دم المخرج الاميركي وودي الن الجمعة في روما فيلمه الاخير "تو روم ويذ لاف" (الى روما مع حبي) الذي يقوم ببطولته الى جانب اليك بولدوين وبينيلوبي كروث وروبرتو بينيني مشعلا في العاصمة الايطالية مجددا، بعضا من الحمى التي كانت تطغى على المدينة الابدية. وقال السينمائي الاميركي البالغ السادسة والسبعين بعد تقديم فيلمه في عرض اول عالمي "لقد ترعرت مع السينما الايطالية". واعرب عن سروره الكبير للتصوير في روما التي يزورها في كل صيف تقريبا لعزف الكلارينيت مع فرقة الجاز التي اسسها، موضحا "خلافا للندن او باريس اللتين يمكن لاميركي ان يفهمها، فان لروما طابعا غريبا ونمط الحياة فيها مختلف تماما وكذلك الالوان". والعمل الاخير للمخرج النيويوركي الكبير يستعيد في اربعة اقسام متتالية مجموعة من الاميركيين والايطاليين و"حياتهم العاطفية ومغامراتهم واوضاع صعبة مختلفة يمرون بها" على ما جاء في كتيب الفيلم الرسمي. روبيرتو بينيني الذي اشتهر عالميا بفضل الفيلم "الحياة جميلة" (لا فيتا ايه بيلا) حول المحرقة (ثلاث جوائز اوسكار، العام 1998) يمثل في فيلم وودي آلن دور رجل عادي يظن صائدو الصور خطأ انه نجم ويروحون يطاردونه في كل زاويا حياته الشخصية. ويأتي فيلم "تو روم ويذ لاف" مباشرة بعد عمل كرم فيه وودي آلن عاصمة اوروبية كبيرة اخرى وهو "ميدنايت ان باريس" الذي شكل اكبر نجاح شعبي للمخرج الاميركي حتى الان. وهو يروي فيه رحلة متخيلة في باريس الثلاثينات لكاتب سيناريو هوليوودي تخونه مخيلته. ورأى المعبجون بووي آلن في فيلمه الباريسي مؤشرات الى تجدد ابداعي لدى المخرج صاحب افلام مرجعية في السبعينات مثل "آني هال" و"منهاتن" وهي افلام كوميدية تتناول الاخلاق مع خلفية تحليل نفسي. وودي آلن واسمه الاصلي آلن ستيوارت كونيغزبرغ ولد في الاول من كانون الاول/ديسمبر 1935 في عائلة من المهاجرين اليهود في نيويورك وامضى جزءا كبيرا من طفولته في بروكلين وحيدا في غرفته يتدرب على ضروب سحر وعلى عزف الكلارينيت. وفي سن التاسعة عشرة كان وراء عدة برامج تلفزيونية قبل ان ينتقل الى السينما مع مشاركته في فيلم "واتس نيو بوسيكات؟". وقد اخرج خلال مسيرته الفنية الزاخرة والمتواصلة منذ اكثر من نصف قرن اكثر من اربعين فيلما. وبفضل عمله، تأمل مدينة روما مع مزيج الاثار القديمة والواجهات الباروكية التي تتميز بها ان تستعيد شيئا من مجدها الغابر عندما كانت العاصمة الايطالية تشكل مسرحا لتحف فنية سينمائية مثل "لا دولتشي فيتا" (1960) و"رومان هوليداي" (1953). وقد اثار تصوير الفيلم الصيف الماضي في مواقع شهيرة مثل ساحة اسبانيا والكولوسيوم وفيا فينيتو حماسة صائدي الصور التي ذكرت بايام "الحياة العذبة" عندما كان بالامكان رؤية اودري هيبورن او غريغوري بيك على رصيف احد المقاهي. وكان "صائدو الصور" هؤلاء في المطار مساء الخميس عند وصول بينيلوبي كروث وطفلها وجيسي اينزبرغ (ذي سوشال نيتوورك) احد الممثلين الرئيسيين في الفيلم ايضا.