التقى المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية في مصر عبد المنعم أبو الفتوح مع الجالية المصرية في لندن حيث قام بعرض أفكاره عن التطورات في الفترة الماضية والتغيرات الحالية والانتخابات القادمة للرئاسة. حضر اللقاء الذي عقد الليلة الماضية المفكر السياسي د.عمرو حمزاوي ورئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية البريطانية الدكتور مجدي إسحاق وأدار الندوة الدكتور حسام عبد الله، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من المصريين المقيمين في بريطانيا للاستماع إلى التطورات السياسية والمستقبل السياسي في مصر. وقال أبو الفتوح إن التواصل مع كل البشر بغض النظر عن الدين والانتماءات السياسية واللون والجنس هو من أهم أساسيات العملية السياسية، مضيفاً أن لتقوية التواصل الإنساني أنزل الله الأديان لدعم التواصل بين البشر، فإذا بالحمقى يستخدمون هذه الأديان للفصل بين فئات البشر.. إن الاختلاف جاء لتدعيم التعاون بين البشر وليس لخلاف ذلك. ونوه بأن الرسول صلى الله عليه وسلم وقف لجنازة يهودي فسأله الصحابة أتقف لجنازة اليهودي فقال أليس هذا ببشر. وتابع أبو الفتوح ''إن الصورة التي رأيناها في التحرير هي الصورة المثالية؛ فعلى الرغم من سعي النظام السياسي لقطع الروابط بين أصحاب الديانات المختلفة والانتماءات السياسية المختلفة، كان هناك من الشباب من يقومون بتوزيع الطعام على الموجودين في التحرير دون أن يسأل عن الدين أو التوجه السياسي لأي منهم''. وقال ''أنا متفائل بأن الشعب المصري لن يسمح لجماعة أو حزب أن تعيده مرة أخرى إلى الماضي بعيدا عن الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية''، مضيفا ''نحن بحاجة لإعادة الثقة بين المصريين''. وأشار إلى أنه طالب بألا يسمح بتمويل أجنبي في الانتخابات القادمة، وقال''سأفتح حسابا ويكون تمويل الحملة من خلال المصريين وليس من خلال أي مصدر مال أجنبي''، مشيراً إلى أن ما بين 7 إلى 8 ملايين مصري في الخارج، وهو ما يستدعي ضرورة مشاركتهم في الانتخابات في مصر لأنه بمثابة حق أصيل لهم. وقال إن الانتخابات في الهند تتم عن طريق برنامج على الإنترنت، فلماذا لا نفعل هذا في مصر على الأقل في الانتخابات الرئاسية بدلا عن الانتخابات العامة لمجلس الشعب القادم التي سيصعب تنفيذها قبل إجرائها؟''. وتابع ''إننا نحتاج إلى التفاؤل ونشر الأمل من أجل مستقبل أفضل في مصر''، مشيراً إلى أن الإخوان المسلمين عانوا كثيرا من الاستبداد لفترة طويلة.. وأول من قدم للمحاكمات العسكرية هم إسلاميون. ومن ناحيته، قال المفكر السياسي الدكتور عمرو حمزاوي إن مرحلة التحول السياسي من نظام قديم إلى نظام جديد بما يستتبعه من تحولات ديمقراطية تأخذ في العادة سنوات وليست شهورا ولم تنته مع سقوط النظام القديم..مضيفا ''ما عانيناه في الماضي وسبب خروج الثوار كان غياب الديمقراطية والعدالة الاجتماعية''. وأشار إلى أن الإعلام المصري اتجه إلى ''شخصنة'' المسألة حيث نقرأ يومياً عن محاكمات رموز وأعضاء النظام السابق وهو شيء جيد ولكن هذا ليس كل شيء..فمصر تعاني من مركزية شديدة حيث إن المحافظين ليس لديهم من السلطات ما يكفي لإدارة الأمور داخل المحافظة دون العودة بشكل مستمر للعاصمة. وطالب بضرورة انتخاب المحافظين وليس تعيينهم لتصبح مراقبة أدائهم عن طريق الشعب وتتم مساءلتهم على الإنجازات التي يحققونها، مشيراً إلى أن مصر كانت أيضا تعاني من عدم احترام حقوق الإنسان أو حريات المواطنين منذ 1952، ولهذا يجب السعي لإعادة بناء هذه المؤسسات طبقا للفكر الجديد. وقال ''لبناء الديمقراطية في مصر يجب تغيير الدستور والذي سيقوم به البرلمان القادم وهو لن يكون برلمانا مثاليا''. وعبر عن خشيته بسبب إصرار الجيش على سرعة إجراء الانتخابات والعودة إلى الثكنات قبل نهاية العام الحالي، وأضاف أنه اقترح مجلسا رئاسيا من القضاة والجيش لفترة حتى يتم تقديم التعديلات الدستورية التي سيتم على أساسها انتخاب البرلمان ورئيس الجمهورية. وحول الأحزاب الموجودة، وجه حمزاوي انتقادات شديدة لها لعدم وجود أفكار وأسس سياسية وقوائم لما تسعى هذه الأحزاب لإنجازه أ ش أ