عقدت جامعة بني سويف المؤتمر العلمي السنوي الثامن بكلية الآداب بعنوان " الحلم المصري ... التحديات والآفاق " حاضر فيه الدكتور طريف شوقي عميد كلية الآداب ورئيس المؤتمر والدكتور محمد عبد العزيز مقرر عام المؤتمر حيث حضر المؤتمر نخبة من الأساتذة والعلماء وممثلي ائتلاف الثورة والطلاب. وأكد الدكتور أمين لطفي رئيس الجامعة أن انعقاد هذا المؤتمر جاء إيمانا من مسئولية الجامعة بدورها الريادي في صياغة مستقبل مصرنا الحبيبة من خلال تخطيط استراتيجي قائم على المنهجية العلمية الشاملة القابلة للقياس، والمشتملة على مؤشرات مختلفة لقياس مدى الإنجاز، و الاستفادة من المناخ الإيجابي الذي أحدثته الثورة، بالإضافة إلى رغبة كثير من العلماء في مصر وخارجها إلي تجنيد طاقتهم لخدمة بلدهم ودعم المشروعات العلمية بها في مختلف القطاعات، الأمر الذي يعني إعمال العقول وشحذ الهمم في صياغة رؤى جديدة لمستقبل أفضل علي المستوى الوطني ، مستقبل يحررنا من قيود التخلف، ويدفع بنا إلى غد أفضل يحقق أحلامنا التي تليق بمكانتنا في التاريخ بحثا عن آفاق الحاضر وتحديات المستقبل وأكد أن مصر سوف تتقدم وتنهض بعلمائها ومفكريها وشبابها الوطني المخلص طالما كان الهدف هو التعاون والشفافية في تنمية وتطوير المؤسسات بالدولة . كما أشار إلى أن مصر في هذه الفترة تشهد العديد من التحديات والمقاومات التي تعترض وتعوق نجاح الثورة مما يسبب إطالة الفترة الانتقالية التي تمر بها البلاد فلابد من التغلب عليها وإجهاضها للبدء في البناء والنهوض على أساس من الوعي والتحضر . وأشار أيضا إلى أن التعليم قبل ثورة 25 يناير كان يتسم بالسلبية والإعداد الغير كفء للمعلم والتطور الشكلي العقيم في المناهج وسوء التنظيم الإداري فلابد من تحويل تلك الصورة بالعمل ووضع خطط فعالة لتطوير التعليم والبحث العلمي وأن الثورة خلقت روح من الحماسة لم تكن موجودة من قبل ستجعلنا قادرون على اجتياز تلك المرحلة الصعبة بتحديد الهدف والسعي الإيجابي نحو تحقيقه. وصرح الدكتور طريف شوقي رئيس المؤتمر وعميد كلية الآداب أن هذا المؤتمر يهدف إلى دراسة وتحليل التحديات التي تواجه مستقبل مصر وتحديات وتطورات المؤسسات البحثية والتنموية وتفعيل دورها فضلا عن تنمية قدرات الشخصية المصرية في ظل مجتمع المعرفة الجديد وتبادل المعارف والخبرات والممارسات الناجحة في العالم العربي والغربي في صياغة المستقبل والوقوف على المستجدات العلمية والنظرية والمفاهيم المعرفية الجديدة والاسترشاد وانجازات وكفاءات العقول التقديرية لإثراء حياتنا الثقافية والإبداعية. كما أشار أنه لابد من تفعيل وتدعيم الإنتاج الفكري وتحقيق التوافق من أجل النهوض بمؤسسات الدولة فالحضارة كانت تأتي من الجنوب إلى الشمال مما يوجهنا إلى التعاون وتبادل الثقافات البناءة . وأضاف أيضا أنه لا حياة بدون الحلم والأمل الذي نبني عليهما الطموح بالسعي لتحقيق الهدف وأن التعليم والبحث العلمي هما أساس تنمية مصر لذا لابد من تحويل الجامعة إلى جامعة باحثة للوصول إلى التميز العلمي والثقافي في جميع المجالات . وأكد الدكتور محمد عبد العزيز – مقرر عام المؤتمر أنه لابد أن يكون الحلم بقدر ما يواجهنا من تحديات حيث أننا نواجه العديد من المؤشرات التي تتطلب العمل على التغلب عليها وتغييرها ففي مجال الزراعة نجد مساحة الأراضي الزراعية بمصر 8 مليون فدان وكان نصيب الفرد منها فدان واحد وفي ظل التزايد السكاني أصبح نصيب الفرد لا يتعدى 10% من الفدان فضلا عن فقدان مصر 2 مليون فدان من تلك الأراضي بسبب التجريف . وأشار إلى أن مصر تستورد 8 مليون طن من القمح وأن لدينا فجوة غذائية بنسبة 70% من القمح والفول مما ينقص من ميزانية الدولة 200 مليار جنيه سنويا مخصصة لاستيراد المواد والحبوب الغذائية . وأشار أيضا إلى أن معدلات البطالة في مصر وصلت إلى 40% كما أن نسبة الأمية وصلت إلى 60% وأن المرأة ما زالت لا تمثل سوى 2% من البرلمان المصري رغم أنها نصف المجتمع. وأضاف أن الفقر في مصر ليس مؤشرا لنقص الموارد بل لنقص الضمائر والذمم وأن مصر تستهلك ثلث ميزانية الدولة في سداد الديون الداخلية والخارجية ، فلابد من مواجهة هذه التحديات والتغلب عليها بوضع خطة تنموية قائمة على التعاون والتوافق . وعلى هامش المؤتمر تم عقد مائدة مستديرة بعنوان " حلمي إلى مصر " برئاسة الدكتور طريف شوقي رئيس المؤتمر حيث حاضر فيها كلا من الدكتورعصام خليفة الخبير الدولي للتنمية البشرية والدكتور سيد رشاد مدير تحرير جريدة الأهرام العربي والأستاذ عادل ربيعة المتحدث باسم ائتلاف شباب الثورة . أكد الدكتور عصام خليفة الخبير الدولي للتنمية البشرية أنه لابد من إعادة بناء الإنسان المصري من خلال التعليم والتغيير السريع لهذه الفترة والقائم على التغيير المؤسسي وأن الشعب المصري لابد من أن يخرج من دائرة الافتراض وإعادة بناء الثقة بينه وبين مؤسسات الدولة بكافة فروعها بمنظور واعي قائم على الشفافية والصدق وأنه لابد من وضع هدف مشترك حيث أن لكل فرد دور نحو النهوض بالدولة وبنائها . وأكد الأستاذ عادل ربيعة – المتحدث باسم ائتلاف شباب الثورة أنه لابد من تحقيق الحلم العربي وليس الحلم المصري فحسب من خلال الوحدة العربية القائمة على اتحاد الشعوب والفكر والثقافة العربية .