توصل باحثون ألمان إلى ان الطيور العملاقة التي كانت تعيش على كوكب الأرض قبل التاريخ، وتوصف بأنها أخطر الكائنات المفترسة، ليست سوى طيور نباتية مسالمة ولكن ذات أحجام ضخمة. فمنذ اكتشاف احفور في القرن التاسع عشر، يغرق العلماء في تخمينات حول طبيعة هذه الطيور التي تسمى «غاسترونيس»، وهي طيور لم تكن تقدر ان تطير، ذات أحجام ضخمة يصل طول طول بعضها الى مترين، وكانت تعيش على كوكبنا قبل 40 الى 55 مليون سنة، أي مباشرة بعد اختفاء الديناصورات. وقد دفع هذا الحجم، إضافة الى المنقار الضخم الذي كانت تتمتع به هذه الطيور، العلماء للاعتقاد انها كانت متوحشة ومفترسة، واطلق البعض عليها اسم «عصافير الرعب». وقال توماس توتكن عالم الكيمياء الجيولوجية في جامعة بون «كنا نعتقد ان عصافير الرعب كانت تستخدم مناقيرها الضخمة للقضاء على فريستها». وأضاف: «عاشت هذه الطيور في الفترة التي تلت اندثار الديناصورات، وكانت الحيوانات الثديية في بدايات تطورها، فاعتبر العلماء ان هذه الطيور كانت على رأس السلسلة الغذائية». لكن التحليل الكيماوي لهيكل عظمي لطير غا سترونيس عثر عليه في منجم شرق ألمانيا، يعطي صورة مغايرة.
فالكالسيوم الموجود في هذه العظام يشير إلى ان الطيور هذه لم تكن مفترسة بل كانت تقتات على النبات، بحسب ما أعلن العلماء في مؤتمر دولي عقد في فلورنسا في إيطاليا.
ويضاف إلى ذلك ان الأحجام الضخمة لهذه الطيور لم تكن لتسمح لها بمطاردة فرائسها، لو كانت آكلة للحوم.