، مهما كانت الإذاعات الرسمية وحتى الخاصة مش هاتلبى احتياجات مناطق كتير زى الإذاعات الأهلية».
يتمنى «صفوت» لو أن الدولة تعود لمنح الإذاعات الأهلية تراخيص تحصل بموجبها على ترددات راديو: «إحنا هدفنا المواطن البسيط، والإنترنت مش مكانهم، اللى بيوصلنا الشباب بس، إنما جزء كبير من الجمهور المستهدف مش بنوصل له، حاولنا نروح مجلس الوزراء ونشوف إمكانية استصدار تصاريح لكن ده شبه مستحيل» حظى «صفوت» ورفاقه بالرفض لأكثر من مرة، والتبرير كان: «أسباب أمنية»، لكن صفوت لا يراه سبباً وجيهاً: «لينا زمايل فى الأردن وفلسطين، والمغرب، واليمن، بدأوا على الإنترنت وحصلوا على ترددات بعد فترة، مصر الدولة الوحيدة اللى فيها التعنت بالشكل ده من غير سبب».