جدد وزير الداخلية اللبنانية نهاد المشنوق مطالبته القوى السياسية المعنية بالمساهمة السياسية في اقفال ما اسماه "معابر الموت" داخل الأراضي اللبنانية سواء المفتوحة في إتجاه سوريا أو الأخرى العائدة من هناك واعادة النظر بموقفها من الحرب الدائرة في سوريا.(وذلك في إشارة إلى حزب الله) وأكد المشنوق في تصريح له اليوم ان القوى الامنية والجيش ستتصدى في وحدة لا تتجزأ وبكل الوسائل المشروعة لمرض التفجيرات الارهابية أيا كانت مبرراته.
وحذر من ان الارهاب والارهابيين يعملون على ضرب لبنان واشعال الفتنة وهز الاستقرار الامني والاجتماعي والاقتصادي والوطني وضرب الجيش اللبناني باعتباره صمام امان للوطن وللبنانيين بكل مشاربهم وانتماءاتهم.
وأجري المشنوق اتصالين بنائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل وقائد الجيش العماد جان قهوجي للتداول في آخر ما توصلت اليه التحقيقات في العملية التي طالت الجيش.
من جهته دعا وزير العدل اللواء أشرف ريفي الى الاستنفار الأقصى للأجهزة الأمنية لمواجهة الارهاب والى معالجة الجانب السياسي عبر التزام إعلان بعبدا وسياسة النأي بالنفس والى انسحاب حزب الله من سوريا لمنع ربط الساحة اللبنانية بالساحة السورية.
بينما حذر حزب الله من إن الإرهاب لا يبحث عن ذرائع وأسباب لارتكاب جرائمه وإنما يقوم على القتل والتدمير دون تمييز بين عسكريين ومدنيين أو بين المنتمين إلى هذه الطائفة او تلك في لبنان.
وشدد الحزب في بيان له على ان هذا النهج عدو لكل لبناني أيا كان مذهبه أو منطقته ويشكل خطرا على كل اللبنانيين وحتى على اولئك الذين يحاولون كل مرة تبرير جرائم الارهاب والادعاء أنها ردود فعل على أفعال أخرى.
وحذر مفتي لبنان الشيخ محمد رشيد قباني من ان الغدر والاجرام يدفع بالبلاد الى الفوضى وقتال اللبنانيين لبعضهم في فتنة لا تنتهي ومحاولة مكشوفة للنيل من الثقة الكبيرة بالجيش وقيادته الوطنية المتميزة في التصدي للمخططات الإرهابية والقيام بكل ما تتطلبه في المحافظة على الأمن والاستقرار وبذل التضحيات من أجل لبنان واللبنانيين.
أما مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو فقد اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرجي لافروف بانهما وراء التفجيرات التي تحدث في لبنان لانهما السبب الاول في تعطيل الحل السلمي في سوريا ولانهما وراء بقاء الرئيس السوري بشار الاسد في الحكم.
وقال في تصريح له اليوم ان السياسة الروسية هي المسؤول الاول عن السيارات المفخخة التي تأتي الى لبنان وتقتل الناس وروسيا هي التي تحاول ان تغطي ضعفها أمام الامريكيين باستخدام الورقة السورية.
كما اتهم الامين العام لحزب الله السيد السيد حسن نصر الله بانه فتح الباب أمام الاعمال الارهابية التي تأتي من سوريا ردا على تدخل حزبه في الحرب الى جانب بشار الاسد.
ورأى رئيس كتلة تيار المستقبل البرلمانية النائب فؤاد السنيورة ان مواجهة الموجة الارهابية بشكل فعال يجب ان تستند الى خطوات جدية على مستوى كل لبنان واللبنانيين وليس بكلمات الادانة فقط.
واعتبر السنيورة ان الخطة الواقعية يجب ان تستند الى انسحاب حزب الله من القتال في سوريا بحيث يفسح التراجع عن هذا التورط في المجال امام خطوات اخرى اقلها نشر الجيش معززا بقوات الطوارىء الدولية على الحدود مع سوريا مع توحيد لعمل الاجهزة الامنية اللبنانية في الداخل .
وقال السنيورة ان على ايران وحزب الله التحلي بالواقعية واتخاذ قرار شجاع لا بد منه بالانسحاب من سوريا والنأي بالنفس بشكل جدي .
واعتبر عضو تكتل "التغيير والإصلاح" البرلماني النائب سيمون أبي رميا أن الإرهاب يحاول باعتدائه على الجيش ضرب العمود الفقري الذي تقوم عليه الدولة بهدف القضاء عليها.
وطالب التعامل بحزم مع المحرضين على التكفير والارهاب ضد الجيش واللبنانيين ومع الذين يشكلون بيئة حاضنة لمثل هؤلاء وعدم التهاون معهم لأي سبب كان لأنهم شركاء في سفك دماء اللبنانيين وضرب مؤسسات الدولة.
من جهته طالب عضو التكتل النائب ابراهيم كنعان اجتماعا استثنائيا للحكومة واعطاء الجيش الضوء الاخضر لمهاجمة اوكار الارهاب المعروفة مشيرا الى ان الحديث عن اقفال "معابر الموت" يحتاج الى ترجمة من خلال اجراءات ومواقف تتخذها الحكومة ويلتزم بها الجميع لكي يشعر الجيش اللبناني بالدعم.
ودعا كنعان الى توقف الحديث عن بيان وزاري لان الجميع يعرف ان مجلس النواب لم يعط اطلاقا الثقة للحكومة على اساس بيان وزاري مطالبا بان يكون شعار الحكومة "الامن والجيش" لان الاخطار التي تهدد لبنان كبيرة جدا وخصوصا من خلال استهداف المؤسسة العسكرية.
وأعتبرت جبهة التحرير الفلسطينية ان يد الإرهاب بحقدها واجرامها تقدم خدمة مجانية للعدو الصهيوني المستفيد الوحيد مما يتعرض له لبنان وجيشه الوطني ومقاومته البطلة.
وأكد عضو المكتب السياسي للجبهة عباس الجمعة أن الاعتداء الإرهابي على الجيش يشكل اعتداء صارخا على كل اللبنانيين مشددا حرص الجبهة وجميع القوى الفلسطينية على أمن واستقرار لبنان ووحدته الوطنية مؤكدا أن استهداف لبنان بمناطقه ومؤسساته وجيشه الوطني هو استهداف للشعب الفلسطيني ومخيماته في لبنان.
واكدت قيادة تحالف القوى الفلسطينية في لبنان دعمها لمسيرة السلم الأهلي في لبنان وتضامنها مع الجيش والشعب اللبناني داعية إلى وحدة الصف لمواجهة الأخطار والتداعيات السلبية للأعمال الإجرامية التي تستهدف الجميع.
واعتبر رئيس حركة الاصلاح والوحدة الشيخ ماهر عبدالرزاق ان لبنان يتعرض لحرب ارهابية ليس لها حدود وتحظى ببيئة سياسية حاضنة من الداخل اللبناني.
ورفض عبد الرزاق في بيان له الاكتفاء ببيانات الاستنكار والادانة داعيا قوى 14 آذار بكل فئاتها الى اعلان موقف واضح وصريح من الاعمال الارهابية ومساندة الجيش والقوى الامنية لضرب الارهابيين في الداخل قبل الخارج ورفع الحصانة الاعلامية والسياسة عن كل متطرف يتعاون مع الارهابيين بدئا من السياسين ورجال الدين وغيرهم ممن يشكك الجيش بهم.