أكد صبري صيدم مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن إسرائيل غير معنية بنجاح الجولة الحالية من مفاوضات السلام. وقال صيدم في تصريح خاص لراديو سوا الأميركي امس «إن إسرائيل تجرب معركة الميدان لإفشال العملية السياسية واقناع العالم بأن الفلسطينيين إرهابيون
ويهددون أمن إسرائيل، كما تحاول أن تلعب دور الضحية من خلال مناوشة الفلسطينيين وجرهم إلى مربع المواجهة».
يأتي هذا التصريح في الوقت الذي ألغت فيه فلسطين لقاء تفاوضيا كان من المفترض عقده امس في مدينة أريحا بالضفة الغربية، وذلك احتجاجا على مقتل 3 فلسطينيين.
وحمل رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله إسرائيل المسئولية الكاملة عن «هذا العدوان»، مؤكدا أن «مثل هذه الجرائم تستوجب تدخلا عاجلا وفعالا من المجتمع الدولي لإلزام إسرائيل بوقف انتهاكاتها المستمرة وتوفير الحماية الدولية لشعبنا».
في هذا الوقت، توقع القيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية «حماس» د.محمود الزهار ألا تسفر المفاوضات الجارية حاليا بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل عن نتائج، وقال «ان نتيجتها ستكون صفرا».. محذرا من تمدد الاستيطان وتهويد القدسالمحتلة.
وأضاف: الاحتلال عندما أعلن نيته العودة للمفاوضات أعلن عن بناء 1500 وحدة استيطانية في الضفة الغربية، لافتا إلى أن قرارا في الكنيست يسمح لليهود بالصلاة في المسجد الأقصى المبارك في محاولة لتكرار تجربة تقسيم الحرم الابراهيمي في الخليل جنوبي الضفة الغربية.
ونبه الزهار في حوار مع مراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط في غزة إلى أن الرئيس محمود عباس لا يملك التنازل عن «حق العودة» للاجئين الفلسطينيين، وقال: إن حق العودة ثابت وغير قابل للتنازل ولا يستفتى عليه وليس فيه اجتهاد سياسي ولا يتبدل لا في الزمان ولا المكان.
واستطرد قائلا: عباس يسعى الى تسويات.. هذه التسويات باعترافه هو وجماعته لن تؤدي إلى شيء لكنه خائف من شيئين، الأول: قطع المال عنه في ظل عدم وجود مصادر لديه باستثناء أميركا والغرب.. والثاني: أن يلقى مصير الرئيس الراحل ياسر عرفات على يد إسرائيل.. وبالتالي اختزلت القضية الفلسطينية في مفهوم عباس وحركة «فتح» ومن يؤيدها في هاتين القضيتين».
ولفت الزهار إلى أن مصطلح «السلام» ليس صحيحا.. فإسرائيل تسعى إلى تسويات، السلام يأتي بتطبيق العدل ولن يطبق العدل في هذه المفاوضات لأن العدل أن تعود فلسطين، كل فلسطين وحق العودة».
وفيما يتعلق بتوقعات وسائل إعلام عبرية فشل المفاوضات وانتهائها لانتفاضة ثالثة أكثر عنفا، قال الزهار: «كل الناس تتحدث في هذا.. انتفاضة ثالثة ورابعة وخامسة وألف، لأن تاريخ فلسطين منذ عام 1918 عندما بدأت ملامح المشروع الصهيوني بعد وعد بلفور كانت أول انتفاضة «انتفاضة البراق عام 1920» لمجرد أن اليهود حاولوا الصلاة بجوار حائط البراق، بعدها دخلنا في مسلسل انتفاضات بعد ذلك لا حصر لها كان آخرها العمل العسكري بقيادة الشهيد عز الدين القسام (الذي تحمل كتائب القسام الجناح العسكري لحماس اسمه) أواخر عام 1935 انتهى باستشهاده ورفاقه.
وأضاف: في التاريخ الحديث، الانتفاضة الأولى كانت سلمية والثانية لجأ الناس فيها للسلاح.. ومنذ عام 1993 حتى هذه اللحظة السلاح معتمد في غزة للمقاومة لكنه غير معتمد الآن في الضفة الغربية في ظل التعاون الأمني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، مع أنه اعتمد لفترة طويلة خلال العمليات الاستشهادية والمقاومة إبان «انتفاضة الأقصى».
وتساءل الزهار: ما الوجه الذي سيقابل به أبو مازن وجماعته الشعب الفلسطيني لو فشلت هذه المفاوضات؟! وقال: حينها لن يلجأ الشعب الى المسيرات والمظاهرات والاعتصامات وحرق الكاوتشوك وانما سيلجأ الى السلاح والمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي.