باتت جزر سيشيل تشهد عواصف أكثر قوة ومواسم جفاف طويلة ولم تعد واحة يحلو فيها العيش بالنسبة إلى الكثير من الأنواع الحيوانية النادرة مثل السلحفاة العملاقة، المهددة بالانقراض بسبب الاحترار المناخي، على ما يحذر خبراء. ويقول رولف باييت الخبير في المسائل المناخية إن "المواسم تميل إلى الامتزاج بعضها ببعض. فهناك أمطار أكثر وأقوى ومواسم جفاف أطول. ويغير المناخ كليا أساليب التغذية والتكاثر" لدى حيوانات عدة. وقد قدم برنامج الأممالمتحدة الانمائي هذه السنة 8,7 ملايين دولار من أجل مساعدة جزر سيشيل على التأقلم مع التغيرات المناخية. ومن المفترض أن يساهم جزء من هذا المبلغ في مساعدة سكان سيشيل البالغ عددهم 85 ألفا على مواجهة فترات الجفاف المتكررة. لكن الجزء الآخر يفترض أن يساهم أيضا في مساعدة الحيوانات. ويقول باييت "هناك مجموعة كبيرة من الحيوانات المهددة بالانقراض، بدءا من أنواع السلاحف النادرة التي تأتي لتضع بيوضها على سواحلنا ووصولا إلى ضفادع الجبل وبعض الطيور مثل الببغاء الأسود المنتشر في سيشيل". وعلى جزيرة ألدابرا المرجانية الواقعة على بعد أكثر من ألف ومئة كيلومتر من جزيرة ماهي الرئيسية، تستغل أكثر من مئة ألف سلحفاة عملاقة من نوع ألدابرا أشعة الشمس وهي تراوح مكانها. وسلحفاة ألدابرا التي تعتبر من الأكبر حجما في العالم مهددة بالانقراض، وفقا للاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة، وهذا الخطر يتزايد بسبب الاضطرابات المناخية. ويوضح باييت أن "التغير المناخي يؤدي إلى تكاثر العواصف وإلى حركة مد وجزر أقوى وهي ظواهر كثيرة تقضي على سواحلنا. وارتفاع حرارة البحر يدمر أيضا الشعب المرجانية التي تؤمن القوت للأسماك وتحمي السواحل من الأمواج". وتقع جزيرة ألدابرا المرجانية على ارتفاع بضعة أمتار فقط من مياه المحيط الهادئ الذي قد تغمره المياه يوما ما وتقضي معه على السلاحف التي تعتبره ملاذا لها. ويقول ديفيد رووات من جمعية حماية الحياة البحرية في سيشيل التي أطلقت برنامجا لتحديد سلاحف هوكسبيل على سواحل ماهي ومتابعتها "ليست سلاحف ألدابرا وحدها في خطر". ويضيف "تقع سلاحف هوكسبيل منذ زمن ضحية الصيادين الذين يصنعون مجوهرات من قوقعتها. عددها ليس كبيرا لكنه يحتل المرتبة الخامسة عالميا وعلينا إذا حمايتها". ويشكل التغير المناخي خطرا إضافيا على هذه السلحفاة، ولا سيما أنها تميل إلى إنجاب الإناث في حال تعرض بيضها للكثير من الشمس، ما يهدد عملية تكاثرها. ويوضح رووات أن "الاحترار المناحي يؤدي إلى تواتر العواصف القوية. والسلاحف تضع بيضها في الرمل لكن العواصف القوية قد تحمل معها الكثير من الرمل ومجموعة كاملة من السلاحف". ويضيف "نضع البيض الذي نعثر عليه فوق مستوى المد لكن ذلك قد لا يكفي بالضرورة لحمايتها في حال ارتفاع منسوب المياه بشكل مفاجئ". ومن المتوقع أن تقدم هبات الأممالمتحدة حلولا طويلة الأمد. ويقول باييت "من الحلول التي نفكر فيها نصب عواميد خشبية لحماية الساحل وغرس الأشجار لمكافحة انجراف التربة وإعادة زرع المرجان أو زرع مرجان أكثر مقاومة". وتسعى جمعية جزر سيشيل من جهتها إلى حماية أنواع نادرة في وادي ماي وهو عبارة عن متنزه وطني في جزيرة براسلين تعيش فيه طيور البلبل والثعالب الطائرة ذات الرأس الرمادي ونوع نادر من الخفافيش وأبو بريص سيشيل. أما طيور الببغاء السوداء "فلا نجدها إلا في جزيرة براسلين. إنها طيور رائعة لكنها مهددة أيضا بالانقراض لأن اضطراب المواسم قد يؤدي إلى تراجع قوتها".