نحن نستنشق الهواء بكل ما يحتويه من غازات أخرى لنستخلص منه فى النهاية الأكسجين فقط، إذن لماذا لا نستنشق الماء الذى يحتوى على الأكسجين أيضا ونستخلصه منه مثلما نفعل مع الهواء؟، قد تجد سؤالا "لماذا لا نستنشق الماء؟" . إلا أن الحقيقة العلمية وراء ذلك تكمن فى العمليات الكيميائية التى تحدث بين ذرات الأكسجين والهيدروجين فى الماء، فكل تفاعل كيميائى من المفترض أنه يخرج لنا مركبات لا تتعلق نهائيا بخصائص الذرات الأصلية التى تكونت منها تلك المركبات.
فعلى سبيل المثال عندما تتفاعل ذرات الكربون والهيدروجين والأكسجين معا يخرج لنا "الجلوكوز" "C6H12O6"، و إذا تفاعلت نفس الذرات معاً لكن بطريقة وروابط أخرى يخرج لنا ال"خل" "C2H4O2"، وإذا تفاعلوا بشكل آخر محدثين روابط أخرى، أخرجوا لنا "الأثينول" "C2H5OH".
أما عنا فنحن لا نستطيع استنشاق السوائل، أو "الماء" الذى ينتج عن تفاعل ذرة أكسجين مع ذرتى هيدروجين، والحقيقة الثانية هو أن استهلاكنا للأكسجين يكون أكبر من الأسماك لأنها باردة الدماء، والهواء يوفر لنا هذه الكمية الكبيرة من الأكسجين سهل الفصل على عكس المياه.
إلا أنه تجرى الآن بعض التجارب التى تمكن الإنسان من استنشاق بعض السوائل، وطالما أن المشكلة كلها تكمن فى فصل الأكسجين وكميته، استخدم الباحثون سائل "الفلوريد"، الذى يمكن لرئة الإنسان فصل الأكسجين منه واستخراج الكميات المتناسبة مع استهلاكه اليومى، وهذا وفقا لما ذكره الباحثون بقناة "Brain Stuff".