أحمد فتحي الدسوقي عمال المعمار: المعاش والتأمين الصحي وتحديد الأجر أهم مطالبنا من الرئيس الجديد الباعة الجائلون: الدولة تحاربنا فى أرزاقنا وعايزين سوق يرحمنا من المحاضر النقابة المستقلة: حكومات سنوات الثورة فشلت فى حل مشاكل العمالة الغير مستقرة محافظ بني سويف: سوق مجمع للباعة الجائلين وطفرة كبيرة في أجور عمال المعمارالفترة المقبلة
فى هذا اليوم من كل عام تحتفل الدولة ب"عيدالعمال"، ودائماً ما يقتصر الإحتفال على كلمة عبر التليفزيون لقائد الدولة أو رئيسها يهنئ فيه العمال بعيدهم، ويؤكد لهم على تلبية مطالبهم التى ينادون بها منذ عشرات السنين، وهم ينادون بعبارات تعودت أذاننا عليها فى مثل هذا اليوم، كانت أشهرها عبارة "المنحة ياريس" والتى نتذكرها مع إحتفالات العمال، كل هذا والقيادة السياسية والتنفيذية فى الدولة تتعامل مع العمال على أساس أنهم هم من فى المصالح الحكومية ومصانع وشركات القطاع الخاص، فى تجاهل تام لشريحة أخرى من العاملين يتعدى المنتمين لها بالملايين، تتجاهلهم الدولة بداية منذ عهد عبدالناصر وحتى "عدلى منصور" بالأمس لم نرى أحدهم يذكر "عمال المعمار أو الباعة الجائلين" على سبيل المثال فى كلمته، بالطبع لا فالجميع يتجاهل هؤلاء البسطاء ويذكر فقط من ينظمون الإضرابات والوقفات الإحتجاجية لتلبية مطالبهم الفئوية.
كاميرا "الفجر" فى بني سويف ذهبت إلى هؤلاء فى أماكن عملهم، لسماعهم وكيف يرون إحتفالات عيد العمال، ومطالب هؤلاء من الرئيس القادم بعد ثورتين كان أول أهدافهم "العيش والعدالة الإجتماعية".
يقول عم إبراهيم عبدالروؤف أحد عمال اليومية فى مهنة المعمار، "عمرى الآن 47 سنة وخلال فترة عملى لم أجد من مسئولى البلد سوي التجاهل، على الرغم من أننا من يبني ويعمر، ومع ذلك تجاهلت الدولة مطالبنا البسيطة ك"التأمين الصحي"، وتحديد حد أدنى لأجر العامل حتى لا يضيع عرقه تحت ضغط صاحب عمل لا يستيقظ ضميره قط"، وعن عيد العمال يقول عم إبراهيم، "لا أعرف سوى فيلم "الأيدي الناعمة"لأحمد مظهر وصباح".
ويضيف عصام جابر، عامل بناء، "نحن لا نحمل الدولة أى أعباء ولا أى تأمينات، ومع ذلك تستنزف الدولة أموالنا التى نعرق فيها، فى صورة رسوم إستخراج ترخيص المزاولة أو شهادات الخبرة أو تصريح سفر أو رسم مغادرة، نفكر أن نترك لهم الجمل بما حمل ونبحث عن أرزاقنا فى بلاد الله الواسعة، ومع ذلك ترغب الدولة فى إستنفازنا وإستغلالنا حتى أخر لحظة، مهنتنا الأصعب والأكثر مشقة على الإطلاق ومع ذلك لم نجد من الدولة التى نبنيها على أكتافنا سوي التجاهل والحرب على الأرزاق".
توجهنا لمنطقة محى الدين بمدينة بني سويف، وسمعنا إنطباع الباعة الجائلين عن عيدالعمال ومطالبهم من الرئيس الجديد، فى البداية يقول على سعودى بائع ملابس، "بنعرف أن عيد العمال جاء لما نلاقي الشوارع فاضية ونسأل نعرف أن النهاردة إجازة عيدالعمال، وتمنى "على" من الرئيس الجديد أن يتقى الله فى شعبه ويشعر بحال المطحونين أمثالنا وأن يحافظ على حق شعبه ولا يقوم بنهبه على حد تعبيره.
وأضاف "سيد كامل بائع أدوات منزلية"، أن "العمال المستريحين على المكاتب فى التكييف هم من يستفيدون من هذا العيد، ونحن لنا الله فى هذه البلد التى تحاربنا فى أرزاقنا، دون توفير البديل، مضيفاً: يجب على الرئيس الجديد أن يراعى ظروف البائع المتجول وأن يقيم له سوقًا حضاريًا يستطيع البيع فيه بقيمة إيجارية رمزية ليرفع من مستوى البائع .
ومن ناحية أخرى، قال الحاج "على محمد سيد مسئول نقابة العمال المستقلة ببني سويف"، إن العمال فقدوا الكثير من حقوقهم فى عهد الحكومات التى أعقبت ثورة 25 يناير، لافتاً إلى أن هناك العديد من المصانع أغلقت أبوابها بسبب الأزمات المختلفة، ولم تتحرك الحكومة من أجل إعادة تشغيلها حتى الآن.
وأكد مسئول النقابة، أن الحكومات المتعاقبة فشلت فى إصلاح العديد من الملفات وفى مقدمتها ملف العمال الذين لا يجدون من يدافع عنهم بل تجاهلتهم وأهتمت بالسياسة وتناست حقوق العمال، مطالباً الرئيس الجديد بالنظر إلى حقوق العمال وخاصة العمالة غير المستقرة ك"اليومية والباعة الجائلين"، وأن يسعي الرئيس لتفعيل دور النقابة، وأن تشملهم مظلة التأمين الصحي، وتوفير معاش ضمان إجتماعي يعينهم فى حالات المرض والعجز وعدم القدرة على ممارسة عملهم الشاق، وتوفير أسواق متجمعات رسمية للباعة الجائلين.
ومن جانبه، قال المستشار مجدي البتيتي محافظ بني سويف، إن المحافظة تدرس إنشاء سوق كبير يضم الباعة الجائلين فى كل مركز، لمساعدتهم على توفيق أوضاعهم، مشيراً إلى أن الفترة القادمة ستشهد طفرة فى أجور عمال المعمار، لما ستشهده المحافظة من إنشاءات ستبدأ بالوحدات السكنية للإسكان الإجتماعي، وأوضح "البتيتي" أن بني سويف أصبحت موجودة وبقوة على الخريطة الاستثمارية، وستشهد المرحلة القادمة توفير فرص عمل لشباب الخريجين، فى ظل التيسيرات التى تقدمها المحافظة للمستثمرين، لأن الإستثمار أصبح هو السبيل الوحيد لمحاربة البطالة وتوفير فرص عمل للشباب .