قد تظنّ أنّ الحمّام هو من أكثر الأمكنة التي يمكن أن تنمو فيها البكتيريا، إلّا أنه، وتوضيحاً لهذا الاعتقاد الخاطئ، فإن الجراثيم تحيطك في كلّ مكان تتواجد فيه، خصوصاً في العمل. أجل، فإن كنت تظنّ أنك مريض ومتعب جرّاء العمل، فقد يكون صحيحاً أن هذا الأخير يجعلك بالفعل في حالة صحّية رديئة، لأنّ الجراثيم لا تجعل الإنسان مريضاً فحسب، إنما أيضاً تؤدي إلى استنزاف إنتاجيته، لأنها موجودة على أسطح جميع الأشياء التي تلامسها أثناء عملك: بدءاً من طاولة المكتب، مروراً بالكرسي، ووصولاً إلى الهاتف والفاكس، وغيرها من الأدوات التي تستخدمها. تقدّر مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أنّ أكثر من 80 في المئة من العدوى تنتشر من خلال احتكاك اليَد بالأسطح الملوّثة والاتصال المباشر بالإنسان. وفي ما يلي أكثر الأدوات التي تنمو عليها الجراثيم:
- الهواتف: وفق العلماء فإنّ هواتف المكاتب قد تحتوي على أكثر من 25000 جرثومة لكلّ بوصة مربّعة. ولتفاديها، لا بد من تنظيف السمّاعة وأزرار الأرقام بواسطة مناديل التعقيم وبشكل دوري خلال اليوم.
- أزرار المصعد الكهربائي: إن آلاف الأشخاص يستخدمون المصعد يومياً. لذا، وبَدلَ استخدام إصبعك، اكبس الزرّ بواسطة الكوع أو المفصل.
- لوحة مفاتيح الكمبيوتر (Keyboard): لقد أظهرت الأبحاث أنها قد تضمّ 200 مرّة بكتيريا أكثر مقارنة بمقعد المرحاض. وإن استخدام مناديل التطهير التي تعمل على إزالة الأوساخ والغبار والملوثات البيولوجية، تُعد فعّالة لتنظيف لوحة مفاتيح الكمبيوتر. لكن، وبما أنّ الأدوات المبلّلة قد تؤثّر في وظائف لوحة المفاتيح، فلا بد من مراجعة قسم تكنولوجيا المعلومات لتحديد النوع المثالي.
- الحمّامات: كلّ منّا يدرك جيداً أنّ الحمامات تُعد من أكثر الأمكنة المكتظة بالجراثيم على الإطلاق، وهي تهدّد الانسان ببكتيريا ال E.Coli وسموم البراز الموجود تقريباً على جميع أسطح الحمامات، بما فيها مقابض الأبواب والحنفية. ولتفادي التقاط هذه البكتيريا المضرّة، لا بد من استخدام ورقة محارم عند استخدام الحنفيات والأبواب.
أما الخطوات العامّة التي لا بد من التمسّك بها يومياً، فهي:
- استخدام مطهّر لليدين ووضعه على المكتب. ومن المهمّ جداً استخدامه مرّات عديدة في اليوم، ومن المستحسن أن تقدّمه لزملائك وتتفادى الاختلاط مع الذين يعانون نزلات البرد والانفلونزا إلى حين التخلّص منها.
- تنظيف المكتب والأدوات المتواجدة عليه يومياً بواسطة مناديل مضادة للجراثيم. فحتى لو كنت الوحيد الذي يستخدم هذا المكتب والأغراض المتواجدة عليه، من الضروري تنظيفها بانتظام للقضاء نهائياً على الجراثيم. أمّا إذا كنت تستخدم أدوات أخرى متواجدة في مكان العمل، وليس بالضرورة على مكتبك، مثل آلة النسخ والفاكس وآلة القهوة ومقابض الأبواب، فيُستحسن تنظيفها من الجراثيم أو غسل اليدين مباشرة بعد استخدامها.
- أعط الزبائن أقلاماً أخرى غير تلك التي تستخدمها عادة، لأنه من الضروريّ إبقاء أغراضك لك فقط.
- الامتناع عن وضع القلم وغيره من الأدوات في فمك.
- غسل اليدين مرّات متعدّدة خلال اليوم وبطريقة جيّدة، خصوصاً بعد دخول الحمام. استخدم الصابون مع مياه ساخنة، وافرك يديك وما بين الأصابع مدة 20 ثانية على أقلّ تقدير، بغية القضاء على مختلف الجراثيم.
- استخدم كوعك في كل مرّة تسعل فيها أو تعطس. فمن خلال تفادي تلوّث اليدين، تساعد على مَنع تفشّي الجراثيم. فالكوع لديه مساحة أكبر لامتصاص الجراثيم بَدل اليد.
- البقاء في المنزل في حال معاناة المرض: حتى لو كان الحضور إلزامياً، من الضروري تفادي الاحتكاك مع زملائك كي لا تنتقل العدوى إليهم. وبذلك، فإنك لا تساعد فقط على منع تفشّي الانفلونزا، إنما أيضاً تقدّم لجسمك هدية بالغة الأهمية بما أنك بذلك تمنحه فرصة للشفاء أسرع. وبهذه الطريقة ستتخلّص من مرضك خلال أيّام قليلة، لترجع إلى عملك بحماس ونشاط شديدين.
إذاً، إن الخطوة المثالية التي يمكن اتباعها من أجل الوقاية من تفشّي الجراثيم والأمراض التي تحملها، تَكمُن في تنظيف اليدين بشكل جيّد وبانتظام. صحيح أن الجراثيم تنمو في كلّ مكان وتحيط بنا أينما تواجدنا، إلّا أن تطبيق الخطوات المذكورة يساعد بشكل فعّال على تقليص التعرّض لها، وبالتالي تفادي انتشار العدوى.