"هدم فيلا أجيون مثل هدم الأهرام" هكذا علق محمد أبو الخير مؤسس مبادرة "أنقذوا الإسكندرية" ، على قيام محافظة الإسكندرية وحي وسط أمس الإربعاء بهدم فيلا "أجيون" العريقة التي تم تأسيسها عام م1926 على أيدي المعماري الفرنسي الشهير"أوجست بيريه" والتي كانت تحتفل دولة فرنسا بأعماله المعمارية منذ شهر، وضم أعماله ضمن قائمة"اليونسكو". وقال ابو الخير في تصريحات خاصة لبوابة "الفجر" أنه على الرغم من قرار محافظ الإسكندرية اللواء طارق مهدي إرجاء هدم فيلا"أجيون" لحين عرض ملف لجنة التراث إلى رئاسة الوزراء، للبت في قرار هدمها خلال 24 ساعة، إلا أن المبادرة قد رصدت استمرارية حفر بعض العمال داخل الفيلا، حتى يتم هدمها على أخرها.
وأكد أن هدم فيلا"أجيون" فضيحة عار في وصمة محافظة الإسكندرية، أن يتم هدم تراث تحتفي به محافظة الإسكندرية ضمن أشهر أعمال معمار فرنسي قد قام بإنشاء 4 مباني تراثية على مستوى محافظات مصر، وأن يتم هدمها استغلالاً لثغرات القانون، مؤكداً أن هذه الفيلا يتم تدريسها داخل كتب العمارة، كإحد أهم الأعمال المعمارية ذات الطراز الحديث.
وأعلن أن هناك 33 مبنى تراثي بالفعل قد تم إخراجه من مجلد الحفاظ على التراث في الشهرين الآخرين، من بينهم 20 مبنى حذف من قائمة التراث بناء على أحكام قضائية.
ونوه إلى أنه هناك 1034 تراث معماري فقط بالإسكندرية وفق إحصائية 2007 الأخيرة، مؤكداً أنه لا يجوز لأي مالك هدم أي تراث معماري داخل أي محافظة، موضحاً أن هناك فرق بين الملكية الخاصة والعقار، فالملكية الخاصة التي يندرج تحتها مسمى"التراث المعماري" يكون جزء من تخطيط المدينة، وبالتالى فهي تخلق مساحة مشتركة بين المواطن والمالك، وأن الملكية الخاصة تؤثر على المواطن، بالإضافة أن تواجد أي مبنى ارتبط بالتاريخ، يصبح من التراث.
وشدد على أن مبادرة "انقذوا الإسكندرية" تعمل على كيفية إنقاذ تلك المباني التراثية من خلال مطالبة الحكومة بتعويض المالك ونزع منه ملكيته من خلال إعطاءه أراضي تساوي قيمة الملكية التاريخية، لأن القوانين تمنع المالك من الهدم، وبالتالي يتم تقديم تظلمات إلى القضاء، بالإضافة إلى تحويل تلك المباني التراثية من تراث خامل إلى فاعل يعمل من خلال مبنى ثقافي وتنويري، لا يشكل عبأ على المحافظة، حتى يتم الحفاظ على المعمار التراثي.
وأكد أنه على الرغم من هدم 70% من فيلا"أجيون" وهدم العواميد والقبابة الخاصة بها، إلا أنه يمكن إنقاذها من خلال ترميمها بإستعادة المبنى من الجديد، حيث أن تخطيط الفيلا ورسوماتها متوفرة داخل كتب المعمار.
وكان قد قامت محافظة الإسكندرية على خبر قيام البلدوزرات بهدم جزء من تاريخها الذي يعود إلى حقبة العشرينات في القرن الماضي، والذي تحتفي به محافظة الإسكندرية بإنه جزء من تاريخها المعماري الأوربي.