بلغت نسبة الإنجاز في المرحلة الأولى من مشروع ترام دبي 65%، ومن المزمع الانتهاء من العمل به وتشغيله في نوفمبر من العام المقبل، ويخدم اربع مناطق رئيسية في الإمارة: جميرا بيتش رزدنس، والمارينا، ومدينة دبي للإعلام، ومول الإمارات. وقال المهندس عبد الرضا ابو الحسن مدير ادارة تخطيط وتطوير مشاريع القطارات بمؤسسة القطارات في هيئة الطرق والمواصلات بدبي ل"البيان" إن الترام سيكون وسيلة نقل سهلة تمكن المستخدم من الانتقال كل 6 دقائق على طول 10.6 كيلومترات و11 محطة للتنقل بين تلك الجهات الأربع، ومن المتوقع ان يخفف من نسبة الازدحام المروري في منطقة المارينا بنسبة تصل الى 15%.
تخفيف الازدحام
وأشار الى ان المشروع من المتوقع ان يخفف من نسبة الازدحام المروري في منطقة المارينا تصل الى 15%، ويعد احد أنظمة النقل الحضرية التي تسير على قضبان حديدية في مسارات محددة، وهي مصممة للعمل داخل المناطق السكنية والتجارية ذات الكثافة العالية، إذ يتميز هذا النظام بالبساطة والقدرة على توصيل الركاب إلى مناطق قريبة من مواقع عملهم أو سكنهم، ولا يتطلب بشكل عام استخدام وسيلة مواصلات أخرى مساعدة، موضحا ان تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع "ترام دبي" يأتي ضمن توجهات حكومة دبي بتوفير أنظمة مواصلات متطورة ومتكاملة تخدم الكثافات السكانية ومناطق التنمية العمرانية بالإمارة، ومنها مناطق: جميرا بيتش رزيدنس، والمارينا والصفوح والتي ستستفيد من هذا المشروع بشكل مباشر.
وذكر ان طول هذه المرحلة من مشروع ترام دبي يبلغ نحو 10.6 كيلومترات، تبدأ من منطقة المرسى وصولا إلى مرآب الترام بالقرب من أكاديمية شرطة دبي، ويمتد المسار بصورة رئيسية على مستوى الأرض بجانب شارع الصفوح، ثم يرتفع فوق جسور علوية في بعض المواقع بمنطقة مرسى دبي وذلك لضرورات البيئة العمرانية بالمنطقة.
مواصفات القطارات
ويعد ترام دبي احد اول منظومة قطارات مكيفة الهواء في العالم، ويبلغ طول القطار الواحد للترام 44 مترا، وتم تصميم الشكل الخارجي له على شكل "جوهرة"، كرمز لتجارة المعادن النفيسة التي تشتهر بها الإمارة، وتتضمن العربات ثلاث انواع من المقصورات: واحدة للدرجة الأولى (الدرجة الذهبية)، والثانية فضية، بالإضافة الى ثالثة خاصة بالنساء والأطفال، وتتميز التشطيبات الداخلية للعربات بالفخامة والرفاهية.
وأشار ابو الحسن ان سعة القطار الواحد لترام دبي، محسوبة على أساس استيعاب كثافة أربعة ركاب في المتر المربع، وتقدر بحوالي 292 راكبا، أما السعة القصوى المحسوبة على استيعاب الكثافة فتقدر بستة ركاب في المتر المربع لتبلغ حوالي 405 ركاب، موضحا ان الأسطول في المرحلة الأولى يتألف من 11 قطارا، ويتوقع أن يستقبل قرابة 27 ألف راكب في اليوم عند بداية التشغيل في 2014، ثم من المتوقع ان يرتفع هذا العدد الى حوالي 66 ألف راكب يومياً في عام 2020.
وحول ساعات الخدمة اوضح انها مشابهة لمترو دبي، (من الخامسة والنصف صباحاً إلى منتصف الليل)، على ان يكون زمن التقاطر كل 6 دقائق، وآلية الدفع ستكون عبر بطاقة نول الذكية، ويبلغ الزمن الإجمالي للرحلة ذهابا وايابا 41.6 دقيقة، ويصل المراكز التجارية، والفنادق، وقرية دبي للمعرفة، ومدينتي الإعلام والإنترنت، وتضم القطارات شاشات تلفزيونية داخلية لنظام معلومات الركاب، والمواعيد وغيرها، ونظام بث فيديو.
مواصفات المحطات
تتميز الفكرة الأساسية لتصميم محطات "ترام دبي" بالبساطة والوضوح، وتنسجم مع فكرة تصميم محطات مترو دبي من حيث طبيعة المواد المستخدمة، والتشطيبات الخارجية لمباني المحطات، والتقنيات الحديثة التي تم تجهيزها بها، وتضم خمسة نماذج تصميمية تم إعدادها وفقا لطبيعة مسارات حركة الترام ضمن حرم الطريق، سواء كانت جانبية أو في الجزيرة الوسطية للطريق، وكذلك كون المحطة أرضية تقع على مستوى الأرض، أو علوية ترتفع عن منسوب الأرض.
ويبلغ طول منصة الركاب في كل محطة 45 مترا، وتتسع لحوالي 260 شخصا للمحطات الواقعة على جانب الطريق، و340 شخصا للمحطات الواقعة في الجزيرة الوسطية، وهي مزودة بحاجز زجاجي بطول المنصة وأبواب آلية الفتح والإغلاق، بالإضافة إلى أجهزة التحصيل الآلي للتعرفة، كما روعي أن تحتوي الجدران الخارجية لمبنى المحطة على مساحات زجاجية واسعة لتزيد البيئة الداخلية للمحطة بنسبة كافية من الإضاءة الطبيعية.
وتتميز محطات ترام دبي بأنها متصلة بكل من شبكة ممرات المشاة، ومسارات الدراجات الهوائية للمساعدة في الوصول الآمن إلى تلك المحطات، بالإضافة إلى توفر مواقف للدراجات الهوائية ملحقة بكل محطة بهدف خدمة الركاب
تكامل «المترو» و«الترام»
وفي إطار التكامل بين أنظمة القطارات المختلفة، ولأجل توفير تنقل سهل ومريح لمستخدمي شبكة المواصلات العامة في الإمارة، فإن ترام دبي يرتبط مع محطتي مترو دبي المجاورتين له، وهما محطتي: مرسى دبي، وأبراج بحيرات جميرا، عبر جسور للمشاة تعمل على تسهيل انتقال الركاب بين الوسيلتين، ويلتقي ترام دبي مع القطار المعلق (المونوريل) لنخلة جميرا عند مدخل النخلة بشارع الصفوح، لتسهيل حركة وانتقال الركاب بين المناطق التي يخدمها كلا المشروعين.
تقنية صديقة للبيئة
وقال المهندس عبد الرضا ابو الحسن ان كافة محطات الترام مكيفة ومجهزة بوسائل التواصل السمعية والبصرية، بالإضافة إلى الوسائل المساعدة لحركة ذوي الاحتياجات الخاصة، يضاف إلى ذلك توفير تغطية كاملة للمحطات بشبكة تلفزيونية مغلقة وكاميرات مراقبة لتوفير مزيد من الأمان للركاب، وأماكن مخصصة لدخول وخروج سهل وآمن لذوي الاحتياجات الخاصة، على ان تتم معاملتهم في المشروع الجديد كما في كافة وسائل النقل بالإمارة، بحيث يتم نقلهم مجانا وأضاف: "استخدمت الهيئة مواد ذات جودة عالية في التشطيبات الداخلية والخارجية لمباني المحطات، منها: الغرانيت الطبيعي ذو اللون الرمادي للأرضيات، والمطعَم بخطوط من الغرانيت الأسود، وأسقف من الألواح المعدنية من الألمنيوم المطلي باللون الرمادي ومعالج بتصميم مقاوم للصدأ.
وبدأت الشركة المصنعة للترام في إجراء الفحص التجريبي لتشغيله في مسار الاختبار البالغ طوله 700 متر في مصنع شركة "الستوم" في فرنسا، وسيصل أول قطارات الترام إلى دبي ديسمبر المقبل، وستقوم الهيئة باستكمال الفحص التجريبي على مسار الترام في دبي في شهر يناير 2014، وستستمر هذه الاختبارات حتى موعد تشغيل الترام في شهر نوفمبر 2014، كما رفعت الهيئة مسودة تشريع نظام الترام إلى الدائرة القانونية في حكومة دبي، وستقوم في الأشهر المقبلة بتوقيع مذكرات التفاهم واتفاقيات مستوى الخدمة مع الهيئات والدوائر ذات العلاقة بتشغيل الترام. عناصر أمان
أكدت الهيئة حرصها على توفير عناصر الأمان لجميع مستخدمي الطريق، سواء كان من المشاة أو حركة الترام والمركبات، فبالنسبة للمشاة تم وضع سياج يفصل بين الترام والمشاة على طول مسار المشروع، مع توفير معابر محكومة بإشارات ضوئية بالقرب من كافة المحطات، إلى جانب توفير ستة جسور للمشاة، منها أربعة جسور جديدة سيتم تنفيذها في بعض المحطات وفقاً للمعطيات والمواصفات المعتمدة.
كما تم توفير مساحات كبيرة لانتظار المشاة على جانبي الطريق، وتم تصميم معابر المشاة بطريقة آمنة ووفقاً لمواصفات فنية حديثة، إضافة إلى توضيح مناطق عبور المشاة لمسار الترام بألوان تنبيهية مختلفة، أما بالنسبة للمركبات فتم تصميم الأرصفة لتكون بارتفاع يمنع المركبات من تجاوزها والدخول إلى مسار الترام وفقاً للمواصفات المعتمدة، وتم توفير حواجز حماية حول كافة المحطات، ونظراً لأهمية التقاطعات التي تتداخل فيها حركة الترام مع حركة المركبات فتم تصميمها بطريقة مختلفة.