دعا الرئيس القبرصى نيكوس أناستاسياديس اليوم الأربعاء إسرائيل إلى النظر بجدية في تصدير الغاز الإسرائيلي من المحطة القبرصية المصدرة للغاز الطبيعي المسال. وأوردت وكالة الأنباء القبرصية أن وزير الطاقة والموارد المائية الإسرائيلي سيلفان شالوم أكد من جانبه أن العلاقات بين البلدين مبنية ليس فقط على الاقتصاد ولكن أيضا على الروابط "الجيوسياسية والاستراتيجية".
جاء ذلك خلال مشاركة الرئيس القبرصي والوزير الإسرائيلي في احتفال رسمي لافتتاح محطة تحلية المياه في ليماسول القبرصية.
وقال الرئيس القبرصي في كلمته خلال الاحتفال "أنه وبالنظر إلى حقيقة أن حكومتي تمضي قدما بعزم في بناء محطة للغاز الطبيعي المسال، ومن أجل الحصول على إمكانات كبيرة لتصبح المحطة مركزا للطاقة في شرق البحر الأبيض المتوسط، فإنني أدعو حكومة إسرائيل إلى النظر بجدية في تصدير الغاز الإسرائيلي عبر منشأة للغاز الطبيعي المسال القبرصية".
وأضاف "أن هذا الأمر يعتبر أكثر أهمية إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن قبرص هي شريك إسرائيل المحتمل الأكثر استقرارا في المنطقة".
وسلط الرئيس القبرصي الضوء على حقيقة قرب بلادة من قناة السويس بمصر قائلا "إن قربنا من قناة السويس هو عامل مهم لصالح إنشاء مركز إقليمي للطاقة في قبرص من أجل نقل الغاز الطبيعي من دول شرق البحر الأبيض المتوسط، ليس فقط لأوروبا، ولكن أيضا إلى الشرق الأقصى".
وقال "إن كل ما سبق يشكل المكونات الرئيسية لرؤية قبرص ليس فقط فيما يتعلق بتعاوننا في مجال الطاقة مع إسرائيل، ولكن أيضا فيما يتعلق التعاون في مجال الطاقة في شرق البحر المتوسط".
وأشار أناستاسياديس أيضا إلى أن "وجود شبكة من مشاريع نقل الغاز الطبيعي في شرق البحر المتوسط ستكون بمثابة وسيلة محتملة لتعزيز أمن الطاقة الإقليمي وجذب الاستثمارات الأجنبية، مما يؤدي إلى خلق فرص العمل، وهذا ينبغي أن يكون بمثابة دفعة لاقتصادات منطقتنا".
وتحدث أيضا عن الدور الذي يمكن أن تلعبه الطاقة في المساهمة في السلام والاستقرار في المنطقة بما يعود بالنفع على الجميع، وأوضح قائلا إنه "لا ينبغي أن تكون الطاقة مصدرا للصراع، بل هي أداة لتسوية النزاعات والتكامل الإقليمي".
وأعرب الرئيس القبرصي عن أمله في أنه يمكن أن يكون لبلاده قريبا الفرصة لافتتاح العديد من المشاريع الأخرى التي سيشارك فيها مختلف المؤسسات، من القطاعين العام والخاص من إسرائيل وقبرص، مما يؤدى إلى زيادة الرخاء لكلا البلدين".
وخلال كلمته تحدث أناستاسياديس أيضا عن "أهمية كبيرة لاعتماد التكنولوجيا والتعليم من المعرفة التكنولوجية التي لدى إسرائيل".
من جانبه شالوم أشار أيضا إلى أهمية محطة تحلية جديدة، وحقيقة أنها بنيت من قبل الشركة الوطنية الإسرائيلية. وقال إني أعتقد أن هذا يدل على أنه يمكننا أن نعمل (معا) في العديد من المجالات، في المياه والطاقة وغيرها من المجالات".
وشدد الوزير الإسرائيلي على أنه يعتقد أنه يمكن للدولتين العمل معا لأن إسرائيل تنظر إلى قبرص باعتبارها واحدة من الحلفاء الرئيسيين والمحوريين في المنطقة وككل".
ومن المقرر أن يجتمع غدا الخميس كل من وزير الطاقة والتجارة والصناعة والسياحة القبرصي جيورجوس لاكوتريبيس،ووزير الطاقة والموارد المائية الإسرائيلي سيلفان شالوم ووزير البيئة والطاقة وتغير المناخ اليوناني يانيس مانياتيس في نيقوسيا من أجل توقيع مذكرة تفاهم في مجال الطاقة والموارد المائية بين الدول الثلاث.
