مساعد وزير الخارجية السابق: اختيار بيكروفت نابع من معرفته الجيدة بالمنطقة العربية
نبيل ذكي: تعيين سفير جديد للولايات المتحدة هو اعتراف بالأمر الواقع
قبل ثلاثة أسابيع من إجراء الانتخابات الرئاسية، أعلنت الولاياتالمتحدةالأمريكية أن السفير الأمريكي الجديد في مصر هو "روبرت ستيفن بيكروفت", بعد موافقة الحكومة المصرية على الترشيح وفقا للقواعد الدبلوماسية خلفا ل "آن باترسون" السفيرة الأمريكية السابقة التي غادرت مصر في 30 أغسطس من العام الماضي.
كانت "آن باترسون" قد غادرت مصر بعد انقضاء أقصى مدة عمل لها كسفيرة في أي دولة " 26 شهرا " فى ظل توتر بين مصر وأمريكا بعد فض اعتصامي رابعة والنهضة, وهو ما تمثل في عدد من الإجراءات مثل إيقاف توريد 4 طائرات من طراز (f-16) المفترض تسليمها في أغسطس الماضي، بالإضافة إلى إلغاء مناورات "النجم الساطع" في مصر وإيقاف المعونات الاقتصادية في أغسطس الماضي المقدرة ب250 مليون دولار.
ويأتي ترشح "بيكروفت" بعد تحسن العلاقة بين أمريكا ومصر، والتي أشار لها نبيل فهمي، وزير الخارجية, في حديثه الأخير عن زيارته لأمريكا بجانب إرسال عدد من طائرات من طراز "أباتشي"، التي قال كيري إنها لمواجهة التطرف في مصر.
ويعد روبرت بيكروفت القادم من العراق للعمل في مصر إحدى الدبلوماسيين المخضرمين الذي عمل في عدد من المناطق العربية منها سفير الولاياتالمتحدةالأمريكية في الأردن 2008-2011, وخدمته في مكتب شئون الخليج 2000-2003، بالإضافة إلى سفير الولاياتالمتحدةالأمريكية في العراق وهو عمله الحالي.
ويرى السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية السابق, أن ترشيح بيكروفت هو تعبير عن الاستقلال الوطني خاصة أن مصر رفضت ترشحين قبل ذلك منهم سفير الولاياتالمتحدة في سوريا وهو سبب تأخير تعيين سفير فى مصر وليس كما ردد البعض أن التأخير نوع من العقاب الأمريكي.
وأضاف بيومي أن اختيار بيكروفت نابع من معرفته الجيدة بالمنطقة العربية وكيفية التعامل مع المناطق الملتهبة، خاصة أنه عمل في العديد من الدول العربية ويعد من الدبلوماسيين المخضرمين.
فيما اعتبر نبيل ذكي، الكاتب المتخصص في الشئون العربية والقيادي بحزب التجمع, أن تعيين سفير جديد للولايات المتحدة هو اعتراف بالأمر الواقع بعد أن شعرت أمريكا ب"اليأس" من التغيير، موضحاً أن توقيت تعيين السفير مهم، خاصة أنه يأتي قبل إجراء الانتخابات الرئاسية، وأن أمريكا تريد متابعة العملية على قرب.
وعن بيكروفت، قال ذكي إن اختيار سفير له علاقة بالدول العربية هو أمر متعارف عليه, أما فيما يخص "بيكروفت" فهو يعبر عن وجه أمريكا "القبيح"، خاصة أن جميع الدول التي عمل بها "بيكروفت" شهدت تدخل أمريكي في السياسات الداخلية للدول التي يعمل فيها، مشيدًا بموافقة الحكومة المصرية على هذا الترشيح الذي يعد في إطار المناورات الدبلوماسية بين البلدين.
ومن المتوقع أن يتسلم "بيكروفت" عمله خلال الأسبوع القادم، كما أشار بذلك عدد من رجال الدبلوماسية المصرية.