اشتبكت قوات سورية تدعمها الدبابات مع مقاتلي المعارضة اليوم الجمعة قبل أربعة أيام فقط من موعد انسحاب القوات الذي وافق عليه الرئيس بشار الاسد في اطار خطة وضعها المبعوث الدولي كوفي عنان لوقف اراقة الدماء المستمر طوال عام. واندلعت أعمال العنف بعد يوم من اعلان الامين العام للامم المتحدة بان جي مون ان الصراع في سوريا يتفاقم وانه لا يوجد أي مؤشر على انحسار الهجمات على المناطق المدنية رغم تأكيدات دمشق انها بدأت سحب قواتها وفقا لخطة السلام. وقال المبعوث الخاص للامم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي عنان ان هناك حاجة ماسة إلى مزيد من العمل لوقف كل اشكال العنف بحلول يوم 12 ابريل الجاري والذي سيسبقه بيومين سحب للاسلحة الثقيلة وقوات الجيش من المدن. وقال عنان أمس ان على الجيش السوري والمنشقين أن يوقفوا كل أعمال العنف بحلول الساعة السادسة من صباح يوم 12 من ابريل بتوقيت سوريا إذا التزمت الحكومة بالموعد النهائي الذي وافقت عليه لسحب القوات من المدن ووقف استخدام الأسلحة الثقيلة في المناطق المأهولة والذي يحل يوم العاشر من ابريل. لكن نشطين تحدثوا عن اطلاق دبابات سورية النار على ثلاث مناطق على الاقل اليوم الجمعة هي بلدة دوما القريبة من العاصمة دمشق ومدينة حمص المضطربة والرستن الى الشمال من حمص. وقال نشط محلي "الدبابات دخلت دوما الليلة الماضية ثم غادرت. واليوم في السابعة صباحا عادت من جديد. تتعرض دوما للقصف منذ الصباح. لسنا متأكدين من سقوط قتلى لكن القصف لم يتوقف." وأضاف "على الاقل دخلت دوما خمس دبابات وعشر حافلات محملة برجال الامن والشبيحة (الموالين للاسد)". وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له ان القوات السورية تقاتل الجيش السوري الحر المعارض في دوما والرستن وأيضا على الطريق السريع الرابط بين مدينتي حمص وحماة. ولم تتوفر على الفور تقارير عن الخسائر البشرية. وأدى قصف الجيش السوري النظامي لقرى في محافظة إدلب الشمالية الغربية الى زيادة في اعداد اللاجئين السوريين. وقال مسؤول تركي إن اكثر من 2800 سوري عبروا الحدود أمس الخميس وهو ما يزيد على ضعف المتوسط اليومي السابق. وذكر المسؤول ان كل اللاجئين عبروا الحدود قرب قرية بوكولمز وان المزيد ينتظرون على الجانب الاخر من الحدود. ونقلت 44 حافلة الوافدين الجدد من الحدود الى معسكر اللاجئين في الريحانية. وقال محمد خطيب وهو لاجيء قال إنه جاء من بلدة كستاناز السورية التي يقطنها 20 الفا "الجيش يدمر المباني ويقصفها لتتحول الى رماد. "الجيش يريد ان يترك الناس بيوتهم. اذا رفض السكان يدمرونها والناس بداخلها." وفر اكثر من 42 الف شخص من سوريا منذ بدء الانتفاضة قبل عام وانزلاقها إلى مزيد من العنف. وتشير تقديرات الاممالمتحدة إلى ان قوات الاسد قتلت أكثر من 9000 شخص خلال الانتفاضة. وأصدرت حكومة الاسد أحدث عدد رسمي للقتلى في الانتفاضة التي اندلعت قبل 12 شهرا. وأبلغت الاممالمتحدة بأن 6044 شخصا قتلوا منهم 2566 من جنود الشرطة والجيش. وقال عنان الامين العام السابق للامم المتحدة للجمعية العامة للأمم المتحدة من خلال دائرة تلفزيونية من جنيف أمس ان دمشق ابلغته ان سحب القوات يجري في الوقت الحالي لكنه دعا إلى بذل مزيد من الجهد في هذا الشأن. وقال "ابلغتني الحكومة بانسحابات جزئية من ثلاثة مواقع - ادلب والزبداني ودرعا. انتظر المزيد من الخطوات ومعلومات وافية بدرجة اكبر." والقوى الغربية غير مقتنعة بان الاسد سيلتزم بوقف اطلاق النار الذي وعد به ويعتقدون انه قد يسعى لاستغلال ثغرات تعطيه فسحة من الوقت لاصابة الجيش السوري الحر بالشلل وردع المحتجين. ومن غير الواضح أيضا ما اذا كان الجيش السوري الحر المعارض يسيطر بشكل كامل على مقاتليه بما يسمح بالالتزام بخطة وقف اطلاق النار لعنان. ولمح السفير السوري لدى الأممالمتحدةبشار الجعفري إلى ثغرة محتملة في خطة عنان وهي أنها لا تشير الى سحب قوات الشرطة. وقال للصحفيين إن رجال الشرطة لا يشملهم الموعد النهائي لسحب القوات السورية لأن "نشر الشرطة هدفه حماية المدنيين." ويقول نشطاء المعارضة ان الجيش والشرطة مسؤولون عن قتل المدنيين في حملة الحكومة التي مضى عليها عام لاخماد المظاهرات المطالبة بالديمقراطية. وذكروا ان جنود الجيش ارتدوا زي الشرطة وأعادوا دهن عربات الجيش بالالوان المستخدمة في عربات الشرطة قبل وصول مراقبين عرب في ديسمبر لمراقبة خطة سلام عربية باءت بالفشل. ووصل رئيس اركان القوات المسلحة النرويجية السابق الميجر جنرال روبرت مود (54 عاما) الى سوريا امس لبحث الامكانات المتاحة لنحو 250 من مراقبي الاممالمتحدة لتقييم ما اذا كانت قوات الاسد والمنشقون يحترمون الهدنة المقرر ان يبدأ سريانها يوم الخميس القادم.