وكالات في رواق طويل أقرب إلى ساحة ألعاب الفيديو أكثر منه لقاعدة عسكرية، تجري قوات الأمن التابعة لحماس تدريبات رماية باستخدام بنادق آلية مجهزة بالليزر، لكن دون إطلاق رصاصة واحدة.
بالنسبة لحكومة حماس، التي تعاني ضائقة مالية، يمثل هذا النظام وسيلة تلغي الحاجة إلى التدريب بالذخيرة الحية غير المتوفرة في غزة. كما تقول حماس أيضاً إن فرص لفت المنشأة الداخلية الهادئة لأنظار الجيش الإسرائيلي أقل من ميادين الرماية المفتوحة التي استهدفتها طائراته مراراً.
وقال نائب مدير إدارة التدريب في وزارة الداخلية التابعة لحماس عبد الله قرموط إن مراكز الحركة التدريبية تستهدف طوال الوقت من قبل الاحتلال، كما أن الوسيلة الجديدة توفر المال والوقت اللازمين لنقل الضباط إلى معسكرات التدريب لإطلاق الذخيرة الحية.
وتابع قرموط بأن حماس طورت ميدان الرماية الإلكتروني باستخدام تقنيات محلية، فبنادق الكلاشينكوف معدلة ومجهزة ببرامج صممها مبرمجو حماس، بحيث تطلق أشعة ليزر خضراء على أهدافها التي تحاكي صوت البندقية الآلية الحقيقي عندما تحدث إصابة مباشرة.
ويعد الإجراء الجديد أحدث مؤشر على الأزمة المالية التي تواجهها حماس التي تعاني من أسوأ نقص في المال والذخيرة منذ وصلت إلى السلطة في غزة عام 2007، خصوصاً مع تدمير شبكة الأنفاق، التي كانت مصدراً هاماً للإيرادات الضريبية وطريقاً رئيسياً للحصول على السلاح.
وأوضح الخبير في شؤون الجماعات الفلسطينية المسلحة في جامعة الأمة بغزة عدنان أبو عمر إن أسعار بعض الأسلحة تضاعفت تقريباً في الشهور الأخيرة، بينما ارتفع سعر الذخيرة ثلاثة أضعاف، مؤكداً أن النتيجة الأبرز لهدم الأنفاق هي ندرة السلاح والذخيرة والمتفجرات.
ويبلغ طول ميدان الرماية الداخلي نحو 40 متراً، ويقع في مقر إدارة التدريب في وزارة الداخلية، ولا يسع إلا لضابطين في كل مرة.
وقال قرموط إن 1700 رجل استخدموا الموقع وتدرس حماس إنشاء مواقع إضافية.
من جهته، قال الضابط في شرطة حماس محمد ديبو (22 عاماً): "هذا أمر رائع بالنسبة لي. يمكنني قضاء مزيد من الوقت في التدريب وإطلاق النار كيفما أشاء دون أن أقلق على حد للرصاص".
وقال ديبو إن إحساسه بالسلاح يكاد لا يختلف عن البندقية الحقيقية، إلا أنه شعر ب"اختلاف طفيف" في الارتداد، مضيفاً "الأمر الطيب هو أنك تستطيع التوجه إلى القاعة في أي وقت وتبدأ في التدرب.. بالذخيرة الحية تحتاج إلى الانتقال إلى مواقع والتأكد من عدم وجود أي تهديد من جانب الاحتلال".